ذكرت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية أن تراجع دور الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، يفسح الطريق لروسيا القوة المنافسة لها، التي خاضت معها تنافس عالمي على النفوذ والهيمنة. وجاء ذلك بعد الزيارة التاريخية للمشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، لموسكو منذ عدة أيام، والتي كانت تركز على إتمام صفقة سلاح روسية لمصر فيما يعد توجهاً مصرياً نحو الشرق ردًا على تعليق المساعدات الأمريكية. وأوضحت الصحيفة إلى أن الشرق الأوسط الحديث الذي تشكل من حطام الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، كان لابد له من إيجاد قوة أخرى تضمن استقراره عن طريق تحجيم مطامح الهيمنة عليه مرة أخرى سواء من قوى أخرى في الداخل أو الخارج. وألمحت أنه قبل أربعين عامًا من الآن أنهى الرئيس المصري الراحل أنور السادات التحالف المصري السوفيتي، في واحدة من أبرز نقاط التحول في فترة الحرب الباردة، في خطوة قاربت تكتل الشرق الأوسط من الولاياتالمتحدة، وتمخضت عن اتفاق كامب ديفيد، وفشل الثورة الروسية في الخليج العربي، وضعف النظام الشيوعي في جنوب اليمن واحتواء النظام البعثي في سوريا والعراق. كما أظهرت المؤشرات رجحان كفة روسيا في الشرق الأوسط، حيث أن المملكة العربية السعودية، التي ظلت حليفًا قويًا لواشنطن منذ الأربعينيات، بدت الآن متحمسة لإقامة روابط قوية مع روسيا، حيث توجه الأمير بندار بن سلطان، رئيس جهاز الأمن والاستخبارات، إلى موسكو في زيارة غير متوقعة لإجراء مباحثات مكثفة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأشارت مصادر عربية إلى أن المباحثات تضمنت طرحًا سعوديًا يتعلق بتقديم السعودية جزء من وارداتها الضخمة من الأسلحة لروسيا، وإقامة مشروعات نفط وغاز مشتركة. وأوضحت أن غياب الولاياتالمتحدة عن الشرق الأوسط أحدث فراغاً في القوى قد يمزق الشرق الأوسط، وينعكس بتداعيات غير متوقعة على استقرار الشرق الوسط وسلامته مما عزز رغبة الشرق الأوسط في البحث عن قوة أخرى قادرة على التعامل وتحقيق نوع من توازن القوى، وهي القوة التي رآها البعض متجسدة في روسيا، وأنها بإمكانها إن لم يكن يتوجب عليها أن تقوم هي بهذا الدور. واختتمت الصحيفة أن كل الطرق في الشرق الأوسط تؤدي إلى روسيا.