هل أصبح في الإمكان كشف لغز اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.. والإجابة على التساؤلات التي تثار حاليًا حول ضلوع أطراف أخرى في عملية الاغتيال..! إن السيدة رقية السادات ابنة الرئيس الراحل وابن أخيه عصمت السادات يفتحان القضية مرة أخرى بقوة وهما يشيران بأصابع الاتهام هذه المرة الرئيس السابق حسني مبارك الذي كان نائبًا للسادات. وفجرت السيدة رقية قنبلة إعلامية قبل بضعة أيام عندما ذكرت في برنامج تليفزيوني أنها على قناعة بأن خالد الإسلامبولي قاتل السادات لم يعدم وأنها شاهدته بنفسها يعمل في أحد فنادق السعودية وتلاقت نظراتها قبل أن يختفي من أمامها..! ويساند هذا الادعاء شريط فيديو غامض ونادر ظهر قبل عدة أيام على موقع اليوتيوب ولا يعرف أحد من الذي كان يحتفظ به ولماذا لم يعرض أو يكشف عنه من قبل، وهو شريط يصور أحداث المنصة عندما قتل السادات في العرض العسكري السادس من أكتوبر عام 1981م. وفي هذا الفيديو ظهرت بعض التعليقات المكتوبة أثناء العرض والتي تشير بأصابع الاتهام لشخصيات كانت موجودة في العرض وكان سلوكها مريبًا حيث هربوا جميعًا وتركوا السادات غارقًا في دمائه ولم يهرع أحد إلى تقديم المساعدة له. كما يظهر في الفيديو الرئيس مبارك وهو يسرع بالمغادرة في سيارة كاديلاك مكشوفة محاطًا ببعض الحراس. وقد أثار الوزير السابق حسب الله الكفراوي أيضا الشكوك حول وجود مؤامرة لاغتيال السادات في أحد البرامج التليفزيونية. والحقيقة أن قصة اغتيال أنور السادات ستظل لغزًا لن يقل إثارته عن اغتيال الرئيس الأمريكي جون كنيدي في الستينيات والذي ظهرت حوله عشرات الروايات والأقاويل ومازال هناك الكثير الذي يقال في هذه القضية حتى الآن. وقد لا يكون الأمر في قضية السادات أكثر من كونه فرقعة إعلامية كما يقول الدكتور طارق الزمر الذي انتقد تصريحات السيدة رقية السادات واتهامها للرئيس المخلوع حسني مبارك بأنه شارك في قتل والدها، وهو رأي ننحاز له، فالسادات كان قد وصل إلى مرحلة الارتياب في كل القوى السياسية الموجودة على الساحة، وكان صدامه الحاد مع الجماعات الإسلامية كفيلاً بالقضاء عليه، ويكفي جملته الشهيرة عن الشيح المحلاوي التي قالها للسخرية بعد أن ألقاه في السجن مرميًا مثل ال"..."..!! وعندما انطلق خالد الإسلامبولي وعبد الحميد عبد السلام وعطا طايل نحو المنصة لاغتيال السادات فإنهم ألقوا ثلاثة قنابل أدت إلى قتل سبعة أشخاص من بينهم السادات، ولو كان في الأمر مؤامرة اشترك فيها أيًا من الجالسين على المنصة لكان ممكنًا أن يكون هو أيضًا من بين الضحايا..! ولكنها على أية حال مرحلة ما بعد رحيل الديكتاتور مبارك، وهي مرحلة تثير شهية الجميع إلى فتح كل الملفات المغلقة والبحث عن إجابات لأسئلة لم يكن هناك من يجرؤ على طرحها، غير أننا يجب أن نحذر في ذلك من الانسياق وراء أنواع من القصص الخيالية التي قد تبعدنا عن المعركة الأساسية مع الفساد، ومع تعقب لصوص الشعب الذي نهبوا ثرواته والذين مازال أغلبيتهم في مواقعهم وفي مراكزهم يحاولون احتواء الموقف حتى تمر العاصفة، والذين قد يتمكنون أيضا من العودة إلى مقدمة الصفوف...! [email protected]