قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن إدارة الشؤون المعنوية بالجيش المصري قامت بجهد كبير بعد عهد الرئيس المعزول محمد مرسي بعدما تولت من خلال إدارة صورة الجيش العامة التشجيع على "عبادة شخصية" المشير عبدالفتاح السيسي. وأضافت تحت عنوان" رئيس مصري الجديد هل هو عبد الناصر أم السادات"، أن الحملات الإعلامية أظهرت المشير بشكل متكرر على شاشات التلفزيون المصري والصحف التي تديرها الدولة، إضافة للملصقات واللوحات الإعلانية وتذكارات الشيكولاتة وصولاً للملابس الداخلية. وتابعت أن "الدعاية البارعة أظهرت المشير أيضًا كضابط متفائل ومسلم متدين يكن احتراماً للمرأة والمسيحيين، بينما يرجع سر تأييد السيسي الكبير إلى شعبية الجيش التي لا تزال أكثر المؤسسات الموثوق بها في البلاد ويدعهما حوالي 90 % من المصريين". وقالت إنه "بعد تقديم السيسي استقالته كوزير للدفاع وإعلان ترشح للانتخابات الرئاسية يظل هناك لغزًا داخل البلاد، فالتأليه العام ضخم للغاية مما يؤكد توليه قيادة البلاد الصيف المقبل". وطرحت الصحيفة تساؤلاً: "أي نوع من الرؤساء سيكون السيسي ؟"، لتجيب بأن المشير غالبًا ما يظهر جنبًا إلى جنب مع صور الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات، وهو ما أكده محللون عندما رأوا أنه سيتخذ أحد الرؤساء السابقين كنموذج له، وسيسر على "المسار السياسي" داخل المؤسسة العسكرية وهو المسلك الذي انتهجه كلاً من عبد الناصر والسادات. وأضافت أنه "رغم اختلاف وجهات النظر والطباع بين عبدالناصر والسادات إلا أنهما كانا على الأقل مشتركين في شيء واحد وهو الكفاح المباشر ضد إسرائيل، لكن مع السيسي فمستبعد جدًا أن يقوم بمحاكاة أسلافه، وليس محتملاً أن نراه يتبع السادات في الذهاب إلى القدس ليخطب في البرلمان الإسرائيلي، وبلا شك فنهاية سلفه المفاجئة ستمنعه من القيام بأي نزوة من هذا القبيل". ورأت الصحيفة أن "السيسي أظهر البراجماتية الخاصة به عندما تعاون مع إسرائيل في مكافحة إرهاب التيار الجهادي المنتشر في سيناء والتي ترعاها جماعة الإخوان المسلمين وحماس المهددان لنظام مصر الوليد وأمن إسرائيل". من جانبه، قال البروفيسور روبرت سبرنجبورج خبير السياسية المصرية إن الحملة الرئاسية تركز على ما هو بعيد في سيناء والوطن، ولتحقيق تلك السياسة تم حظر جماعة الإخوان المسلمين مع قمع الأنصار والنشطاء. واعتبرت الصحيفة أن سياسة السيسي الاقتصادية مازالت غامضة، "فعندما تم تعليق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بسبب شروط القروض التي تعد بمثابة انتحار سياسي، استمر المشير في الاعتماد على الإعانات الضخمة من المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، كما استمر في إقناع الرأسماليين بالخارج في العودة إلى مصر بأموالهم". ورأت الصحيفة أنه رغم كل ذلك فالأزمة الاقتصادية لازالت محتدمة، ويتضح ذلك في الدين الحكومي وارتفاع معدلات البطالة والفقر والتضخم وانقطاع التيار الكهربائي وغياب السائحين، بينما رأى سبرنجبورج أن المشير تجنب أي لوم مباشر بمهارة من خلال حكومة رئيس الوزراء حازم الببلاوي البائسة التي استقالت 24 فبراير الماضي. وقالت الصحيفة إن سبرنجبورج يعتقد أن السيسي يريد إنتاج صورة رئاسية جديدة من خلال عبد الناصر الذي كان علمانياً نوعاً ما، لكن تحقيق الهدف يبدو شبه مستحيلاً رغم التغيرات العميقة التي أجراها عبد الناصر في الداخل والخارج مصر عام 1950. واستطردت أن مفهوم العروبة العام قد مات، ومع ذلك هناك واحد أو اثنان من المؤشرات قد يشبه فيها السيسي الرئيس عبدالناصر وهي إحياء الكرامة القومية والأخرى بتوجهه لروسيا للحصول على دعمها بعدما ليذكر ذلك برفض الغرب لعبدالناصر لصالح السوفييت. وتابعت أن "السيسي يبدو أنه يحاكي عبدالناصر فهو يريد تمييز فترة رئاسته المقبلة بالمشاريع الكبرى ملثما فعل عبد الناصر تمامًا مع سد أسوان، بينما مشروع المشير يهدف لتطوير منطقة قناة السويس التي يروج لها بكثافة على أنها مفتاح مستقبل البلاد". وأوضحت أن "أنور السادات اتبع عبدالناصر في القوة، عندما اعتقد أنصار الأخير أنه يمكن التلاعب مع السادات بسهولة كشخصية انتقالية ليقرر إثبات أنهم على خطأ، كما لم تنعدم ثقة السادات مثل سابقه في التأثير الإسلامي على الحكومة ومعارضة توجهاته الاشتراكية، ونجح في تأسيس "ثورة تصحيحية" لتطهير الحكومة والمؤسسات السياسية والأمنية من الناصريين المؤيدين". إضافة لذلك، قالت إن "السادات شجع بالفعل ظهور جماعة الإخوان التي تم قمعها فترة عبد الناصر وأعطاهم استقلالاً ثقافيًا وأيديولوجيًا كبيرًا، وبالنسبة للسيسي فهو يرفض تمامًا المضي قدمًا على نهج السادات". وتابعت أنه في عام 2006، أرسل السيسي للكلية الحربية بالجيش الأمريكي للحصول على درجة الماجستير، وفي ورقة بحثية حذر المشير من أن الديمقراطية بالشرق الأوسط ليس ضرورياً أن تتشكل على القالب الغربي، فهي كنموذج علماني من الغير المحتمل أن تلقى ترحيباً من قبل الغالبية العظمى من شعوب المنطقة الذين يتبعون العقيدة الإسلامية، ومع ذلك لم يتحدث عن تطبيق الشريعة الإسلامية. وقالت الصحيفة إنه من المرجح أن يحكم المشير البلاد باعتبارها إصدارًا قويًا للسلطة كونها راسخة في خلفيته العسكرية، ورغم ذلك هناك نكهة ديمقراطية قوية مع جوانب أكثر اعتدالاً للإسلام مع وضع مصالح مصر الوطنية في الاعتبار، كما أن هناك احتمالاً أن يعتمد السيسي نهجاً عملياً للتعاون مع روسيا لمواجهة نفوذ الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، ومع إسرائيل من خلال التعاون في التغلب على الإرهاب المتطرف في غزةوسيناء كنوع من المصالح المشتركة. وأضافت أن معاهدة سلام عندما أبرمت عام 1979 مع إسرائيل بين الرئيس أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحيم بيجن ستكون في أيد أمينة. http://www.jpost.com/Experts/Egypts-new-president-Nasser-or-Sadat-347271