طالب مشايخ الطرق الصوفية خلال اجتماع عقد بمقر مشيخة الطريقة العزمية ب "تطهير" المجلس الصوفي الاعلي من رموز الحزب "الوطني"، وأعلنوا عزمهم تأسيس حزب سياسي تحت اسم "التسامح الاجتماعي"، حتى ينسجم ومتطلبات المرحلة الحالية والمقبلة من أجل تحقيق مبدأ المواطنة. وعبروا في ختام احتفالات الطريقة العزمية بالمولد النبوي عن كامل تقديرهم لأرواح شهداء ثورة 25 يناير، ودعوا جميع أبناء الوطن إلى التوقف عن المظاهرات الفئوية والالتفات إلى البناء والإنتاج في تلك المرحلة العصيبة. من ناحية أخرى، أوصى الصوفيون المشاركون في أعمال الملتقى العالمي الثاني للتصوف بطرابلس، بضرورة تطوير المؤسسات الصوفية، وتفعيل وظائفها التربوية والاجتماعية حفاظًا على هوية الأمة. وجدد الصوفيون من مختلف دول العالم الالتزام بكل ما من شأنه المساهمة في وحدة الأمة، واعتبار ذلك واجبًا شرعيًا وأولوية ملحة لمواجهة الظروف التي تمر بها الأمة. ودعا كبار مشايخ ومريدي الصوفية وأتباعهم الذين يمثلون 90 طريقة من الطرق الصوفية في 76 دولة من كل قارات العالم إلى تضافر الجهود لمواجهة ظاهرة ما يسمي الاسلاموفوبيا. وشددوا على ضرورة مقاطعة الدول والمؤسسات التي تسيء للإسلام وتشويه مقدساته، محذرين من خطورة تقنين تلك الممارسات وشرعنتها كما هو الحال في الموقف السويسري القاضي بحظر المآذن. وقرر الصوفيون المشاركون في الملتقى تأسيس المجلس الإسلامي الصوفي العالمي برعاية القيادة الشعبية الإسلامية العالمية، على أن تتكون جمعيته العمومية التأسيسية من الطرق الصوفية التي حضرت ملتقى التصوف العالمي الأول والثاني، وأوكلت إلى مكتب التصوف بالقيادة اتخاذ الإجراءات القانونية والتنظيمية الكفيلة بإنجاز ذلك الهدف. وتعهد المشاركون بحشد قواهم من أجل وحدة العمل الإسلامي وجمع المسلمين على كلمة الحق وإشاعة الفكر الوسطي الذي يوحد ولا يشتت، وتطوير الخطاب الصوفي ليرقى إلي مستوي التحديات ومضاعفة الاهتمام بالإعلام الصوفي، ودراسة إمكانية إنشاء قناة فضائية تعرف بكل جوانب التراث الصوفي وتنقيته، وربطه أكثر بالواقع الثقافي والسياسي للمجتمعات المسلمة. كما عبر الصوفيون عن وقوفهم مع كل القضايا الإنسانية العادلة في العالم، وفي مقدمتها قضية فلسطين، مشددين على ضرورة تنفيذ القرارات الدولية الصادرة بالخصوص، بما يمكن الشعب الفلسطيني من استرداد حقوقه المسلوبة وعودة كل اللاجئين إلى مدنهم وقراهم.