بعنوان "حرب سعودية على جبهتين.. الإرهاب وقطر"، قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إن قطر أثبت سياسة استقلالية في العلاقات الخارجية، التي تتسم بدعم جماعة "الإخوان المسلمين" وتنظيم "القاعدة"، في الوقت الذي أعلنتهما فيه السعودية منظمات إرهابية وذلك في إطار مواجهتها لجارتها قطر. وأضافت أن السعودية أعلنت في بيان دراماتيكي "الإخوان" ك "جماعة إرهابية، وذلك بعد أيام من سحب سفراء السعودية والبحرين والإمارات سفراءها من قطر، وهو القرار الذي صوحب بآخر يمنع طائرات قطر بالتحليق في المجال الجوي لتلك الدول، ما يعد بمثابة حرب دبلوماسية أولى من نوعها بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي". وذكرت الصحيفة أن "قطر لا تدعم الإخوان فقط بل تمول جزءًا من أنشطة جبهة النصرة في سوريا، وبهذا ووفقًا لمخاوف السعودية فإن قطر لديها قاعدة للتأثير ليس فقط على التحركات العسكرية وإنما على مستقبل الدولة السورية". وأشارت إلى أن "السعودية التي تحارب منذ سنوات السبعينيات منظمات متشددة على أراضيها والتي خرج منها إرهابيو القاعدة في أحداث ال11 من سبتمبر 2001، ترى في الإخوان المسلمين تهديدا أمنيا داخليا، وهو الأمر الذي تراه الإمارات أيضا التي حظرت أنشطة الجماعة داخل أراضيها". ولفتت إلى أن الأمر الذي أشغل مؤخرا الغضب السعودي كان لقاء أجري منذ عدة أيام بين وزراء خارجية العراقوإيرانوقطر فيما يتعلق بمستقبل سوريا. ووفقا لتقارير إعلامية عربية أوضحت قطر على العكس من موقف السعودية وباقي دول الخليج أن الحل في سوريا دبلوماسي لا عسكري وبهذا جعلت نفسها في معسكر إيران. وأضافت أن دول الخليج الثلاث التي أجرت نقاشا مع قطر، اتهمت الأخير بالانحراف عن مسار سياسة مجلس التعاون الخليجي، وعلاوة على ذلك هناك مزاعم بأن الدوحة تتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وتحمي شخصيات تضر بالاستقرار والأمن في المنطقة، وعلى رأس هؤلاء خالد مشعل القائد الروحي غير الرسمي ل "الإخوان المسلمين" والذي ينتقد بشدة النظام الحاكم في مصر ومؤيديه ومن بينهم كما هو مفهوم السعودية. وأشارت إلى أنه من هذا المنطلق جاء التنسيق بين السعودية ومصر، والتي أعلنت جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي، وحظر كل أنشطتهم على أراضيها، هذه الإجراءات بعثت برسالة لاذعة أيضا لتركيا التي يستمر رئيس حكومتها رجب طيب أردوغان في دعم الإخوان المسلمين، وهو الموقف الذي أدى إلى قطيعة بين القاهرة وأنقرة. وذكرت أنه من ناحيتها، فإن قطر أعربت عن حزنها إزاء خطوات دول الخليج ضدها، ونفت كما هو متوقع، أيث تدخل من ناحيتها في شئون البلاد العربية الأخرى الداخلية، لكن هناك شك في أن تؤدي إجراءات الدول الخليجية الثلاث من كبح مطامح وآمال قطر ، مضيفة أن الدوحة أثبتت في الماضي سواء على صعيد علاقتها مع تل أبيب او طهران، أنها لا تتأثر بالضغوط التي تحاول دول أخرى فرضها عليها لتغيير سياستها.