أصدر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، قرارًا سريًّا للقنوات الدينية المسيحية بعدم ظهور عدد من الشخصيات المسيحية الدينية والعلمانية من رجال البابا المتنيح شنودة الثالث، في أي من برامجها، سواء كانت سياسية أو برامج دينية. وكشف مصدر كنسي كبير ل"المصريون" عن أن الأسماء التى أدرجها البابا تواضروس فى قراره، الأنبا بيشوى، مطران دمياط وكفر الشيخ، وسكرتير المجمع المقدس السابق الذي كان خصما قويًا ومنافسًا لتواضروس في الانتخابات البابوية السابقة، وهو الملقب بالرجل الحديدي، وأحد أعمدة مدرسة البابا شنودة المتنيح، علاوة على الأنبا بفنوتيوس، أسقف سمالوط وطحا، المرشح السابق للانتخابات البابوية، صاحب الشعبية الكبيرة في محافظات الصعيد التي يخشى منها البابا الجديد. وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن القائمة تضم أيضًا مجموعة من الأقباط العلمانيين الذين عرفوا بدفاعهم عن حقوق المسيحيين، مثل نجيب جبرائيل المستشار القانوني للكنيسة فى عهد البابا شنودة الثالث، والذي كرس حياته للدفاع عن قضايا الأقباط داخليا وخارجيا من خلال مركزه حقوق أنشأه خصيصا لهذا الأمر. هذا إلى جانب كمال زاخر، منسق التيار العلماني، الذي دائمًا ما ينتقد الكنيسة والبابا بشدة في قراراته السلطوية، ويعتبر من رموز المعارضة المستنيرة التي تطالب بتطوير الكنيسة الأرثوذوكسية، ومجاراتها لقضايا العصر الحديث. كما تضم قائمة المغضوب عليهم من البابا المحامى القبطى الشهير ممدوح رمزى، عضو مجلس الشورى السابق الذي تم تعيينه فى مجلس الشورى ضمن قائمة ال90 إبان عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، والذي أثار وقتها غضبا جارفا داخل الكنيسة، هذا إلى جانب المحامى ممدوح نخلة، صاحب مركز "كلمة لحقوق الإنسان". وأكد المصدر أن القنوات الدينية المسيحية تجاوزات كل الخطوط الحمراء، ما أثار حالة من الغضب داخل الوسط المسيحي، خاصة أنها أصبحت تستضيف أشخاصًا يتسمون بالتعصب الأعمى سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين من الذين يصدرون تصريحات تتعارض مع مصلحة الوطن، وتؤجج الفتنة خلال المناظرات التي تتم على الهواء. وطالب المصدر بأن يتم إيقاف القنوات الدينية المسيحية التى تخلط الدين بالسياسية وتحتكر الحديث باسم الكنيسة القبطية مثل قناة "سى تى فى" التي يملكها رجال الأعمال القبطي الشهير ثروت باسيلي، أحد فلول الحزب الوطني المنحل، خاصة أن القناة انتهجت سلوك القنوات الدينية الإسلامية التي صدر قرار بغلقها إبان اندلاع ثورة 30 يونيو، لافتا إلى أنه تحتوى على عدة برامج سياسية مثل "برنامج في النور" الذى يقدمه ممثل مغمور ويخلط بين الدين والسياسية. وأكد الحبر الكنسي، أن غالبية الشباب القبطي مصاب بحالة إحباط شديدة مما يحدث ويطالب بتفعيل قرار اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، بإغلاق جميع القنوات الدينية، مثل "الحافظ والناس ومصر25" وأن يعمم هذا القرار على القنوات الدينية المسيحية التي تخلط الدين بالسياسية، خاصة أن الإعلام المسيحي يشهد حاليا أكبر خطاب طائفي يركز على التفرقة ويبعد كل البعد عن القيم السمحة للأديان بما يزيد من حدة الاحتقان في الشارع المصري.