أعجب ما شاهدت جاء على شاشة إحدى القنوات الفضائية التي جزمت بأن «تحريات شرطة النقل توصلت إلى أن «ألتراس الزمالك» وراء قنبلتي قطار الإسكندرية، وقنبلة محطة مترو شبرا الخيمة!!». .. قديماً قالوا: «حدِّث العاقل بما لا يُعْقل فإن صدَّق فلا عقل له» شباب يهوى كرة القدم، ويشجع فريقه مثل أي شباب في العالم، يتم منعه من دخول الاستاد لمشاهدة مباراة كرة قدم لفريقه، فيغضب ويزرع«قنابل» في القطارات ومحطات المترو!!!.. هل هذا الأمر منطقي، وقابل للتصديق؟!، أم أن هدفه هو «شيطنة» الشباب من مشجعي نادي الزمالك، وإيجاد سبب لعدم قيام الشرطة بعملها، وتصديها للشغب، ومكافحتها للإرهاب؟!. وقبل قنابل «الألتراس الزملكاوي»المزعومة، كان المشهد المخزي والمقرف لتحطيم مقاعد الملعب وإلقائها على جنود وضباط الشرطة، الذين بادلوا الجمهور رمياً برمي!.. وهو ما حدث عقب مباراة الأهلي مع الصفاقسي التونسي، وهو الشغب الذي خلا من كل سبب ومنطق – إذا كان للشغب منطق أصلا –فالاهلي أسعَدَ جماهيره، وهزم منافسه، واحتفظ بتسيده على القارة السوداء، والمفروض ان «تحمر» القاهرة، وتعم الأفراح،.. وبدلا من ذلك كانت المأساة التي شاهدناها والتي حار في تفسيرها الجميع. وطبعا بعد ما حدث، هددت «الداخلية»بعدم الموافقة على «تأمين» أي مباراة كرة قدم للفريقين، وبالتالي عدم حضور الجماهير، وفقدان الاندية الكبيرة لأحد أهم مواردها، إضافة إلى تأثر منافساتنا الافريقية والدولية. .. شخصيا لا يعنيني - وسط التحديات التي تواجهها مصر - أن يتوقف الدوري او يلغى الكاس او تنسحب مصر من كل المنافسات الكروية لمدة سنة او اكثر.. ولكن هل هذا هو الحل؟!.. وهل ستصبح كل حلولنا على طريقة«وَقْفُ استيراد وتراخيص الموتوسيكلات!!».. هل عقمنا عن مواجهة مشاكلنا بحلول تظهرنا أكثر احتراما أمام أنفسنا وأكثر جدية أمام عيون العالم؟!. .. هل تعتقدون – حقاً - ان شباب الألتراس من مشجعي الناديين الكبيرين والذين شاهدنا مواقفهم في ميدان التحرير اثناء الثورة، هم - حقا - من يخرج غاضبا ليزرع «القنابل» في القطارات والمحطات؟!!. أعلم ونعلم جميعاً بأن هناك «جهات»تستغل تجمعات الرياضة ومشجعيها،.. واعلم وتعلمون جميعا بأن جهاز الشرطة «مستنزف»في مكافحته الإرهاب، و«مش ناقص» عبء «العيال بتوع الكورة»، ولكن هل الحل في إيقاف النشاط الكروي؟!، ولماذا لا يتم تأمين المباريات والتجمعات المشابهة بطرق علمية حديثة عن طريق تركيب الكاميرات المتطورة في محيط الملعب أو مكان التجمع، ودقة تفتيش الجمهور وغيرها من الطرق التي يعرفها الأمنيون والمتخصصون جيدا في مثل هذه الظروف، وتطبيق القانون ب«صرامة» وشدة على كل من يتجاوز حدوده؟!. أليس ذلك أفضل من حلول «الاستسهال» من عيّنة امنعوا استيراد الموتوسيكلات، وأوقفوا الدوري، وامنعوا حضور الجمهور، وأوقفوا الرياضة؟!. وعلى نفس القياس ستجد من يطالب مستقبلا بوقف تسيير القطارات حتى لا يفجروها، وإغلاق محطات المترو حتى لا يتظاهروا فيها!!. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66