منذ عدة سنوات تم عرض مسلسل تحت إسم "زهرة وأزواجها الخمسة" وكان مضمونه وملخصه أن زوجة واحدة تزوجت خمس مرات متتابعة ظنا منها أنها قد طلقت من زوجها السابق، وهو ما لم يكن قد حدث، وفي وقت معين ظهر كل الازواج في وقت واحد وأخذ كل واحد منهم يطالب بحقه في زوجته ويقدم حجته بأنه الزوج الشرعي، وأن من دونه ليس له الحق في هذه الزوجة، وحين عٌرض المسلسل ما كان أحد يظن أن هذا قد حدث أو من الممكن أن يحدث، وأن المؤلف قد شطح بخياله الخصب إلي منطقة اللامعقول أو الكوميديا السوداء وأن هذا المسلسل يهدف فقط للتسلية وقتل الوقت الذي لا قيمة لها عند الغالبية العظمي من بني وطني. وحال مصر الآن يتطابق تماما مع حال زهرة، فقبل الحادي عشر من فبراير كان لمصر رئيسا منتخبا انتخابا مباشرا بين أكثر من مرشح، صحيح أن كافة أجهزة الدولة كانت تعمل معه، او بتعبير أدق كانت تعمل لديه وقت ترشحه وإنتخابه وقبل ذلك وبعد ذلك أيضا، وصحيح أن العملية كانت تزوير شابها بعض الإنتخابات لكنه كان هو الرئيس الشرعي المنتخب وليس المستفتي عليه كما كان الحال قبل عام 2005 وكان معترفا به من كافة دول العالم، وحين خرج عليه الشباب المصري يوم 25 يناير والشعب المصري بدءا من 28 يناير وحتي 11 فبراير، أعلن الرئيس تخليه عن منصبه وكلف المجلس العسكري بإدارة شئون البلاد، ولكنه لم يعلن تنحيه أو تنازله عن السلطة كما أعلن البعض بعد ذلك وأنه يجوز أن يعود عن تخليه الذي لم ينشر في الجريدة الرسمية ليمارس مهام سلطته حينما يعود إليه المزاج أو الرغبة، وكأن ثورة لم تقم، وكأن زهرة لم تخلعه وتعلن رفضها له، وجاء من بعده المجلس العسكري ليحل محله، وهو ما لم يكن من حقه، ويري بعض أعضاء المجلس أن لديهم الحق والشرعية في رئاسة مصر إذ هم من صانوا البلد من الضياع، والذي يساعد علي تأكيد هذا الطرح هو إعلان الفريق سامي عنان الرجل الثاني في المجلس العسكري عن نيته للترشح لإستعادة عصمة مصر التي طارت منه بعد وقت قصير لم يدم سوي عام وأربعة أشهر، أما الرئيس الثالث فهو الدكتور المعزول محمد مرسي، وهو وجماعته وعشيرته يرون أنه ألاجدر والأحق برئاسة مصر إذ انه قد وصل إلي حكم البلاد بطريقة حلال وشرعية وبما لا يخالف شرع الله وفي وجود الشهود وحينها أٌنيرت الكهارب وأقيمت الافراح والليالي الملاح، وترسخ الإعتقاد لديه بأن مصر يجب أن تكون له وحده دون غيره من الطامعين فيها أو الطامحين لها، وكأن من نزلوا في 30 يونيو كانوا هوام او جراد، وبعد وصول المستشار عدلي منصور إلي قصر الإتحادية وجلوسه علي كرسي الحكم بصفته رئيسا مؤقتا أو محللا، فالوضع الجديد والقائم حاليا يحفظ له حقوقه الغير منقوصة في الإحتفاظ بحكم مصر والحصول علي حقوقه الشرعية كاملة، وبعد عدة أشهر سيكون هناك رئيسا جديدا، سيأتي عبر الصناديق وبموافقة ابناء مصر وبطريقة شرعية، علي الاقل من وجهة نظره هو ومن إنتخبوه وهم كٌثر، ولكن مازال الرئيس الثالث يصرخ من خلف القضبان، يا ناس يا هو أنا الزوج الشرعي، زهرة دي زوجتي أنا، أنا تزوجتها زواجا شرعيا علي سنة الله ورسوله وبشهادة الشهود، أنا عايز مراتي، رجعولي مراتي، أنا مأقدرش أعيش من غيرها، وهذا ليس لسان حاله هو فقط، فالكل يؤكد أنه الزوج الشرعي والاحق بالإحتفاظ بزهرة، إن كان المؤلف في مسلسل زهرة وأزواجها الخمسة لم يستطع أن يقدم حلا أو لم يحسم أحقية أي من الأزواج في زهرة فتزوجت خالد يوسف، فهل تستطيع انت عزيزي القارئ أن تتنبأ بمن سيكون رئيس مصر القادم وهل سيتنازل الازواج السابقين عن حقهم في زهرة؟؟؟؟
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.