شهد قسم شرطة دار السلام، وفاة أحد المحبوسين احتياطيًا على ذمة إحدى القضايا بتهمة الانضمام إلى تشكيل عصابي والسرقة بالإكراه، فجر الخميس، ليرتفع عدد الوفيات داخل الحجز إلى أربعة خلال شهرين. وقرر حازم اللمعي رئيس النيابة نقل جثة المتوفى إلى مشرحة زينهم لتشريحها ومعرفة سبب الوفاة، وانتداب الطبيب الشرعي لمعاينة الحجز، والطب الوقائي للتأكد عما إذا كان هناك أمراض وبائية منتشرة داخل الحجز أم لا، مع أخذ عينات من المتهمين وتطهير الحجز والاستعلام عن أسماء المحتجزين ومدة احتجازهم. وانتقل المستشار طارق أبوزيد، المحامي العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة لمعاينة الحجز، وتبين وجود 8 غرف حجز بالقسم، وتبين أن إجمالي عدد المتهمين 350 متهمًا، بينما سعة الغرف لا تستوعب أكثر من 160 متهمًا. كما تبين من المعاينة المبدئية وجود عطل في المراوح وعدم وجود شفاطات، إضافة إلى وجود متهمين مقبوض عليهم لتنفيذ أحكام وآخرين محبوسين منذ 4 أشهر ولم يتم ترحيلهم إلى السجون العمومية. وتبين من التحقيقات أن المتوفين مصابون بأمراض مزمنة مثل السكر والقلب، وأن حالتهم الصحية تتأثر بالمكان المحتجزين فيه. وبسؤال النيابة لضباط القسم أثناء إجراء معاينة الحجز عن سبب عدم ترحيل المتهمين، أكدوا أنهم حاولوا ترحيلهم إلى السجون العمومية لكنهم لم يجدوا مكانًا. وكشفت التحقيقات أن أول حالتي وفاة وقعتا داخل حجز القسم كانتا في يناير الماضي، والثالثة كانت منذ يومين. وأفاد التقرير الوارد من الطبيب الشرعي الذي عاين حجز القسم، أن قسم شرطة دار السلام به 8 غرف حجز وأن سعه الغرفة لا تزيد على 16 متهما، لكن معاينته كشفت عن أن كل غرفة يوجد بها ما بين 32 و35 متهما، إضافة إلى عدم وجود شفاطات وحدوث أعطال في المراوح، وسوء التهوية مما يؤثر على المتهمين الذين يعانون من الأمراض المعدية.