تصاعدت ردود الأفعال الأردنية على مقتل القاضى الأردني رائد زعيتر على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي فى معبر الكرامة فى وقت سابق اليوم الاثنين. وفى هذا الإطار، اعتصم ناشطون أردنيون مساء اليوم قرب السفارة الإسرائيلية بعمان احتجاجا على مقتل زعيتر، وطالبوا بإلغاء معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل المعروفة باتفاقية "وادى عربة" والإفراج عن الجندى المسرح أحمد الدقامسة. كما طالبوا بطرد السفير الإسرائيلي من عمان.. مرددين هتافات من بينها "لا سفارة صهيونية على الأرض الأردنية". وفرضت قوات الأمن والدرك طوقا أمنيا كثيفا أمام السفارة الإسرائيلية في عمان بعد إعلان الناشطين نيتهم اقتحامها. وعلى صعيد متصل، قال وزير الدولة لشئون الإعلام والاتصال الأردنى محمد المومني إن "الحكومة تنتظر نتائج التحقيق الإسرائيلي في استشهاد القاضي زعيتر على يد جنود الاحتلال في معبر الكرامة صباح اليوم". وأدان المومني - في تصريحات للتلفزيون الأردني مساء اليوم - تصرف جنود الاحتلال في قتل مواطن أردني أعزل، مشيرا إلى أن الحكومة تتابع الحادثة وسوف تبني موقفها بناء على نتائج الرد الإسرائيلي. وأوضح أن التقرير الإسرائيلي سوف تتسلمه الحكومة غدا الثلاثاء على أقل تقدير، معبرا عن تفهم الحكومة للغضب الشعبي على هذا الحادث. ومن جهتها، أدانت النقابات المهنية بالأردن، جريمة اغتيال القاضي زعيتر، وطالبت بقطع العلاقات مع إسرائيل. وقالت النقابات - فى بيان لها - إن "الجريمة البشعة التي ارتكبها جنود الاحتلال بحق القاضي الأردني رائد زعيتر أثناء توجهه إلى فلسطينالمحتلة لزيارة أقاربه، هي تأكيد لاستمرار السياسات الاسرائيلية التي تتمادى في هدم المنازل وطرد الفلسطينيين من بيوتهم". وأضاف البيان أن "النقابات المهنية تضيف هذه الجريمة إلى الجرائم الكثيرة التي ارتكبها ويرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب العربي وخاصة شعب فلسطينالمحتلة، مؤكدة ضرورة لجم سياسة جرائم القتل وهدم المنازل وطرد المواطنين من بيوتهم وأراضيهم وإنشاء المستعمرات على الأراضي المحتلة". بدورها، استنكرت رئيسة لجنة الحقوق والحريات في مجلس النواب الأردني الدكتورة رولى الحروب مقتل القاضى الزعيتر. وقالت الحروب - فى بيان لها -إنها "تدين وبشدة هذا التصرف العنيف وغير القانوني، الذي قام به الجندي الإسرائيلي تجاه مواطن أردني مدني مسالم"، معبرة عن تعاطفها الشديد مع أسرة الشهيد. ودعت الحكومة إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بجلاء الحقيقة في هذه الحادثة، ثم اتخاذ إجراءات عقابية بناء على النتائج المتحققة. وعبرت عن استهجانها لما قام به الطرف الإسرئيلي من اعتداء صارخ على كرامة الأردن بهذا الحادث الأثيم الذي يأتي استكمالا لسلسلة من الاعتداءات على كرامة الأردن والأردنيين، ويمثل قمة الاستهانة والاستهتار بمعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية. وطالبت حروب بإشراك جهات قضائية أردنية في التحقيق وعدم الاكتفاء بما تتوصل له السلطات الإسرائيلية منفردة، مذكرة بتاريخ سابق لإسرائيل اعتادت فيه إلقاء اللوم على الضحية، أو اعتبار الجاني يمر بحالة نفسية مرضية لتعفيه من العقوبة. وأضافت أن "حملة التصعيد والتحريض التي تشنها قوى اليمين المتطرف في إسرائيل هي المسئول المباشر عن هذه الأحداث، والتي تتجلى في مشاريع قوانين عنصرية متطرفة ضد المواطنيين الفلسطينيين في بئر السبع وضد الوصاية الهاشمية على القدس، وحملة من الإجراءات التنفيذية التي تواصل قضم الأراضي الفلسطينية والاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربيةوالقدس وضواحيها. يشار إلى أن الحكومة الأردنية قد طالبت فى وقت سابق اليوم من الحكومة الإسرائيلية التحقيق الفوري وبدون تأخير في ظروف استشهاد زعيتر إثر تعرضه لإطلاق نار عند الجانب الآخر من جسر الملك حسين صباح اليوم.