سبحان الله.. صحيح دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، من كان يصدق أن يمسك «شاويش» بذراع اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية السابق ليقتاده إلى زنزانته في سجن مزرعة طرة الشهير جنوبالقاهرة، ليستقبله «زملاؤه» المساجين بالمقطوعة الشهيرة لاستقبال المساجين الجدد في القضايا المخلة بالشرف غالبا، والتي يعرفها كل مصري من رائعة نجيب محفوظ وصلاح ابوسيف «بداية ونهاية» الشهيرة، والتي تقول: «آه يا حلوه يا بلحه يا مأمعه.. شرفتي اخواتك الاربعه». العادلي لم «يشرف» وحده بدخول سجن مزرعة طرة الشهير، وانما سبقه بدقائق زملاؤه، أحمد عز وأحمد المغربي وزهير جرانة.. والحمد لله. لكن الحديث الأهم عن حبيب العادلي.. ماذا سيفعل اذا صادف بعض من تسبب في ايداعهم السجن؟.. وما شعوره مع وضع الاصفاد او «الاساور الحديد»، بلغة الشرطة في يده التي طالما وقع بها اوامر الاعتقال والسجن، وكتب بها القرارات التي كان يعتقد انها تذل من يشاء.. وتقضي على مستقبل اسر بأكملها.. لا بل شعب بأسره تصور انه يحكمه بالحديد والنار، ولم يكن يدري ان الحديد قد صنع ليزين معصميه، ويحمي العالم من شره عندما يحتجز خلف قضبانه. سبحان الله.. هل وجد العادلي فرقا كبيرا بين الحياة في فيللته المرفهة في حي المهندسين الراقي، او قصره المترف في منتجع «مارينا» الأكثر شهرة على البحر المتوسط، وبين زنزانة السجن الضيقة؟ وبماذا شعر وهو يضطر للانحناء ليدخل من بوابة السجن – المنخفضة عن عمد – ليشعر الداخل انه سيضطر للانحناء طالما ظل داخل الاسوار العالية؟ اللهم لا شماتة.. وبالحديث عن حبيب العادلي، انطلقت إشاعات قوية – لم يكذبها أي مصدر رسمي حتى كتابة هذه السطور – بأن السيارة التي اقلته من مقر النيابة الى سجن مزرعة طرة، تعرضت لاطلاق نار كثيف، الا ان قوات الحراسة المشددة تمكنت من التعامل مع الموقف والسيطرة عليه، وتأمين وصول العادلي الى السجن، الا ان الواقعة – ان صحت – يجب ان تلفت الانظار الى ضرورة تشديد الحراسة على «معالي الوزير السابق» حتى لا «يُغتال»، «ينتحر» أو «يُستنحر» وتذهب اسراره معه.. وما اكثرها. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 .. دعْ أقوالَ الأمسِ وقْل لي ماذا تفعلُ أنتَ الآنْ؟ .. هل تفتحُ للدينِ الدُّنيا أم تَحبِسُهُ في دُكّانْ؟! هلْ تُعطينا بعضَ الجنَّةِ أم تحجُزُها للإخوانْ؟! قُلْ لي الآنْ. فعلى مُختَلفِ الأزمانْ والطُّغيانْ يذبحُني باسم الرحمانِ فِداءً للأوثانْ (أحمد مطر – هات العدل)