اقتادوها إلى قسم الاميرية حيث قالت لمن احتجزها انها لم تشارك في المظاهرات، فقال لها متوعدا مهددا : إنها ستلد داخل السجن، وأنهم سوف يعيدونها مرة ثانية إلى القسم، واتُهمت بأنها شاركت في تظاهرات أمام القسم . المعتقلة دهب التي انتشرت صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن قيدوا يدها ب"الكلابشات" أثناء ولادتها ' طريقة التعامل معها تدفع بالمجتمع الي هوة ساحقة من العار والصغار ، أنه ليس موتًا للكرامة ولا فقدا للإنسانية ولا ظلما الحرية فقط، بل استحقاق لغضب من الله سيصيب أهل هذه الأرض بعذاب وشيك لموت الضمائر وما يحدث للحرائر ، دهب وضعت مولودتها "حرية" أثناء تقييدها ب"الكلابش"، بعد إجراء عملية قيصرية لها .. وحسبنا الله ونعم الوكيل .!! تابعت هذه الكارثة الانسانية المصرية بامتياز فتذكرت قوله تعالي " وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا "( مريم : 4) حيث لا امن ولا كلبشات ولا حتي انسان ..!! أمر بتكلف الكسب في الرزق ، وقد كانت قبل ذلك يأتيها رزقها من غير تكسب ، كما قال تعالى : " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب "( ال عمران ) . قال علماؤنا : كان قلبها فارغا لله ، ففرغ الله جارحتها عن النصب ، فلما ولدت عيسى ، وتعلق قلبها بحبه ، وكلها الله إلى كسبها ، وردها إلى العادة في التعلق بالأسباب !! لكن الوحي ربما استمر مع رسل العصر علي شاكلة موسي وهارون كما يزعمون ..!! لكنه انقطع عن دهب الفقيرة البسيطة الصغيرة ذات الثمانية عشر ربيعا لم تستطع ان تمسك حتي أحد القضبان حيث قيدت بالكلبشات واحتجزت في الترحيلات ووضعت في المعتقلات ورغم أنها مقيدة مكلبشة اطلقت الزفرات وانجبت اغلي واعظم وأسمي الحريات ..!! تذكرت اسماء بنت أبي بكر في الهجرة وهي تصنع الموقف وتحفظ المبدأ وتنصر الحق وتخذل الباطل فتحمل الطعام لوالدها مع رسول الله وهي حامل في التاسع كما قالت بعض الروايات ، وانتصر الحق وانهزم الباطل فلم تلام اسماء ولم تحتجز ولم تكلبشوقد كان اعداؤها يومئذ أمثال ابوجهل وابولهب ..!! أما دهب وهي افضل من مئات من الرجال اثمرت حرية وهي مقيدة لتعلن للعام الحر ان الحرية غالية الثمن باهظة التكاليف عالية القيمة والقامة ..!! دهب تلك الفتاة ذات 18 عام , والتي كانت ضحية التعسف والبطش قبض عليها، يوم 14 يناير الماضي، بعد أن تصادف وجودها في إحدى الشوارع التي كانت بها مسيرات مؤيده للشرعيه , وكانت دهب فى ذاك الوقت حاملا فى شهرها الثامن تنتظر مولودها ,فتم اتجديد لها 15 في 15 ، وبالفعل جاءت مولودتها حريه إلى الدنيا ووالدتها مقيده بالكلابشات في مشهد يعيد الحقبة الهتلرية اللاانسانية وتشكوا الي الله ظلم الظالمين وبطش الجبارين ..!! ربما رأى المحقق أنها شخصية خطيرة جدا وارتكبت جريمة بشعة وخروجها للوضع في بيتها يمكن أن يسبب خطورة كبيرة على الأمن القومي أو التأثير على شهود واقعة الجريمة التي تورطت فيها ، فرفض النظر في كل التظلمات والدفوع وقررحبسها وتجديد حبسها بصفة منتظمة ، حتى جاءها المخاض ووضعت وهي مكلبشة في سرير المستشفى..!! ياللعار والصغار ..!! دهب إن كانت بالفعل متظاهرة لا يختلف نهائيا عما يفعله الآلاف غيرها يوميا في مدن مصر المختلفة هذه الأيام ، في مظاهرات واعتصامات يطلبون حقوقهم المشروعة أو الذين يتم تسريحهم في بعض الميادين للهتاف للنظام القائم وسب المعارضة و كل من يقف في صفها ، فلماذا احتاج الأمر إلى التعامل الوحشي معها على هذا النحو الذي رآه الملايين في مصر وخارجها . للاسف نحن نصتدم دوما بواقع مرير- صنعه امثال هؤلاء - في ممارساتنا المعوجة في التعامل مع الكرامة والانسانية في مصر الازهر ..!! ، نحن بحاجة لإزالة رواسب مقيتة من الظلم والبطش و المحسوبية والبيروقراطية ، ، والعزوف عن الإحسان في التعامل والإنجراف في سيل المصلحة الخاصة علي حساب المجموع ..!!
يا أبناء الدين .. أي دين .. يا أخوة الإنسانية .. يا كل من له ضمير حي .. يا كل من لديه حاسة خلقية ..هل ترضاه لاختك ؟ هل ترصاه لامك ؟ هل ترضاه لبنتك ؟ .هل يعقل كل هذا ونحن في القرن الواحد والعشرين ..!! نحن لسنا من فصيل الحيوان أو كتل من الجماد إنما نحن من فصيل البشر الذي كرمه الله بالعقل والقلب والضمير وفضله الله الذي بيده الملك والملكوت عل كل ممن خلق تفضيلا ... يا أيها العقلاءأين أنتم مما يجري أمامكم في العالم المتحضر في كل بقاع الأرض .. أليس حق الحياة بالحق هو حق أصيل من حقوق الناس ؟ .. اليس الساكت عن الحق شيطان أخرس ؟ ، أليس الظلم ظلمات ؟ أين العقلاء ..!! أين الحكماء ؟! أين الرحماء ؟!! الظالمون بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ، وهنا تفسدالعقول و تنتكس الفطر وتموت الضمائر ، فتعرض عن منهج الله , وتتبع مناهج الشياطين، ومن ثم تقتل الانسانية وتوأد الكرامة ... !! عندها يصبح الحق باطلاً و الباطل حقاً , والمنكر معروفاً و المعروف منكراً , و إذا امتلأت القلوب – والعياذ بالله - من معاصي الله , نصير كالمستجير من الرمضاء بالنار ، إذا أحسنا الظن بالمنافقين , فضمائر أغلبهم ميتة كقلوبهم , والضمير الميت الذي يناشده البعض في الازمات ما هو إلا وهم " كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ "( النور:39).. حذرنا الله من الركون الي الظالمين .."وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ "( هود:113) وتوعدهم عندما ينقلبون " وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون "( الشعراء :227) شاهت الوجوه الغبرة وخرست ألالسنة السليطة وخسئت النفوس المريضة وعفنت القلوب البغيضة التي تدفن الانسانية مع كل مساء وتقتل الحرية مع كل صباح ..!! وبعد... أين النظام ؟ أين الاعلام ؟ أين نخبة الظلام ؟ بل أين المتشدقين بالإسلام ..؟!! أين انت يا حمرة الخج!! إخجلوا يرحمكم الله ..؟ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.