لم يتوقف الإفساد والإرهاب والإجرام في أي حقبة من حقب التاريخ أبداً بل كانوا على قدمٍ وساق في تناغم وتوازي فسقطت ملايين الضحايا وراح آلآف الشهداء وعلى منار الإسلام وارتفع لواء الحق والحرية والكرامة على جماجم هؤلاء وأشلائهم، والمجرمون هم المجرمون في كل العصور والإرهابيون سمتهم وهديهم واحد عبر الزمان كله، الإغتيال، القتل، التعذيب، التشريد، النفي، الإعتقال والسجن، القمع، والسحل كلها عقوبات ما كانت لتفت في عضد الأحرار والمجاهدين يوماً، عقوبات ماستطاعت أن تطاول الحق أوتهزمه في أي جولة مهما كانت شدتها لأن الحق لا يهزم أبداً فهو مؤيد بتأييد الله تعالى منصور بحفظه جل وعلا. إن الأحداث والوقائع التي تمر بها الأمة الإسلامية في هذه الأيام أحداث داميةٌ صعبة ومريرة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً من تكالب الأعداء عليها واستيلاء أقوام لا خلاق لهم مقاليد الأمور فساموا الناس سوء العذاب وأرعبوهم أيما رعب وسرقوا حقوقهم وأذاقوهم الويلات، ثم برغم تلك البلايا والمحن ما ينبغي لنا أن نيأس أو أن نعذب قلوبنا بحزنٍ أو همٍ يقعد همتنا ويجعل هذه الأمه متوقفة عن الحركة الدؤوب في رفع الظلم عن نفسها ومجابهة الطغاة ومحاربتهم بكل الوسائل السلمية وما اتيح لهم من وسائل اتصال مع كل الدنيا لفضح التزيف والرد على الإشاعات وبيان الحقيقة كما تحدث دون إجحاف أو تهويل. إن المتدبر لتاريخ الأمم والشعوب يجد أن الظلم والقمع لم يتوقف أبداً وأن الأشلاء المتناثرة لم تهدأ في يومٍ من الأيام خاصة تلك الأمة المكلومة بجراحها على مدار التاريخ ولعلنا نعرض في هذه المقالة لبعض من صور القتل والتشريد لكي نأخذ منها العبرة ولتكون دافع لنا لمقاومة ما ألمَ بنا من ظلم وكرب وليست مثبطة لهمتنا. حينما حطت الحروب الصليبية برحالها في بلدان الإسلام نشرت الرعب والقتل والتعذيب في كل مكان وسقطت آلآف الضحايا جراء العدوان الصليبي فضلاً عن إقامتهم محارق ومذابح علنيه متمثلة في محاكم التفتيش لكل من يستعلن بإسلامه أو ينطق بكلمة حق في مواجهة هذه الذئاب البشرية. هذا وليس في التاريخ أبشع من مجازر التتار وما أدراكم مالتتار لعنة نزلت على الدنيا في الزمان القديم اكتسحوا كل مكان فاستئصلوا كل مشاهد الحياة، فخربوا الديار وهتكوا الأعراض وذبحوا الرجال وبقروا بطون النساء الحوامل واستخرجوا الأجنة وذبحوها ودمروا كل مشاهد الحضارة والمدنية وانتهى بهم المطاف إلى بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية في ذلك الزمن وأحاطوها بكلكلهم وقتلوا فيها وحدها حسب ما رواه المؤرخون الثقات "مليون وست مائة ألف" إنسان حتي لم يبقى في المدينة بشر من أهلها وانتشرت الأمراض والروائح المنتنه وهكذا فعلوا في كل قطر نزلوا به وليست بغداد وحدها استثناءً. ثم جاء المستعمرون في العصر الحديث فاحتلوا البلاد وقتلوا أهلها ونفوا مثقفيها وشردوا شبابها واغتصبوا نسائها، ففي روسيا قتل الشيوعيون "خمسة وعشرون مليون" مسلم!! لا تتعجب شعب بأكمله أُبيد عن بكرة أبيه، وفي الصين أُبيد نحو "ثلاثة ملايين" مسلم في واقعة أشبه بقصة أصحاب الأخدود، وفي بورما وهي مملكة إسلامية تسمى أركان يسكنها مسلمو الروهنغيا مازالوا إلى الآن يتعرضون للإبادة الجماعية والتنكيل والحرق على يد الحكومة البوذية تحت سمع العالم وبصره وشبيهتها في الأسى والحزن محافظة الأحواز السنية في إيران حيث يتعرض أهلها للقتل والتعذيب ويجبرون على ترك مذهبهم واعتناق المذهب الشيعي الرافضي. وفي يوغسلافيا أيام حكم السفاح "تيتو" سقط نحو أربعة ملايين من مسلمي البوسنة والهرسك وتعرضوا لتسع مذابح مروعه كان آخرها تلك التي عاصرها بعض الناس، يحكي مراسل التلفزيون الألماني ويصف مشاهد الخراب والدمار قائلاً "رأيت في سراييفو آذاناً مقطعة وأشلاء ممزقه ملقاة على قوارع الطرقات وشيوخاً قد ذبحوا من الوريد إلى الوريد وحبالى قد بقرت بطونُهن" ثم يصف واقعة مقززة يندى لها جبين الإنسانية وتتأفف الوحوش الكواسر أن تفعل مثلها فقال "أتى الجنود برجل وطفل ثم وضعوا الطفل على النار حتى تم شوائه وأجبروا الرجل أن يأكل من لحم ابنه ثم أطلقوا النار عليه بعد ذلك، وفي بلاد الهند التي كانت مملكة إسلامية واحده ثم استولى عليها عُباد البقر أراد المسلمون الإستقلال و هموا برحلة هجرة إلى باكستان فقتل المجرمون منهم "تسعة ملايين" إنسان. ثم ما فعله الإحتلال الأمريكي للعراق من قتل "خمسة ملايين" انسان بينهم أطفال ونساء وتشريد نحو خمسة ملايين آخرين وإلحاق بعضهم بدور الرعاية الصحية جراء ما لحق بهم من عاهات دائمة، فضلاً عن التعذيب المروع الذي حدث في سجن أبو غريب الشهير، وما يحدث اليوم في سوريا الأبية من قتل وتفجير وتشريد من عصابات بشار الذي يقوم بدور أبيه في القتل والفتك بشعب سوريا الأبي المناضل، وكذا ما تفعله قوات الإحتلال الصهيوني على أرض فلسطينالمحتله من استيطان لليهود وطرد للسكان الأصليين وتهويد للحرم القدسي الشريف واعتقال وقتل، كل ذلك أمور تذرف العين من فرط هولها الدماء بدل الدموع، إن تاريخ الدماء لم ولن يتوقف إلى قيام الساعة لكن المؤكد والثابت من سنن الله سبحانه وتعالى أن نصر الله قادم لا محالة وأن الحق سينتصر مهما طال سواد اليل وحتما سيقتص المظلوم من ظالمه وسيظهرعليه عاجلاً أم آجلاً.