فريق علمى من 10 خبراء لدراسة اختراع "عبد العاطى" وإعلان النتائج فى مؤتمر عالمى خبراء الكبد: الاختراع الجديد يطلق موجات كهرومغناطيسية لاكتشاف البصمة الجينية للفيروس
مصر تحتل المركز الأول فى العالم فى معدل الإصابة بسرطان الكبد.. وأطباء يطالبون بإنشاء مشروع قومى للقضاء عليه
هل تعلم أن 12 مليون مصري مصاب بفيروس "سي" بواقع 12.8% من مجمل سكان مصر، هل تعلم أن 130 ألف حالة في حاجة إلى زراعة كبد سنويًا، هل تعلم أنه يوجد 170 مليون مصاب بفيروس "سي" على مستوى العالم ينتظرون أمل الدواء، هل تعلم معنى أن تبعث الأمل فى نفوس فاقدة للأمل ولكنها راضية بما كتب عليها.
نحن لا نعادي القوات المسلحة هنا ولا نعادي الاختراع الذي أنتجته، ولكن يجب أن نلتفت إلى كارثة كبيرة لم يلتفت إليها اللواء إبراهيم عبد العاطي، مخترع جهاز علاج الإيدز وفيروس سي، وهو يعلن عن اختراعه تحت اسم "سي فاست"، والذي عرف بين الناس ب"اختراع الكفتة"، الأمر الذي لم ينتبه له أنه إذا لم تف المؤسسة العسكرية بوعد القضاء على الفيروس، وإذا لم يتحقق الأمل الذي صدرته لملايين المرضى تكون بيديها دمرت الأمن القومي لمصر، فالتلاعب بآلام هذا العدد الكبير من المصريين يعتبر من أخطر الأمور التي يمكنها القضاء على الأمن العام.
ففي الوقت الذي أعلن فيه اللواء إبراهيم عبد العاطي عن اكتشافه لوسيلة للتشخيص والعلاج، توجد احتمالات كبيرة لتزايد نسبة المرضي بين المصريين في الفترة القادمة بسبب تراكم القمامة في مصارف الري في القرى والأرياف، الأمر الذي يؤكد أن ما أعلنت عنه المؤسسة العسكرية إذا صح يكون الإعجاز الذي لا يضاهيه إعجاز، وإذا لم يصح يكون الخطر الذي لا يضاهيه خطر.
تلك الحقيقة التي لم يلتفت إليها المسئولون في المؤسسة العسكرية يمكن أن تلاحظها ببساطة إذا ذهبت في جولة خاصة لمعهد الكبد القومي في القاهرة معقل مرضى الكبد في مصر، ورأيت مئات المصريين الذين ينتظرون يوميًا في قاعات المعهد، ليس أملًا في العلاج ولكن أملًا في تخفيف الألم، هذا بخلاف المئات الآخرين المتواجدين داخل الغرف.
فريق علمي:
الغريب أنه رغم الإعلان الإعلامي للجهاز المعالج لفيروسي "سي" والإيدز، إلا أن جمعية علماء مصر قررت فجأة وبدون مقدمات تشكيل لجنة علمية لدراسة الجهاز بشكل علمي، وضمت عشرة علماء مصريين يعملون داخل وخارج مصر ومتخصصين في اختراعات وابتكارات الأجهزة الطبية والأمراض الفيروسية والمناعة وصناعة الأدوية.
الفريق ضم الدكتور حازم الرفاعى، الطبيب العالمي وصاحب براءات الاختراع فى الأدوية، والدكتور سيد بكري أحمد عبد اللطيف، أستاذ البيولوجيا التجريبي بكلية العلوم جامعة الأزهر وعضو أكاديمية نيويورك للعلوم، والدكتور أحمد عبد الغني السنوسي، أستاذ الفيروسات والوكيل السابق للدراسات العليا والبحوث بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة وعضو مجلس إدارة جمعية الفيروسات المصرية، والدكتورة عزيزة محروس محمد عامر، أستاذ علم الأدوية بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة.
كما ضم الفريق أيضًا الدكتور خالد عبد الفتاح الدجدج، أستاذ الفيروسات ورئيس قسم الميكروبيولوجي بكلية الزراعة جامعة عين شمس وعضو مجلس إدارة جمعية الفيروسات المصرية، والدكتور سيد أحمد حسن سالم، أستاذ الفيروسات بمعهد بحوث صحة الحيوان وعضو مجلس إدارة جمعية الفيروسات المصرية، والدكتور أحمد رمضان صوفي، مدرس الفيروسات بكلية العلوم بجامعة الأزهر، والدكتور أيمن السمادونى، أستاذ جراحة الأوعية الدموية قصر العينى، والدكتور فؤاد زامل، أستاذ عظام بقصر العيني، والدكتور حمدي نبوي مصطفى، أستاذ المخ والأعصاب بهيئة المستشفيات التعليمية.
مشاهد الألم: مشهد داخلي لإحدى غرف المرضى لفتاة في الرابعة والعشرين من عمرها، يبدو على وجهها بقايا جمال رائع، صارت مجرد ملامح منحوتة، على جسد نحيل، لم تكن تلك الملامح والجسد النحيف جدًا بخلاف البطن المنتفخة التي تؤكد دخولها في مرحلة الاستسقاء هي ما تثير الانتباه، فهذه المواصفات لا تخصها وحدها، وإنما يتصف بها كل المرضى الموجودين خلف الأبواب المغلقة لمرضى فيروس سي، ولكن ما يثير الانتباه حقًا هو وجهها الذي تحاول أن تخفي عنه آثار المرض من خلال كم هائل من أدوات التجميل.
"هانت خلاص... كلها خمس ست شهور ويرجعلي جمالي تاني... خمس ست شهور وأعيش الحياة اللي اتحرمت منها... خمس ست شهور ومأشوفش الوش ده"، قالت "ريم محمد" هذه الجمل وهي تنظر إلى وجهها في مرآة متوسطة تمسكها بيديها وهي جالسة على فراشها، ثم تمد يديها وتأخذ فرشة صغيرة لتستكمل تجميل وجهها، كانت نظرات الأمل وابتسامات الرجاء المتخوف تملأ كل ملامحها فاقتربت منها أجذب أطراف الحديث، فارتجفت من المفاجأة رغم أني طرقت الباب فهي عادة تكون مندمجة أثناء عملية التجميل التي تقوم بها كل صباح.
بالرغم من أن الجميع حذرني من الحديث مع ريم عن حالتها، أو الصعود حتى إلى غرفتها، لأنها مرهفة الحس ولا ترغب في الحديث مع أحد، إلا أنها كانت لطيفة منطلقة اللسان، يبدو عليها تفاؤل لم أره في حياتي من قبل، أخبرتني عن كل شيء في حياتها تقريبًا، وكيف أثر المرض في حياتها، وكيف دمر حبها عندما استغنى عنها خطيبها بعد معرفته لمرضها التي أصيبت به نتيجة لتلوث أدوات طبيب الأسنان، وكيف تشعر بالوحدة بعد أن طال حجزها في المعهد، وأصبحت زيارة أشقائها لها محدودة جدًا، حتى إنها لم تعد تتكلم إلى أحد، قائلة "أنتِ أول شخص أتحدث معه منذ قراري بالخرس"، فسألتها عن سبب تراجعها عن قرار عدم الحديث فأجابتني "المؤسسة العسكرية الله يعمر بيتها قالت إن بعد 30 يونيو لن يكون في مصر مريض بفيروس سي... يا رب يبارك فيهم ويحميهم".
لم أكن أعلم أن تلك الفتاة اللطيفة الممتلئة بالأمل والحيوية يمكن أن تتحول في لحظة واحدة إلى كيان شرس متوحش، فعندما سألتها إذا كانت تصدق أن العلاج موجود بالفعل، وإنه سوف يقضي على الفيروس في عشرة أيام فقط، واحتمال أن تكون مجرد خدعة من الجيش كدعاية للمشير السيسي في الانتخابات الرئاسية، فقامت بعصبية وطردتني شر طردة من الغرفة وهي تكيل لي الاتهامات بكوني عميلة إرهابية من عملاء الإخوان، وانتهى بي الأمر وأنا أجرى مبتعدة عن تلك الغرفة قبل أن تفترسني. مشهد آخر لشاب آخر يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا، وسيم الطلعة، رياضي الجسد، زائغ النظرات، يتأمل في مئات الوجوه النحيلة التي تملأ قاعة الدور الأرضي من المعهد، وحال عقله يؤكد أنه لن يخرج من تلك القاعة إلا وهو ميت، لا يكف عقله من عرض صورة جثته أمام عينيه وهى نحيلة البدن منحوتة الملامح ممتلئة البطن، "أعوذ بالله... الحمد لله... يا رب يخلي الجيش"، قال الشاب هذا وهو ينفض رأسه بقوة، فاقتربت منه بهدوء متسائلة بصوت خافت لماذا تدعي للجيش بهذا الشكل، فأجابني وكأنه يسخر مني، "ألا تعلمي أن الجيش أوجد علاجًا لمرضى فيروس سي... هل تعلمي معنى ذلك"، فتصنعت الجهل فوجدته يقول بقوة "هذا يعني إنني سأظل الشاب الرياضي.. وإنني لن أعاني هذا الخمول السخيف مرة ثانية... يعني أن أكمل حياتي بلا ألم".
رغم الأمل الكبير في عبارته إلا أن نبراته لم تكن مقنعة على الإطلاق، "الأسوأ من المرض والألم... الأمل الزائف والخداع"، أكمل الشاب "أحمد عبد الرحمن" عبارته بزفرة حارة، متخوفًا من أن يكون موضوع الجهاز الذي أنتجته المؤسسة العسكرية مجرد دعاية للمشير عبد الفتاح السيسي كما يقول الكثيرون، وهالني عندما استغليت الفرصة وسألته عن إذا ما كان الجهاز مجرد خداع، لأنه أكد أنه لن يرحم أحدًا في هذه الحالة.
"رضينا بالآلام ولم نشتكِ ولم نطالب أحدًا بأن يمنحنا الأمل فلماذا يتلاعبون بنا"، إنه "محمود عطية" رجل في الخمسين وإن كان يبدو مظهره على أنه تخطى المائة عام، بطنه المرتفعة بشكل كبير ويده "المعروقة" وعيناه الذابلة تؤكد أنه في المرحلة الأخيرة من المرض، عم محمود كان يريد أن يصدق وأن يمنح لنفسه الأمل في الحياة، "كل ما أترجاه في الدنيا أن أعيش وأشوف بنتي في الكوشة أصلها يتيمة ومالهاش حد"، وأخذ يردد كثيرًا "وماله نستحمل ألم المرض لحد 30 يونيو ويفرجها الكريم"، ثم قام من جانبنا ورحل بعيدًا وكأنه لا يرغب في سماع أي تشكيك في وجود العلاج.
ملايين في الانتظار ريم وأحمد ومحمود ليسوا مجرد حالات منفردة في مصر، فالحقيقة المؤلمة التي لا يعلمها الكثيرون أن هؤلاء مجرد عينة صغيرة من قطاع كبير من البشر مصابون بالكبد وبسرطان الكبد بكل أنواعه وكل مسبباته، فطبقًا لجميع الإحصاءات التي خرجت سواء من وزارة الصحة أو الصحة العالمية أو حتى جمعيات الحق في الحياة هناك 12 مليون مصري مصاب بالفيروس "سي" أي ما يعادل 12.8% من الشعب المصري، بينهم 130 ألف حالة في حاجة إلى زراعة كبد سنويًا، في حين أن ما تم الزرع لهم على مدى 12 سنة 2000 مريض فقط أي بمعدل 150 مريضًا سنويًا، لأن الدولة وحدها غير قادرة على مواجهة النفقات الباهظة لعلاج أمراض الكبد.
خبراء أمراض الكبد والفيروس سي أكدوا أن فكرة الجهازين غاية في الدقة وتعتمد على البصمة الجينية لأي فيروس عن طريق تسليط جهاز الموجات الكهرومغناطيسية التي تكتشف للبصمة الجينية لكل فيروس، وأن هذا الجهاز أخذ حقه في التجارب العلمية وتم نشره قبل الإعلان عنه إعلاميًا في المؤتمرات الدولية ودوريات علمية مشهورة وحصل على براءة اختراع من قبل منظمات عديدة أوروبية وأمريكية. الأكثر من ذلك أن أطباء أمراض الكبد أكدوا أن الجهاز يوفر الحماية لأكثر من 250 ألف مواطن من الإصابة بفيروس "سي" نتيجة تلوث المعدات الطبية والقساطر والمناظير بالفيروس، مما يعد حماية أكبر للطبيب والممرض أيضًا، مطالبين بسرعة عرض نتائج الجهاز العلاجي في المؤتمرات الطبية والدوريات العلمية حتى يعلم علماء الكبد النتائج الكاملة للتجارب على الجهاز وبخاصة في استئصال المرض من جذوره، بالإضافة لإجراء تجارب إكلينيكية على أكبر عدد من المرضى للتأكيد على النتائج المبشرة ومعرفة ما إذا كان هناك أي أعراض جانبية تظهر في المستقبل القريب أو البعيد من الموجات الكهرومغناطيسية التي تستخدم في هذا العلاج.
وأكد الدكتور فوزي صليبة، أستاذ مشارك في أمراض الجهاز الهضمي والكبد بمستشفى "بول بروس" في باريس، أن الإشكالية التي تعاني منها أكباد المصريين ممثلة في وجود 12% من الشعب يعاني من الفيروس "سي"، بينما في أوروبا يمثل التليف الكبدي والفيروس "سي" أقل من 1%، موضحًا أن العالم كله يبحث عن محاولة للعلاج أيًا كان شكلها وطبيعتها، وبالتأكيد سيكون في انتظار علاج القوات المسلحة.
وطالب صليبة، بضرورة إنشاء مشروع قومي لمواجهة أمراض الكبد فى مصر من خلال عمل إحصاء وتعداد عام على مستوى جميع المحافظات المصرية للوصول إلى الرقم الحقيقي للمصابين وأيضًا تحديد بياناتهم الشخصية وأكثر المحافظات التي توجد بها حتى يتم تحديد تنظيم العمل، وتوفير الرعاية العلاجية الخاصة بالمرضى من خلال عمل بطاقات علاجية لكبر حجم المصابين بأمراض الكبد ولضمان توفير المستوى الجيد من الرعاية للمرضى، مشيرًا إلى أهمية إيجاد جهاز رقابي على أداء الجهات التي تتولى الأشراف على تقديم خدمات الرعاية العلاجية، وعمل دراسات وأبحاث للوصول إلى الأسباب الحقيقية وراء تفشى المرض بين المصريين بهذه الصورة البشعة والتي جعلت من المرض إحدى قضايا الأمن القومي المصري.
وقال صليبة إن تكنولوجيا زراعة الأعضاء اجتاحت أوروبا لتعويض مواطنيها عن الأعضاء التالفة، وأن فرنسا تقوم بزراعة 5 آلاف عضو سنويًا، في حين يزرع الغرب 30 ألف عضو سنويًا، وحتى في أمريكا اللاتينية تتم زراعة 6 آلاف عضو، وإن هناك غيابًا عربيًا واضحًا على الخريطة، مطالبًا مصر بضرورة الاهتمام بتكنولوجيا زراعة الأعضاء لتعويض الأكباد المصابة. الدكتور أحمد مؤنس، استشاري الجهاز الهضمي والكبد بعين شمس وعضو الجمعية الأمريكية، أكد انتشار فيرس "سي- بي" بين العائلات وخاصة بين الأم وابنها والأخ وأخيه، مشيرًا إلى أن عدم تعقيم السرنجات التي تستخدم فى بعض القرى في علاج البلهارسيا والتي تسمى "طراطير" أدى إلى إصابة 18 مليون مصري بهذا المرض، مبينًا في الوقت نفسه أن هناك علاجًا مصريًا لهذا الفيروس ولكنه لا يثبت أي فاعلية وتصر الحكومة على صرفه للمرضى.
وقال مؤنس إن الخبراء يقومون بعمل أبحاث طبية لتوفير أقراص للوصول بنسبة العلاج إلى 92 %، موضحًا وجود عقبات تقف أمام الطبيب لانخفاض التوعية والجهل لدى المرضى بخطورة هذا المرض واقتناعه بأن هذه الأقراص تعمل على سقوط الشعر، بالإضافة إلى أن الناحية المادية لمعظم المرضى ضعيفة جدًا، مطالبًا بضرورة زيادة عدد المستشفيات والأطباء لمرضى الكبد، خاصة أن المعهد يستقبل يوميًا حوالى 1000 مريض أي بمعدل 365 ألف مريض سنويًا، بالإضافة إلى ضرورة زيادة ميزانية العلاج على نفقة الدولة.
في حين يرى الدكتور هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودوربلهارس، أن انتشار أمراض الكبد يرجع إلى عدة أسباب أولها الجهل الصحي لأن نسبة الأمية فى مصر تصل إلى 60% وليس أمامها غير وسائل الإعلام والحملات التي تعاملت مع الناس فى هذا الإعلان بالتسلية فالجهل والفقر والمرض تجتمع لانتشار المرض، مشيرًا إلى أن حقن التلقيح التى تستخدم فى علاج البلهارسيا تستخدم لأكثر من شخص فينتقل المرض من شخص إلى آخر بسهولة، ناهيك عن الأكل غير الصحي وعدم وعى الناس أن هناك بعض الأطعمة التي تؤدى إلى حدوث التهاب حاد للأطفال وسرطان الكبد الذي ارتفع كثيرًا فى الوقت الحالي.
كما انتقد "الخياط"، الرعاية الصحية للمرضى نتيجة نقص الإمكانيات المادية والمنظومة الصحية، قائلا: "إن وزير الصحة يقف مكتوف الأيدي أمام الإمكانيات المادية التي تحتاجها المنظومات الصحية وخاصة وسائل التعقيم"، موضحًا أن انتشار الفيروسات الكبدية كبير جدًا بسبب الإهمال فى المستشفيات فهناك بعض المستشفيات تنقل المرض من خلال العمليات الجراحية نتيجة التعقيم غير الصحيح ينتقل المرض من المريض إلى الإخصائى الذي يقوم بعمل العملية، بالإضافة إلى انتشار عدد المدخنين بين الشباب والاستخدام العشوائي للمسكنات وتناول الكحليات.
وقال إن الإحصاءات الرسمية تؤكد وجود 12 مليون مصري مصاب بفيروس "سي" بالإضافة إلى 4 ملايين مصاب بفيروس "بي" و20 ألف مريض سرطان كبدي سنويًا و120 ألف مريض بفيروس جديد سنويًا، ومعدلات الوفاة وصلت إلى 40 ألف مريض على الأقل، مبينًا أنها ليست الأعداد الحقيقية لأن معظم المرضى بفيروس الكبد يقومون بالتحليل فى معامل خارجية ولا يوجد إحصاءات لهم.
ويتفق معه الدكتور سعيد شلبي، أستاذ الكبد بالمركز القومي للبحوث، الذي أوضح أن أمراض الكبد أمراض بيئية من الطراز الأول ولها علاقة بالتلوث وعدم النظافة، مبينًا أن الكثير من الأطباء يساعدون على انتشار الفيروس الكبدي على الأخص أطباء الأسنان والمناظير الطبية والجراحين وداخل مراكز التجميل ومراكز نقل الدم، مطالبًا بضرورة إنشاء معهد متخصص لمرضى الكبد فى كل محافظة لارتفاع عدد المرضى.
وطالب "شلبي" بضرورة تأسيس مدرسة لأمراض الكبد في الشرق الأوسط، مبينًا عدم وجود تخصص منفصل في أمراض الكبد باستثناء معهد الكبد القومي في شبين الكوم، موضحًا في الوقت نفسه عدم وجود شهادات أو دبلومات متخصصة في قطاع الكبد حتى الآن، مشيرًا إلى أنه من المنتظر أن يتم وضع الخطوط النهائية لهذا التخصص المنفصل هذا العام بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومركز مقاومة الأمراض المعدية.
"البديل زراعة كبد" الغريب أن البديل لأي دواء لعلاج الفيروس "سي" لن يكون سوى الانترفيرون أو زراعة كبد جديد، وإن كان خبراء وأطباء الكبد يرون استحالة ذلك لأن مصر لديها "لستة" تقترب من 3 ملايين يعانون من تليف في الكبد أعضاء بينهم 130 ألفًا يحتاجون لزراعة فورية، وعلى الرغم من ذلك لم تجرٍ مستشفيات مصر سوى 2000 جراحة فقط.
فقد أكد الدكتور عبد الحميد أباظة، رئيس الأمانة الفنية لزراعة الأعضاء، أنه كان من أهم المؤيدين لمبادرة زراعة الأعضاء، وأنه في عام 2012 وبرعاية وزارة الصحة والسكان، أصدرت اللجنة العليا للأمانة الفنية لزرع الأعضاء بيانًا تعلن فيه موافقتها على ترخيص 34 مستشفى ومرفقًا طبيًا متخصصًا في زراعة الأعضاء، مشيرًا إلى أن هذا التحول سيؤثر في حياة الآلاف من المصريين وأسرهم لعيش حياة أفضل من الناحية الصحية، وإن كانوا الآن أصبحوا في انتظار الابتكار الجديد.
وأوضح الدكتور رفعت كامل، أستاذ الجراحة بكلية الطب بجامعة عين شمس، أن من ضمن الصعاب الرئيسية التي تواجه المريض عقب زراعة الكبد، البدء في تلقي علاج للمناعة يمنع رفض الجسم للكبد المزروع حديثاً، واستمرار المريض في تناول الدواء طوال حياته.
وأشار "كامل" إلى أن هناك دراسة مستقلة تناولت 70 ألف مريض خضعوا لعمليات زراعة أعضاء (غير الكلى) ما بين عامي 1990 و2000، والتي أظهرت نتائجها أن الفشل الكلوي كان سائدًا بشكل أكثر في حالات زراعة الكبد عن حالات زراعة الأعضاء الأخرى، ما عدا حالات زراعة الأمعاء. في حين أشار الدكتور محمد هلال، سكرتير عام اللجنة العليا لزراعة الأعضاء، إلى أنه تم ترخيص 34 مستشفى لزراعة الأعضاء، 8 منها تابعة لوزارة الصحة، 14 مستشفى خاصة، 4 مستشفيات للقوات المسلحة، 8 مستشفيات جامعية.
وأوضح عبد الله هلال، أن عدد عمليات زراعة الكبد التي أجريت في مصر منذ بداية المشروع في 10 مستشفيات كانت 2332 عملية زرع كبد، مؤكداً أن هناك مواصفات خاصة للمتبرع بألا يزيد على 50 سنة بجانب مجموعة من الشروط والمواصفات. وأشار الدكتور محمد عبد الوهاب، رئيس برنامج زراعة الكبد في المنصورة ورئيس جمعية رعاية مرضى الكبد، إلى أن أهداف الجمعية ترمى إلى مساعدة غير القادرين على تحمل نفقات عمليات زراعة الكبد، بالإضافة إلى تحمل نفقات الفحوصات الطبية والأشعة التي يحتاجونها.
وأضاف أن الجمعية تقوم بتنظيم قوافل طبية لمساعدة مرضى زراعة الكبد، كما تسهم في إطلاق حملات التوعية بمخاطر فشل وظائف الكبد، وحملات تعريفية بالمرض للجهات المانحة. وأوضح المتيني على، أن مصر تستقبل سنويًا 1200 حالة سرطان كبد، وأن 12% من الشعب يعانون من الفيروس "سي"، موضحًا في الوقت نفسه أن قانون زراعة الأعضاء وضع شروطًا وآليات قاسية لمعاقبة المؤسسة العلاجية التي ستخالف تلك المعايير والضوابط بالغرامة 300 ألف جنيه و5 سنوات حبسًا حفاظًا على المريض المتلقي والمتبرع.