لمن ستصوت قرية سلامون القماش، التابعة لمحافظة الدقهليةمسقط رأس الفريق سامي عنان، لابن بلدها أم لمنافس آخر؟ سؤال طرحته "المصريون" على سكان القرية الذين التقت بهم خاصة بعد الأخبار التي أعلنت عزم عنان عن ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة وقرار المجلس العسكري بالدفع بالمشير عبد الفتاح السيسي للترشح للرئاسة. وكانت الإجابات بمثابة انقسام بين أهل القرية حول عنان، فهناك من يؤيده ويدعمه لخوض المعركة، وآخرون يصفونه بمرشح جماعة الإخوان ويتجهون لمنافسه الأقرب وهو "السيسي" إلا أن المفاجأة الكبرى كانت في أقاربه الذين أكدوا أن عنان غير بار بقريته ولا يهتم بها ولا يزورها سوي في المناسبات الخاصة بأقاربه من الدرجة الأولى فقط. يقول محمد إبراهيم عنان، ابن عم الفريق عنان، إنه متأرجح حتى الآن بين السيسي وعنان ولم يحسم موقفه، خاصة أنه لا يوجد إعلان صريح بترشح أي منهم حتى الآن، إلا أنه يميل أكثر للسيسي لأنه الأجدر بالمنصب بحسب تعبيره. وأضاف أحمد ماهر عثمان عنان، والذي تربطه صلة قرابة بالفريق، أن عنان لم يقم بأي تغيير أو تطوير بالقرية قائلاً: "هانتخب أي حد إلا ابن بلدي" متهمه بالتنصل من أقاربه وأهل قريته كما أنه كان ينبغي عليه إدخال الإصلاحات والتطوير لمسقط رأسه لما يملكه من منصب إلا أنه لم يفعل ذلك فكيف ينتخبونه رئيسًا لمصر بالإضافة إلى أنه رجل أمريكا الأول والمرشح الذي تدعمه جماعة الإخوان المسلمين. فيما رأي مؤيدوه رأيًا آخر، فقد أكد إبراهيم عبد السلام، تاجر، أنه حال ترشح الفريق سامي عنان لخوض الانتخابات الرئاسية فستتجه جميع الأصوات بالقرية وكل القرى المحيطة بها لتلتف حوله فهو خير من يمثلهم على حسب وصفه، مشيرًا إلى أن الفريق يتمتع بالتواضع وحسن الخلق وبه العديد من الصفات الحسنة التي يتمناها الجميع. وأضاف عادل العشماوي، موظف بالمعاش، أنه سيدعم عنان بالانتخابات الرئاسية قائلاً: إن الفريق عنان بدأ بالتواجد في الآونة الأخيرة بالقرية مفضلاً أن يظل المشير عبد الفتاح السيسي في منصبه كوزير للدفاع، مشيرًا إلى أن الأقاويل التي تردد حول دعم الإخوان لعنان ما هى إلا أقاويل لا صحة لها فهي حملة للتشويه لإزاحته من المنصب باعتباره مرشحًا قويًا. وتري الأحزاب والقوى السياسية موقفًا آخر فقال خالد زغلول، أمين حزب الدستور، أنه حال ترشح الفريق عنان في مقابل المشير السيسي فسيصوت للسيسي، موضحًا أن عنان والمشير طنطاوي هما من سمحوا لجماعة الإخوان المسلمين الوصول للحكم والتحكم في زمام الأمور فهم من أوصلونا للأزمة الحالية. وأضاف محمد عبد الواحد، المنسق العام لحركة شباب 6 إبريل، أن فكرة دعم الحركة لمرشح ذي خلفية عسكرية أمر مرفوض تمامًا مشيرًا إلى أن الثورة قامت من أجل الالتفاف حول مرشح مدني لتحقيق أهدافها. وكان خالد العدوى المنسق العام للحملة الشعبية لترشح سامي عنان للرئاسة، أكد أن الفريق قرر بشكل نهائي خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو القرار الذي لا رجعة فيه، مشيرًا إلى أن الفريق عنان لديه مفاجآت وتسريبات عن أبرز منافسيه سيتم الكشف عنها فى الوقت المناسب. وأكد عدد من أهالي القرية أنه من المقرر أن يعقد عنان مؤتمرًا حاشدًا بالمنصورة لإعلان ترشحه رسميًا. وتعتبر قرية "سلامون القماش" مسقط رأس الفريق التي ولد ونشأ بها حتى تخرج في الكلية الحربية وظل والده نائبًا لعمدة القرية طيلة عشرات السنين حتى ابتعد عنان عن القرية وانتهى عمر والده وانتهت معه العمدية ولكن ظلت القرية تحتضن منزل الأسرة الذي يتردد عليه عنان في المناسبات الخاصة بالعائلة. وللقرية قصة فريدة من نوعها حيث كانت أحد وأهم أعمدة صناعة "التريكو" وتصديره إلى الخارج في عهد المخلوع محمد حسني مبارك الرئيس الأسبق والذي قام بزيارتها عام 1985وأشاد بإنتاجها وأوصى بتعامل القرية مع البنك الصناعي الذي تصل فائدته إلى 5% فقط، حيث إن القرية كانت تصدر منتجاتها إلى الدول الأخرى، وقد تسبب هذا القرار فى ضعف إنتاج القرية وإحباطها. شاهد الصور