بعد إلقاء الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، والإعلامي المعروف تامر أمين اللوم على الطالبة التي تعرضت للتحرش الجنسي في جامعة القاهرة، ازداد الجدل حدة في مصر حول ظاهرة التحرش وخصوصًا محاولة البعض تحميل الضحية المسؤولية. ووصفت الدكتورة عزة كامل، الكاتبة ومؤسسة مبادرة "شفت تحرش"، تصريحات نصار وأمين عن الواقعة ب"السيئة للغاية"، لكنها أيضًا أثنت على اعتذار رئيس جامعة القاهرة فيما بعد، مؤكدة أنه أدرك أنه ليس من الممكن لأستاذ مثله أن يقول ذلك معتبرة اعتذاره شيئًا يحسب له. أما عن تصريح أمين والتي شبه فيها ملابس الفتاة ب"ملابس الراقصات"، فاعتبرته كامل في تصريح إلى الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله" لا يليق بالمهنة الإعلامية وشرفها ويجعل الكثير يتجرؤون على تكرار الفعل، واعتبرت أن ما هو أكثر بشاعة من فعل التحرش هو تبريره وإدانة الضحية موضحة أن فئة كبيرة من المجتمع تتبنى هذا الفكر الأخلاقي واصفة إياه ب"المنحط" على حد تعبيرها. فيما أكدت أن تكرار مثل تلك الأفعال في الجامعات رغم تواجد الأمن يأتي لغياب السياسات واللوائح والقانون الذي يعاقب المتحرش مما يجعل حتى الأمن غير مكترث بمثل تلك الحوادث. وطالبت كامل بوضع سياسات في الإدارات الحكومية وغير الحكومية تجرم التحرش وكذلك تغيير المناهج التعليمية والحد من التعامل مع المرأة على أنها أدنى من الرجل. وطالبت مؤسسة "شفت تحرش" أيضا بوضع ميثاق شرف إعلامي يحترم المرأة وقوانين تجرم التمييز والعنف. من جهته، يرى عبدالرحمن مجدي عضو هيئة تدريس كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية، وجوب معاقبة أمين جنائيًا وإداريًا على تصريحه، حيث يرى فيه تجاوزًا إعلاميًا وأخلاقيًا. ويفسر وجهة نظره قائلاً: "ما قاله أمين يعتبر تحريضاً على تكرار الفعل وهذا الفعل قانوناً يعتبر جريمة مما يعني أنه يحرض على تكرار الجريمة مما يستوجب عقوبة جنائية". أما عن العقوبة الإدارية فيرى مجدي أن أمين يستحقها لعدم التزامه بدوره كإعلامي، فيما استبعد الخبير الإعلامي أن تتم معاقبة أمين بأي شكل "لأن محدش اتعاقب قبل كدة". ويرى أن تصريح أمين سيعطي مبرراً للبعض خاصة ممن يتبنون نفس الفكر لتكرار الفعل، منوهاً أن الناس من الممكن أن تتأثر برأي إعلامي له اسم كأمين وتتخذ رأيه حجة. واختتم قائلاً: "أمين ارتكب غلطة لا تغتفر فهو لم يبرر الفعل فقط بل استخدم أسلوبا لا يرقى ولا يتناسب مع إعلامي شهير مثله بل كان أقرب للغة الشارع".