الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى قصة القديس بوتامون المعترف    السيطرة على حريق مصنع في بدر دون إصابات، ورئيسة التنمية الصناعية تتفقد الموقع    أسعار الذهب صباح اليوم الجمعة 31 مايو 2024    محافظ أسيوط: توريد 172 ألف طن قمح للشون والصوامع    محمد فوزي: المنتدى العربي الصيني يعكس دعمًا قويًا للقضية الفلسطينية    تنس الطاولة، وداع مبكر ل عمر عصر ودينا مشرف من بطولة الأبطال    هل قتل سفاح التجمع زوجته الأولى؟.. تحريات مكثفة حول الواقعة    بعد تحذير المحافظات منها، ماهي سمكة الأرنب ومخاطرها على الصحة    الموت يفجع المطرب الشعبي محمود الليثي    اعرف حظك وتوقعات الأبراج السبت 1-6-2024، أبراج الحوت والدلو والجدي    «البيطريين»: مجلس النقابة يقرر تفعيل هيئة التأديب بعضوية «عفيفي» و«سلام» (تفاصيل)    "الخشت" يشدد على التزام جميع الكليات بتنفيذ الأحكام القضائية الخاصة بالفروق المالية    لا تسقط بحال من الأحوال.. مدير عام وعظ القاهرة يوضح حالات الجمع بين الصلوات    إصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب ميكروباص بالطريق الإقليمي    إصابة 5 أشخاص من أسرة واحدة و3 آخرين في انفجار أسطوانة غاز بكرداسة    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    وزير الإسكان يصدر قرارا بإزالة مخالفات بناء في الساحل الشمالي    محمد نوار: الإذاعة أسرع وأرخص وسيلة إعلام في العالم.. والطلب عليها يتزايد    محافظ كفر الشيخ: انتهاء أعمال إحلال وتجديد مئذنة مسجد أبو غنام الأثري ببيلا    استعدوا.. الأرصاد تكشف تفاصيل موجة شديدة الحرارة تتعرض لها البلاد في هذا الموعد    مركز الأزهر العالمي للفتوى: 3 أعمال مستحبة يوم الجمعة    الاعتماد والرقابة الصحية: برنامج تدريب المراجعين يحصل على الاعتماد الدولي    إسبانيا ترفض كل تقييد إسرائيلى لنشاط قنصليتها فى القدس    الناتو: سنقوم بدور أكبر في دعم وتدريب القوات الأوكرانية    مصدر أمني ينفي زيادة أي رسوم لاستخراج رخصة القيادة وتجديدها    رسميا.. مصر خالية من مرض طاعون الخيل الإفريقي    محمد شحاتة: "كنت أكل مع العساكر في طلائع الجيش.. وأبي بكى عند توقيعي للزمالك"    عمر كمال: "لا استوعب ارتدائي قميص الأهلي بعدما كنت أشجعه من خلف الشاشات"    شيكابالا: أحمد حمدي جيناته من مواليد الزمالك    عمرو الفقى عن تعاون المتحدة مع مخرجي "رفعت عيني للسما": فخور بهذا الإنجاز    محافظ أسوان يتابع تسليم 30 منزلا بقرية الفؤادية بكوم أمبو بعد إعادة تأهيلهم    التعليم العالي: معهد إعداد القادة يعقد البرنامج التدريبي لإعداد قادة التنمية المُستدامة    للمرة الأولى.. جيش الاحتلال يؤكد قيامه بعملية دقيقة وسط رفح    وزارة الصحة تستقبل سفير كوبا لدى مصر لتعزيز التعاون في المجال الصحي    في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، احذر مخاطره على صحتك وأطفالك    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الجمعة    ترقب في الأهلي لوصول عرض أوروبي رسمي لضم محمد عبد المنعم    «حق الله في المال».. موضوع خطبة الجمعة اليوم في مساجد مصر    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    طقس الجمعة: بداية موجة شديدة الحرارة.. وعظمى القاهرة 34 درجة    طريقة عمل الريد فيلفيت، كيك لذيذ وسهل التحضير    مستشار الرئيس الأوكراني يدعو إلى رفع القيود على استخدام الأسلحة الغربية ضد الأراضي الروسية    لهذا السبب... تامر عبد المنعم يتصدر تريند جوجل    الصحة العالمية تعرب عن قلقها بسبب ارتفاع عدد حالات الإصابة بحمى الضنك    من بكين.. رسائل السيسي لكبرى الشركات الصينية    تشكيل الهلال لمباراة النصر في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين    عمر خيرت يٌبدع في حفل التجمع الخامس (صور)    تباين أسعار الذهب الجمعة 31 مايو 2024    وزير التعليم لبعض طلاب الثانوية: لا تراهن على التأخير.. هنفتشك يعني هنفتشك    الأعمال المكروهة والمستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة    الأوقاف تفتتح 10 مساجد.. اليوم الجمعة    شاهد.. الفيديو الأول ل تحضيرات ياسمين رئيس قبل زفافها    محمد شحاتة: انتظر مباريات القمة أمام الأهلي.. وجسمي قشعر عند رؤيتي جماهير الزمالك في نهائي الكونفدرالية    البابا تواضروس يستقبل وفدًا رهبانيًّا روسيًّا    حملة بايدن: ترامب ظن خطأ أنه فوق القانون    د.حماد عبدالله يكتب: حينما نصف شخص بأنه "شيطان" !!    مران منتخب مصر - مشاركة 24 لاعبا وفتوح يواصل التأهيل    «الإفتاء» توضح فضائل الحج.. ثوابه كالجهاد في سبيل الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيناء تحت الحصار (ملف شامل)
نشر في المصريون يوم 22 - 02 - 2014

الأهالى: لم نر منذ 30 سنة سوى قوات الأمن.. والحديث عن التنمية استهلاك إعلامى
** حملات ومداهمات وقتل وحرق وتدمير بيوت ..والفاعل مجهول
** وفاة سيدات حوامل.. وشلل بمنظومة التعليم بسبب الأكمنة

"أنهكتنا الحملات والمداهمات نحن لا نعرف عن الإرهاب شيئًا.. نسمع كما يسمع الآخرون.. ولكن كل ما نراه بأعيننا هو قطع أشجارنا وإغلاق أرزاقنا كلما حدثت عملية إرهابية هنا أو هناك.." بهذه الكلمات بدأ أهالى شرق العريش والشيخ زويد ورفح فى سرد معاناتهم التى قالوا عنها إنها حرب تستنزفنا والفاعل مجهول والضحية أولادنا ونساؤنا وبيوتنا وأشجارنا بل وحياتنا كلها.
ميدان الشيخ زويد مغلق للشهر السادس
يقول ناصر حسن صاحب محل جزارة بمنطقة الميدان بالشيخ زويد إننا ندخل الشهر السابع ومحلاتنا مغلقة ولا نعرف من أى شى نسترزق وناتى بقوت اولادنا ، وأننا خاطبنا الجهات المسؤلة مرارا وتكرارا ولكنهم يعدون ولا يفون بما وعدوا.
وأوضح الناشط السياسى مصطفى الأطرش أن حالة التمييز التى تقوم بها الحكومات المتعاقبة فى القاهرة ضد أبناء سيناء مازالت كما هى لم تتغير ولم تغيرها الثورات، وإلا فليجيبني أى مسئول: لماذا يتم غلق ميدان تجارى بالكامل به لا يقل عن 300 محل تجارى يقتات به أكثر من 700 أسرة لمجرد أن حادثًا انتحاريًا حدث بجواره ولم يتم إغلاق أى ميدان فى القاهرة وغيرها فى المحافظات المصرية وقد حدثت فيها حوادث كثيرة مماثلة؟ أليس هذا تمييز ضد أهل سيناء؟
قطع الأشجار
أكد محمد فرج، أحد المزارعين، أنهم اقتلعوا شجيرات الزيتون التى نعيش منها أنا وأولادى لمجرد أن مسلحًا جاء ووضع عبوة ناسفة على الطريق العام بالقرب من مزرعتى وقالت المدرعات لى بالحرف الواحد "المرة اللى جاية جايين نقتلك أنت وولادك مش نقطع الشجر بس".
ويتساءل فرج: لماذا حملوني أنا المسئولية؟ وهل أنا قادر أن أقف فى وجه المسلحين وأمنعهم من أن يضعوا عبوات ناسفة أمام بيتى أو مزرعتى؟ وهل توجد شبكات لكى نبلغ القوات بأن هناك مسلحًا يضع العبوات الناسفة؟
الدولة لا تفهم طبيعة أهالى سيناء
يقول المواطن على محمد من مدينة الشيخ زويد: الحكومة لا تفهم طبيعة أهالي سيناء ولذلك تطلب منا المعاونة، وهناك أكثر من 30 شخصًا من الوجهاء والأهالى المتعاونين مع القوات الأمنية قد أبلغوا القوات ولكن الجماعات المسلحة المجهولة فى سيناء قتلتهم ولم يعرف من القاتل إلى الآن، فالوضع فى سيناء مختلف فنحن نرى الملثمين المسلحين لفترات وحينما يركب الرجل منا سيارة ويذهب ليبلغ يكون كل شيء انتهى وهذا ما ذكرناه إلى القوات الأمنية التى وعدت بحل مشكلة الشبكات ولكنها لم تفعل إلى الآن، فما ذنبنا نحن؟! تقطع أشجارنا ويدمر حالنا وتحرق سياراتنا التى نعمل عليها من أجل أرزاقنا.
وأضاف سالم .ت.م، أحد سكان قرية التومة، لقد دمرت القوات الأمنية قريتنا بالكامل حتى الوحدة الصحية أصابها الدمار والخراب، كل هذا لمجرد أن جماعة أنصار بيت المقدس مرت من قريتنا وهى تطلق صاروخًا على طائرة الجيش، نحن لا نعرف من كانوا فى السيارة، حتى لو عرفناهم هم مدججون بالسلاح ولا نستطيع مواجهتهم، فماذا نفعل؟
وأكد سالم أن أبناء القبائل لم يعودوا كالسابق من التكاتف والتوحد، فالآن بعد ضيق الأرزاق الكل يقول نفسى نفسى.
وأشارت منى برهوم، إحدى الناشطات السياسيات من مدينة رفح، إلى أنه منذ 30 عامًا لم نشاهد فى سيناء إلا وزارة الداخلية فقط، وكنا نطمع أن نرى وزارة الثقافة والصحة والتعليم والصناعة والزراعة، ولكننا نفاجأ بوزارة أخرى أمنية وهى وزارة الدفاع التى جاءت لتأخذ العاطل بالباطل، ما ذنبنا نحن فى أن تكون حدودنا مهلهلة ويدخل منها خارجون عن القانون ومسلحون ومجرمون بين الحين والآخر؟!
وأضافت برهوم أن أكثر من 3 آلاف عاطل عن العمل الآن برفح والشيخ زويد، كانوا يعملون بالأجر فى تحميل البضائع فى الأنفاق، أصبحوا الآن بلا عمل، ولم توفر لهم الدولة أدنى الحقوق الآدمية، فكيف تريدون من هذا الشباب أن يكون من الموالين لقوات الأمن التى ما جاءت إلا لتهدم وتقتل فقط؟!
وطالبت برهوم بأن يكون هناك مصالحة حقيقية على أرض سيناء مصالحة بتنمية وزراعات لا بقطع أشجار وقتل أبرياء، وإن كنت لا أعفى الكثير ممن قتلوا من مهاجمة القوات الأمنية فإنى أرى أن الخطأ مشترك ولكن الحكومة هى من بدأت بتركها الشباب دون عمل.
فيما أضاف محمد سواركة، أحد المواطنين من مدينة الشيخ زويد، أن القوات الأمنية فى بداية الحملات قتلت أبرياء دون التدقيق فى تورطهم فى الهجمات على القوات الأمنية فنتج عن هذا حدوث عملية ثأر بين الناس والقوات الأمنية استغلته الجماعات المسلحة لصالحها، وهناك حالة أخرى وهى أن الذين خرجوا من المعتقلات فى أحداث طابا شرم الشيخ، خوفهم من الملاحقات الأمنية جعل معظمهم يقاتل إلى جانب الجماعات المسلحة.
فيما أشار الناشط مصطفى على إلى أن الجماعات التى هربت من قطاع غزة أتت لتصنع لها أنصارًا من فقراء أهل سيناء، وضخت كمية كبيرة من الدولارات على الشباب العاطل ليكون الميول حسب التمويل، ليتحول الصراع فيما بعد إلى صراع وجود وثأر حقيقى نشاهده كل يوم من خلال عمليات القتل والمواجهات.
وأضاف مصطفى أن مجتمع تركته الحكومات المتعاقبة يواجه مصيره لأكثر من 30 عامًا دون بناء مستشفى أو إيصال كوب ماء نظيف له، ماذا تنتظر منه؟! إن الوضع المأساوى فى سيناء تحول من ناس جياع لا يجدون ما يقتاتون منه إلى بشر تبحث عن الكرامة والعزة خارج منظومة الحكومات المتعاقبة التى بانت نيتها الحقيقية فى أنها غير جادة فى تنمية سيناء، وأن التنمية فى المنطقة الحدودية وبوابة مصر الشرقية عليه فيتو أمريكى إسرائيلى.
وتابع أن الحكومة المصرية تضيع الوقت بخروجها كل يوم فى الإعلام تتكلم عن التنمية والزراعة وغير ذلك وهى تمنع حفر آبار جوفية لمزارع يريد أن يسقى بعض الشجيرات التى جاءت القوات لتقتلعها بحجة أن الإرهاب يخرج من بينها.
أزمة المواصلات
يقول أحمد عيد، سائق ميكروباص،: كنا فى السابق نأخذ 14 راكبًا من موقف الشيخ زويد ونذهب به إلى العريش نصل خلال نصف ساعة لا يقابلنا كمين ولا قاطع طريق، الآن الانفلات الأمنى دمر حياتنا، ينتظرنا اللصوص بالطرق الالتفافية، والكمائن مغلقة أمامنا على الطرق الدولية السريعة، ناهيك عن التفتيش والتوبيخ من القوات الأمنية على مداخل المدن كلما حدثت عملية إرهابية وكأننا نحن الذين نصنع الإرهاب، واستدرك قائلاً: إننا نصل إلى العريش بعد معاناة كبيرة جدًا وفى النهاية يتلقفنا ذلك الجندى على الكمين ليتم توقيفنا بالساعات بعد الوصول بطريق التفافى صعب السير عليه لأنه مليء بالرمال والحفر والمطبات طوال 20 كيلو متر على الأقل.
فيما أضاف على أحمد، سائق آخر،: نحن ندفع أقساط والطرق دائمًا مغلقة والحظر يبدأ من السادسة صباحًا حتى الرابعة عصرًا المحافظة الوحيدة على مستوى الجمهورية، مما جعل السائق يذهب ويعود مرة واحدة فقط إلى العريش والمرة لا تكفى لسداد أجرة السائق وحتى القسط الشهرى أو الأعطال المتكررة للميكروباص من الطرق الالتفافية الوعرة ناهيك أنه لو حدث عمل إرهابى تقوم القوات الأمنية بغلق الطرق العادية والالتفافية طوال اليوم.
صرخات النساء.. لا توجد عيادات خاصة
لم تسلم النساء في سيناء من الكوارث التي تتعرض لها المحافظة، فتقول آية أحمد كنت أراجع عند طبيب نساء يأتى من العريش، وبعد الحظر المفروض أغلق الطبيب عيادته لأنه لا يستطيع أن يأتى إلى مناطق شرق العريش والشيخ زويد ورفح فترة المساء، فطالبنا الطبيب أن نأتيه على عيادته الخاصة بالعريش فلم نستطيع الذهاب لأن الطرق كلها تغلق فى تمام الرابعة عصرًا والعيادات الطبية تفتح أبوابها فى السادسة مساء فى العريش، والمستشفيات فى الشيخ زويد ورفح ليس بها أطباء أو عيادات خاصة نتعالج فيها بعد إغلاق الميدان والحظر المفروض، نحن وأطفالنا إن أصابنا مكروه.
وأضافت أم محمد أننا نذهب لدكتور الاطفال بالعريش اسمه الحارون ، نجد الطوابير والحجوزات تصل الى 50 حالة نضطر ان نبيت فى العريش فى الفنادق الباهضة فيما يبيت الفقراء على سلالم العيادات لان الكمائن لا تسمح لنا بالمرور والعودة الى مدينتى الشيخ زويد ورفح مساء ، بل بالعكس تطلق الرصاص باتجاه اى سيارة تقترب من الكمائن فترة المساء او اثناء غلق الطرق.
وأشار محمد حسونة إلى أنه كان عندنا حالة ولادة واتصلنا بالمستشفى فقال لنا المسعف يجب أن نخطر قوات الجيش بالشيخ زويد، وبالفعل تم الإخطار وأتت الموافقة بعد ساعتين حتى يتم الاتصال والتنسيق بكامل الكمائن التى تزيد عن 5 كمائن بالطريق الدولى وكلها دققت فى الأوراق وسط خوفنا على المريضة وخوف سائق الإسعاف والممرض من أن تقوم قناصة الكمين بإطلاق الرصاص علينا ولكننا بحمد الله وصلنا إلى العريش وتم عمل عملية ولادة مستعجلة فى مستشفى العريش، ولكن أخبرنا المسعف أن حالات كثيرة لا يستطيع أصحابها الوصول إلى العريش ليلًا مات منها 3 حالات سجلت وفيات بمستشفيات رفح والشيخ زويد.
وأكد أحد الممرضين يدعى خالد حسونة أن مستشفى الشيخ زويد ليس به "قطن وشاش" لكى نقوم بعمل 6 غرز لمصاب بشظية أو رصاصة طائشة من مسلح أو من إحدى المدرعات.
وقد خاطبنا مديرية الصحة ولكن لا مجيب، وأن نوبات "السهر للممرضات قد انتهت بعد خوف آبائهن عليهن من الانفلات الأمنى فى أن يتواجدن بالمستشفى ليلًا، وأن الأطباء قد غادروا المكان ولا يوجد إلا طبيب واحد فقط يشعر بالخوف لأن المستشفى بلا حراسات منذ أكثر من 4 شهور، بعد أن قام المسلحون باستهداف مدرعات للقوات الأمنية أصيب خلالها أحد الجنود بإصابات متوسطة.
مأساة التعليم ومعاناة المدرسين
أدى النقص الشديد فى المعلمين فى مدارس شمال سيناء وبالأخص مدارس شرق العريش والشيخ زويد ورفح إلى تعطيل الدروس التعليمية فى معظم الفصول الدراسية، وقد اعتبر الأهالى أن نقص المعلمين يعود إلى سوء الوضع الأمنى المتدهور، حيث عزف الكثير من المعلمين عن الذهاب إلى مدارس المناطق الملتهبة بالشيخ زويد ورفح.
وأكد أولياء الأمور أننا نتعرض لضغوطات ومخاوف من الوضع المتدهور على حياة أولادنا الذين قد نفقدهم فى أى لحظة خلال إحدى المواجهات التى تحدث بشكل شبه يومى فى الشوارع والمناطق القريبة من المدارس والأماكن الحكومية.
يقول حسن عامر، ولى أمر أحد الطلاب، إن تأخر المدرسين عن الوصول للمدارس صباحًا وخروجهم من المدارس مبكرًا قبل إغلاق الطرق سببه الوضع الأمنى، حيث يأتي مدرسو العريش فى تمام التاسعة مساء إلى المناطق البعيدة مثل الشيخ زويد ورفح ووسط سيناء رغم فتح الأكمنة أمامهم أغلب الأحيان فإن سلك حافلات المعلمين الطرق الالتفافية أثر بالسلب فى حضور المدرسين مبكرًا، بالإضافة إلى أن إحدى المدرسات قد أصيبت فى شهر ديسمبر الماضى بطلق نارى بقرية الجورة جنوب الشيخ زويد وقد أثر فى حضور بعض المدرسين.
وأضافت غادة على، إحدى المدرسات،: إننا سئمنا حياتنا، حيث نخرج من بيوتنا فى تمام السادسة صباحًا ليتم تجمع المدرسين بميدان الرفاعى بالعريش ويتم نقلهم إلى مناطق شرق العريش والشيخ زويد ورفح ومدارس وسط سيناء تكون الساعة أصبحت التاسعة، فيدخل المدرس القادم من العريش على الحصة الثانية والثالثة ويأخذ إذن لكى يغادر المدرسة قبل أذان الظهر لأن الوضع بعد الثانية عشر ظهرًا يصبح غير آمنٍ، حيث تغلق الطرق والكمائن وتفصل مناطق شرق العريش عن غربها، كما أن الطرق الالتفافية غير مضمونة بحسب السائقين.
وأكد حسن حجازى، وكيل الوزارة بمديرية التربية والتعليم بالعريش، أن المحافظة قد خصصت 12 أتوبيس لنقل المدرسين من وإلى المناطق النائية ولكن تتأخر الأتوبيسات على الأكمنة لأنه قد يكون هناك اعتداء على أحد الأكمنة، مما يرغم السائق على سلك طريق آخر وبالتالى يتأخر عن الحضور فى الثامنة فإن مديرية التربية والتعليم تقدر ذلك تمامًا، وتضعه فى حسابها.
فيما أشار حسن صقر، مدير إدارة الشيخ زويد التعليمية، إلى أننا فعلنا كل شيء من أجل أن نسهل الطريق على حافلات المدرسين بالاتفاق مع المحافظة وقوات الجيش الموجودة بالأماكن والارتكازات الأمنية فقد وفقنا الله أن عبرنا الترم الدراسى الأول على خير، ونحن نستعد للترم الثانى فى الميعاد المحدد فى 22 فبراير من العام الحالى وسوف نعالج بعض الأخطاء وأن الجيش بات يسيطر على الأوضاع وقد وعدنا الجيش بأن الكمائن سوف تكون مفتوحة أمام الجميع بداية من الترم الثانى.
عزلة كاملة بسبب انقطاع شبكات المحمول والإنترنت
يقول عدنان نصير، أحد موظفى مكاتب البريد بالشيخ زويد،: يقوم الناس بتوجيه اللوم إلينا، وكأننا نحن الذين نقطع الشبكات، فإننا نتواجد بمكاتب البريد قبيل الثامنة حتى الثالثة عصرًا بشكل يومى ولكن نقف عن العمل لأن الشبكات تكون غالبًا مقطوعة لدواعٍ أمنية فإن توقفنا عن العمل يأتى خارج عن إرادتنا، وكلمنا المسئولين بالبريد فردوا إنها لدواعٍ أمنية وليس لنا دخل فى ذلك.
فيما أضاف محمد يوسف، من أبناء رفح، نذهب إلى العريش لمبنى الأحوال المدنية لاستخراج بطاقة الرقم القومى أو شهادة ميلاد أو عقد زواج نجد الزحام بالمكاتب غير الموجود بها شبكات، الناس تقف على الطوابير بغية أن تأتى الشبكات فى أى لحظة وغالبًا لا تأتى الشبكات.
وأشار محمد يوسف إلى أن بطاقة الرقم القومى التى كنا نستخرجها فى أسبوع أصبحت فى أسبوعين والآن تصل إلى أكثر من شهر حتى تأتى الشبكات المقطوعة طوال فترات النهار، التى تتزامن وخروج الحملات الأمنية والمداهمات التى تقوم بها قوات الأمن بمناطق جنوب الشيخ زويد ورفح ومناطق أخرى بالعريش وبئر العبد.
وأوضح أحمد ناصر، أحد النشطاء، أن الحكومة غير جادة فى إنهاء مشكلة الشبكات فى المصالح الحكومية وإلا لماذا لا تستخدم نظام "الستالايت" فى ظل الانقطاع المتكرر للشبكات، كما أن البنوك ومكاتب البريد والأحوال المدنية كلها تعتمد على الشبكات فإن أحوال الناس الخاصة والعامة تتعطل بشكل يومى ولا توجد حلول حقيقية لمشكلة الشبكات رغم الوعود الكثيرة والمتكررة من المسئولين.
مشاكل الصرف الصحى
يقول هشام أبو قاسم لقد تعبنا من الذهاب إلى مجلس المدينة لتقوم سيارة "الكسح" الصرف الصحى بتصريف بئر الصرف الخاص بنا إلا أن السائق يوعد فقط ولكن تبين أن هناك أوامر تمنع خروج سيارات الصرف خوفًا من استهدافها من مسلحين لسرقتها، والقيام بها بأعمال إرهابية مما جعلنا لا نجد حلولًا مع مجلس المدينة فى ظل الغياب التام لدور المجلس فى حل مشكلة الأهالى منذ أكثر من عام.
فيما أوضح فراج سليم، موظف، أن عملية خروج سيارات الكسح يعد مغامرة ولكن المجلس ليس صريحًا فى أن يوضح للناس.
وتساءل لماذا الحكومة لم تنشئ شبكات صرف صحى فى مدينة كبيرة وهى الشيخ زويد والتى تعد العاصمة الثانية فى شمال سيناء؟! وإن حملنا الإرهاب المسئولية فإن العاتق الأكبر يكون على الحكومة التى رصدت 88 مليون جنيه لشبكة الصرف الصحى منذ عام 2008م وإلى الآن لم ينفذ المشروع.
شاهد الصور:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.