بدت هناك قناعة في إسرائيل التي تحصل إسرائيل على 45 في المائة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من مصر، أن استمرار تدفق الواردات من مصر لن يستمر إلى ما لانهاية، بعد أن جرت الإطاحة بنظام حسني مبارك الذي أمّن لها على مدار سنوات الحصول على الطاقة بأسعار أقل كثيرًا من الأسعار العالمية. يأتي ذلك في الوقت الذي لم تُستأنف بعد إمدادات الغاز المصري لإسرائيل منذ استهدف انفجار الخط الذي يمد الأردن بالغاز جنوبالعريش في الخامس من فبراير الماضي، ونجم عنه وقف مد إسرائيل بالغاز منذ ذلك الوقت. واستحوذت هذه القضية على محاور النقاس في مؤتمر "لجنة الطاقة الوطنية" الذي عقد بإسرائيل والذي دار حول مسألة ضخ الغاز الطبيعي المصري لإسرائيل، بحضور عدد من المسئولين ورجال الأعمال الإسرائيليين. وقال اوهيد مراني، المدير العام لشركة "هخشارا اينرجيا" الإسرائيلية للغاز، إن "مصر ستوقف في المستقبل ضخها الغاز لإسرائيل، حتى لو تم إعادة ضخ الغاز خلال الأيام القادمة كما وعدت شركة "إي إم جي" المصدرة للغاز المصري". وأضاف: إن "المشكلة الحقيقي هي ماذا سيحدث بعد عام عامين أو ثلاثة أعوام، كيف سنحصل وقتها على الغاز من القاهرة، مصر لديها مصالح كثيرة في وقف الغاز عنا، ولابد أن يكون لتل أبيب استقلالية فيما يتعلق بالغاز وعدم الاعتماد على الآخرين"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "كالكاليست" الإسرائيلية. وقال ايل جباي المدير العام لرئاسة الوزراء بإسرائيل، "نحن نتابع عن كثب ونفرض تقديرات حول ما قد تفعله الحكومة الجديدة في مصر، نحن لا نعرف بالتحديد ماذا سيفعل هذا النظام، لكن هناك شيئا واحدا واضح جدا قبل الثورة الشعبية المصرية وبعدها وهو عجز تل أبيب وعدم قدرتها على الحصول على الغاز الطبيعي". ورأى جباي أن المشكلة تكمن في الاعتماد على مورد معين للغاز، لهذا فمن المهم تطوير منابع أخرى للغاز الطبيعي وبالتحديد ما تم اكتشافه على السواحل البحرية لإسرائيل. وتستورد إسرائيل سنويا نحو 1.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من مصر، بموجب عقد وقع عام 2005 مع شركة "غاز شرق المتوسط" المملوكة لرجل الأعمال المصري حسين سالم والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "ايجاس" وبي.تي.تي التايلاندية ورجل الأعمال الامريكي سام زل ومؤسسة امبال-امريكان إسرائيل ومرهاف. من ناحيته، قال يفتاح رون طل رئيس شركة الكهرباء الإسرائيلي: "في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث سياسية على تل أبيب أن تتبع سياسة الاستقلال في مجال الغاز الطبيعي والاعتماد على منابعها الخاصة"، معتبرا أن عدم ضخ الغاز الطبيعي لإسرائيل لا يسبب مشكلة في تزويد المواطنين بالطاقة الكهربائية. في الأثنا، استبعدت مجموعة مرهاف وهي أحد الشركاء الاسرائيليين في "شرق المتوسط للغاز" الخميس استئناف امدادات الغاز الطبيعي من مصر إلى اسرائيل الجمعة كما كان متوقعا. وأفادت المجموعة في بيان "طلب مساهمو شرق المتوسط للغاز من حكومات الولاياتالمتحدة وتايلاند وأوروبا حث الحكومة المصرية على التعجيل باستئناف ضخ الغاز".