الخبر الصادم بثته وكالة رويترز ظهر اليوم ، ويقول نصه : تلقت عائلة الصحفي الاسترالي بيتر جريسته المحتجز بتهم تتعلق بالإرهاب في مصر، اليوم الثلاثاء 18 مارس، رسالة من الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور في مؤتمر صحفي عقدته بمدينة برزبين في استراليا ، وقالت لويز جريسته والدة بيتر وهي تتلو رسالة من الرئيس "مع عدم إغفال استقلال السلطات القضائية والتمتع بكل الحقوق التي يكفلها القانون.. أود أن أؤكد لكم بصفتي رئيسًا لمصر أني لن أدخر جهدًا في العمل لإيجاد حل سريع للقضية بطريقة تتفق مع القانون وهذا يضمن لم شمل العائلة في المستقبل القريب." ، هذا هو نص رسالة الرئيس "القاضي" المستشار عدلي منصور لوالدة الشخص الذي يتهمه قضاء بلاده بأخطر تهمة على الإطلاق ، وهي تهمة الإرهاب ، والتورط في خلية إرهابية للإضرار بالأمن القومي للبلاد ، وهي تهم إن صحت تصل بصاحبها إلى حبل المشنقة حتما ، فعلى أي أساس يضمن رئيس الجمهورية لأسرة الصحفي المتهم بالإرهاب لم شمله بأسرته قريبا ، أي إطلاق سراحه وتسفيره خارج مصر ، مثلما حدث مع آخرين غيره أشهرهم المجموعة الأمريكية التي أطلقها "عبد المعز" رغم اتهاماتها الخطيرة وإدراجهم على قوائم المنع من السفر أيام المجلس العسكري لطنطاوي وعنان ، وإذا كانت لديك يا سيادة القاضي المستشار حلول سريعة لفك أسر المحتجزين ظلما ولم الشمل مع أهليهم ، فلماذا لم تبسط عباءتك الكريمة على الجميع ، لماذا الاسترالي وحده ، وكما تعلم يا سيادة المستشار فبتر جريسته ، مسجون في قضية واحدة مع الصحفيين المصريين : باهر محمد ومحمد فهمي ، والجميع متهمون من قضاء بلادك بأنهم يشكلون خلية إرهابية ، صحيح أن أحدا داخل مصر أو خارجها لم يصدق هذا الكلام ، والكل سخر منه ، ولكن هكذا يقول قضاء بلادك ، والذي من المفترض أنك تحترمه ولا تقدم بين يديه ولا تستبق أحكامه ولا تفتئت عليه ولا تحدد له نتيجة وحكم ثم تطلب من القضاء أو توجهه لإدارة القضية بطريقة شكلها قانوني ، أي بوضوح أكثر التلاعب بالقانون وأدوات العدالة للوصول إلى الإفراج عن "الاسترالي" ، كما أن صفتك الأساسية يا سيادة المستشار كقاضي ينتسب إلى محراب العدالة تحتم عليك أن تكون أكثر حساسية تجاه هذا الأمر ، وأكثر حرصا على حماية كرامة قضاء بلادك الذي تتشرف بالانتساب إليه ، أليس كذلك ، ثم إن مسؤوليتك كرئيس دولة ، حتى لو كنت شكليا أو كما يطلقون عليك في الأوصاف الشهيرة ، إلا أن مسؤوليتك كرئيس لمصر دستوريا تحتم عليك في أعلى واجباتك حماية مؤسسات الدولة ودستورها الذي ينص على استقلال السلطات وعلى أن القضاء سلطة مستقلة ، ويحتم عليك أن تدافع عن هذا المعنى أمام العالم كله ، أما أن تأتي وأنت الرئيس لكي تبعث برسالة رسمية إلى والدة متهم بالإرهاب ويحاكم حاليا أمام قضاء بلادك ، لتقول لها أنك ستجد طريقة مناسبة لإطلاق سراحه قريبا لكي يجتمع شمل الأسرة ، فهذه لو كنا في دولة ولها قانون كانت كافية لمحاكمتك وعزلك . ثم يا سيادة المستشار ، إن هذا الصحفي الشاب "بتر جريسته" ، فك الله كربته هو وأسرته ، في قضية واحدة وخلية واحدة وتهمة واحدة ، وأمام محكمة واحدة مع اثنين من الصحفيين المصريين لهم أمهات أيضا وأسر فجعت في حبسهم ، فلماذا تهتم كل هذا الاهتمام بالإنسان الاسترالي وتبعث رسالة خاصة لوالدته ، بينما تحتقر الإنسان المصري ، مواطنك ، ولا تعبأ بأسرته المكلومة والمفجوعة من الاتهامات الجائرة والخطيرة التي توجه إليه ، هل تكرمت من باب العدل وليس الكرامة الوطنية الضائعة وأرسلت رسالة مشابهة لأمهات الصحفيين المصريين المتهمين في القضية ذاتها ، هل جنابك اعتبرت أن الصحفي الاسترالي ابن ناس ، والمصريين ولاد كلب لا مؤاخذة أم أنك تصدق بسلوكك هذا على ما يتردد في الخارج من أن حكومة بلادك ومؤسسات بلادك هي من النوع الذي "يخاف ما يستحي" . أعرف ، ويعرف الجميع يا سيادة المستشار ، أن بتر جريسته ، سوف يطلق سراحه ، وسيعود إلى أسرته ، كما عاد الأمريكان من قبل رغم أنف أي إجراءات قضائية ، وأعرف أنك ستجد حلا وبالقانون لموضوعه كما وعدت ، لأنك لا تملك غير ذلك ، ولكني أطالبك بتقديم الاعتذار العلني والعاجل لجهتين : قضاء بلادك الذي أهنته ، ووالدة كل من الصحفيين المصريين باهر محمد ، ومحمد فهمي ، قبل أن تمضي بعد قليل إلى غياهب التاريخ غير مأسوف عليك ولا على أيامك السودا .