في الآونة الأخيرة اعتُقل الكثير من الطلاب في أحداث مختلف، فمنذ التفويض في 26 يوليو 2013 بدأت حملة اعتقالات عشوائية تحت مظلة محاربة “الإرهاب” كان للطلاب نصيبٌ كبيرٌ منها. كانت أشهر محطات هذه الحملة أحداث رمسيس وفض اعتصامي رابعة والنهضة مروراً بالاشتباكات العنيفة يوم 6 أكتوبر الماضي، علاوة على اقتحام الجامعات والمدن الجامعية حتى ذكرى الثورة الثالثة 25 يناير الماضي، ولا يفوتنا هنا أن نذكر أن أعداداً كبيرة من الطلاب اعتُقلوا من داخل بيوتهم أو من وسائل المواصلات أو حتى من على المقاهي. لم يواجه الطلاب في اعتقالهم فقط البعد عن الأهل والأصحاب أو تقييد الحرية أو ضبابية المستقبل، خاصةً مع عدم حضورهم امتحانات الفصل الدراسي، بل واجهوا أيضاً جهازاً قمعياً لثورة مضادة متوحشة، حيث يتعرض الطلاب لجميع أنواع الانتهاكات منذ اللحظات الأولى لاعتقالهم بداية من الإهانات اللفظية والاعتداء بالضرب أثناء الترحيل، إلى احتجازهم بشكل غير قانوني، إلى حفلات التعذيب المعنوية والمادية داخل الأقسام والسجون، إلى انتهاك الأعراض ومنع الطعام أو الأدوية. ومنذ اللحظات الأولى من اعتقال فتيات الأزهر يومي 28 و30 ديسمبر 2014، تعرضن للضرب بالعصي ونزع حجابهن وسحبهن من شعورهن وتقطيع ملابسهن، كما تعرضن للانتهاك الجنسي من قبل الضباط. عند وصول المعتقلات إلى قسم الشرطة أُجبرن على خلع ملابسهن ومرة أخرى تم انتهاكهن جنسياً بواسطة الضباط وضربهن قبل وضعهن في زنازين غير لائقة قبل نقلهن لسجن القناطر، وذلك تبعا لتقرير وكالة الأنباء التركية الأناضول. كما ذكر التقرير أن المعتقلات خضعن لكشوف العذرية وُوضعن مع سجناء آخرين (جنائيين) قاموا بدورهم بمهاجمتهن. تمتلئ السجون المصرية بالطلاب والطالبات، ووفقاً لحصر أجرته “Wiki ثورة” فإن عدد الطلاب المقبوض عليهم والمُلاحقين قضائياً في الستة أشهر الأولى فقط من حكم السيسي بلغ 2129 طالب وطالبة، والجداول التالية توضح توزيع هؤلاء الطلاب تبعاً للمرحلة التعليمية ولمكان الاعتقال. وإليكم أبرز حالات الاعتقال بين الطلاب والطالبات في سجون الثورة المضادة . آيات حمادة: منسقة حركة “مقاومة” بجامعة الأزهر، وعضوة جبهة “طريق الثورة – ثوار”. آيات واحدة من طالبات الأزهر اللاتي اعتُقلن يوم 28 ديسمبر 2013، بعد دفاعها عن زميلة لها أثناء فض مظاهرة بجامعة الأزهر. تعرضت آيات للضرب والسحل من قبل قوات الأمن، ناهيكم عن التفتيش الذاتي المهين الذي تمر به جميع الطالبات، بالإضافة إلى سوء المعاملة الصحية داخل سجن القناطر، فآيات مصابة بروماتيزم القلب وتحتاج لحقنة بشكل دوري. وفي كل مرة تتلقى العلاج يتم كسر الحقنة بذراعها، وبعد دخولها مع بعض الطالبات إضراب عن الطعام للتنديد بسوء المعاملة والمطالبة بالإفراج عنهم، تم تهديدهن بالتعذيب إن لم يقمن بفض الإضراب، كما أُصيبت آيات بأعراض الغدة النكافية بعد إصابة فتاتين داخل نفس الزنزانة بالمرض نفسه نتيجة الإهمال الشديد. وأُخليَ سبيل آيات اليوم الثلاثاء. كمال الدين أحمد سعيد: طالب بجامعة الأزهر الذين أُلقيَ القبض عليهم من على أحد المقاهي (معتقلي القهوة) يوم 10 ديسمبر، كمال مُصاب ببؤر صرعية بالمخ، ويتعرض لنوبات صرع، ويعاني من عدم انتظام ضربات القلب، مما يسلتزم عرضه على أحد الأطباء المختصين. وبالرغم من حصول المحامين على جواب من النيابة لعرض كمال على طبيب مختص إلا أن تعسف ضباط السجن ورئيس النيابة منع ذلك مما أدى إلى تدهور حالته الصحية. ويُذكر أنه تم فعليا إخلاء سبيل ثمان طلاب من معتقلي القهوة من أصل عشرة من بينهم الطالب كمال يوم 12 فبراير. بلال: أحد طلاب جامعة القاهرة المُعتقلين في أحداث اقتحام الجامعة بتاريخ 16 يناير 2014، وعددهم 42 طالباً. كان قد تم ترحيله إلى معسكر الأمن المركزى بالكيلو 10 ونصف مع بقية زملائه المقيوض عليهم، لكنه خرج لأداء إحدى إمتحانات الترم الدراسي الأول عقب قرار النيابة ولم يعد حتى الآن إلى معسكر الاحتجاز. ونقلاً عن الطلاب المحتجزين بمعسكر الأمن المركزي، في كل مرة يُعرض الطلاب على النيابة للتجديد يُعرض 41 طالب فقط من أصل 42، بدون بلال. مصطفى عبد الله: طالب بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، أُلقيَ القبض عليه يوم 25 يناير الماضي في فعاليات إحياء الذكرى الثالثة للثورة. وأثناء زيارة والدته له بعد ترحيله لسجن أبو زعبل فوجئت بآثار للضرب على جسده نتيجة الاعتداء عليه من قبل الضباط والعساكر فيما يُعرف ب”التشريفة”. مؤمن وهدان: فتى في الخامسة عشرة من عمره، أُلقيَ القبض عليه عند مغادرته منزل صديقه بحى 6 أكتوبر أثناء اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين. فوجئت والدته بآثار كدمات على ظهره ورأسه نتيجة رطم رأسه في الحائط، إضافة إلى طلقات الخرطوش في صدره كادت تخترق قلبه. مؤمن مُحتجز في عنابر غير آدمية (70 محتجز في العنبر الواحد)، وفقاً لتحقيق نشرته جريدة المصري اليوم بتاريخ 12 فبراير الجاري. جهاد الخيّاط: طالبة بجامعة الأزهر فرع الخانكة (18 سنة)، أُلقيَ القبض عليها في محطة مترو الشهداء أثناء مظاهرة لبعض الطلاب لم تشارك بها، تعرضت للسحل والضرب حتى الإغماءا، وبعد السب والإهانة والتفتيش الذاتي تم ترحيلها لسجن القناطر، كان يُسرق منها طعام الزيارات من قبل العساكر، وتعاني من تعسف أحد الضباط، فذات يوم دخل عليها ووجدها تصلي وبعد جدال بينهم قال لها: “ربنا اللي بتقولي عليه ده في الزنزانة اللي جنبك، ويوم القيامة هايقوم بمزاجنا احنا”. تعرضت جهاد أثناء فترة حبسها لتعذيب شديد، حيث أُصيبت بكسر في يدها اليمنى، وكدمة قوية وجرح بفكها لدرجة عدم قدرتها على الكلام، كما أُصيبت ساقها اليسرى بكسر مضاعف عند الفخذ أفقدها القدرة على التحرك مما استدعى تركيب قسطرة بدلاً من الذهاب لدورات المياه، كما أجرت عملية جراحية وتركيب شرائح لساقها بدون علم أهلها. جهاد تم إخلاء سبيلها وحالتها الصحية في تحسن لكنها قعيدة على كرسي متحرك. ما يحدث اليوم هو الهجوم الأشرس للثورة المضادة على مدار السنوات الثلاث الماضية، بقيادة المجلس العسكري ثم الإخوان المسلمين بتحالف مرسي مع العسكر والفلول أثناء عام من حكمه، والآن بقيادة السفاح السيسي. وما علينا كطلاب هو الصمود في مواجهة هذه الهجمة وتأمين أنفسنا قدر المستطاع، وتنظيم أنفسنا للدفاع عن المعتقلين وعن الثورة.