فراج إسماعيل الحالة السيئة التي يعيشها نادي غزل المحلة لم تشفع له أمام الزعيمين الورقيين، الأهلي والزمالك، هما يريدان أن يلعبا بمفردهما، وأن لا تتجاوز كل الأندية الأخرى مهمتها الموكولة لها من اتحاد الكرة والحكام، وهي المساهمة في تسمية البطل ووصيفه! غزل المحلة كان في الماضي بطلا كبيرا قادرا على الحاق الهزائم بكل الأندية المصرية وعلى رأسها الكبيران اللذان يخافهما الجميع ويحكم لصالحهما كل حكام الكرة المصريين، وإذا كان قد نسيا فنذكرهما بأهداف عبدالدايم وعمر عبدالله وعماشة والنحريري! الغزل يتزيل الدوري وعلى شفا الهبوط إلى المظاليم، علما بأن كل أندية مصر ما عدا الزعيمين وأندية القوات المسلحة والبترول، من المظاليم الذين يصفعون من الجميع، ويستأسد الحكام أمامهم فلا يحتسبون لهم ضربات جزاء مستحقة، مع أنهم يطلقون صافراتهم ليحتسبوا ضربات جزاء وهمية للأهلي دائما وللزمالك أحيانا! الناديان الكبيران يقومان حاليا بتقديم اغراءات لبعض لاعبي الغزل لا قبل لهم بها، يتنافسان على ضم رضا متولي ومحسن الشحات وأحمد المحمدي ومحسن الهنداوي، مع أنهم متعاقدون مع ناديهم، ومن المعروف بداهة أن العقد شريعة المتعاقدين، لكن لا احترام للعقود من الناديين اللذين يخربان الكرة المصرية ولا يفعلان شيئا سوى شراء المزيد من اللاعبين الذين يظهرون في الأندية الغلبانة وتحريضهم للتمرد على أنديتهم! لقد قالها الراحل صالح سليم يوما ما، شراء العبد ولا تربيته. وها هي النتيجة، كل لاعبي الأهلي من المماليك، تجري فيه دماء السند والهند والقوقاز، ليفوز بهم على أندية خربة، بيع لاعبوها لمن عنده المال، ثم يأتي السيد جوزيه ليفتخر بأن كل الأندية تستأسد أمام نادي (المماليك) الذي لم يهزم طوال 17 شهرا، متناسيا أنه يلاعب أندية أصبحت تسكنها الوطاويط، وعندما واجه اختبارا حقيقيا في كأس العالم للأندية، عرف هذه الحقيقة التي يتناساها الآن، فقد انهزم هزيمتين متتاليتين، وعاد مفتخرا بالتمثيل المشرف، مع أنه لم يكن مشرفا على الاطلاق! وصيفه الزمالك يجاريه للأسف الشديد في هذا التخريب مع أنه لا يملك نفس امكانيات الأهلي المادية، حتى أنه يعجز عن دفع بدل اقامة لاعبه تامر عبد الحميد ثلاثة شهور متتالية، هو ناد "بلبوص".. ليس في خزينته ما يدفع به المليون والستمائة ألف جنيه قيمة الغرامة التي تكفل بها لابراهيم سعيد حتى أن الأخير يتمرد عليه حاليا، رافعا شعار، الدفع أو الهروب، مع اني لا اعرف ما هي قيمة هذا اللاعب، وكم ناشئ يمكن لهذا المبلغ أن يربيه ويعلمه الكرة والأخلاق! اشتري الزمالك "جونيور" ولم يستفد به، لأن الفتوة أحمد رمزي لا يحبه ولا يريده، وهكذا تضيع الفلوس ويقبض المحترفون رواتبهم نظير التشمس في ميت عقبة، لأن هذا المدرب المحدود الامكانيات والذي لم يدرب في أي ناد آخر غير نادي البلابيص، له قلب إذا رضي عن لاعب أكرمه ووضعه في التشكيل، وإذا كره لاعبا ركنه وجمده مهما كانت خسارة الزمالك المادية من جراء ذلك! كم لاعبا ناشئا خرج من الأهلي والزمالك في السنوات الأخيرة ولفت الأنظار إليه؟! للأسف الشديد لا يوجد، لأن مبدأ شراء العبد ولا تربيته، هو الحاكم بأمره!.. وبعد ذلك نرثي حال الكرة المصرية التي تأخرت كثيرا، لدرجة أننا نخاف أن نلعب مباراة ودية من السعودية خوفا من الهزيمة وكشف المستور من مستوياتنا الكروية التي لا تملك سوى أن تستأسد على الأندية الغلبانة في مصر! هل يستطيع هذان الناديان مثلا أن يخرجا دفعة من الناشئين الذين رأيناهم في الاسماعيلي يوم مباراته مع الزمالك، وسنراهم يوم الأربعاء القادم أمام الأهلي، لاعبون في السادسة عشرة والسابعة عشرة من عمرهم، ورغم ذلك نسمع جوزيه يهددهم ويتوعدهم، كأنه سيلاعب اتحاد جدة!.. ويهددهم بمن؟.. بلاعبين تخرجوا أيضا في مدرسة الدراويش..! لن يستطيع نادي غزل المحلة أن يحمي أبناءه من الاغراءات، وسيطيرون منه ليلحقوا بمن سبقهم، ليتشمسوا في الجزيرة أو ميت عقبة! كيف يحميهم وهو لا يملك المال. ان انبي مثلا استطاع ان يحمي لاعبه عمرو زكي من مطاردة الأهلي حتى تحقق له الاحتراف الخارجي، لان انبي ناد نفطي غني، أما الغزل والاسماعيلي والاتحاد والمصري فلا يمكنهم ذلك! أكرر للمرة الألف ولن أمل من التكرار بأن هذا التكويش يقتل نجوم الكرة المصرية ويدفنهم مثلما دفن حيا نادر السيد، وكاد يدفن محمد عبدالله لولا اصابة جلبرتو ورحيل أحمد أبو مسلم وانتقادات الصحافة! عندما فكر جوزيه في اراحة الحضري، نسي نادر واستعان بأمير عبدالحميد! هذا الاحتراف الوهمي أصبح مقبرة لكل لاعبي مصر وللكرة المصرية. كارثة بكل المقاييس، قتل لسلالة الموهبة مع سبق الاصرار والترصد! [email protected]