" تتصارع بداخل الدبلوماسيين الغربيين مخاوف بشأن احتمالية انتقام السلطات المصرية منهم إذا ما استمروا في لقاء الإخوان كما كان الحال قبل توليهم (أي الحكومة المدعومة من الجيش السلطة ) ، هكذا نقلتْ صحيفة " نيويورك تايمز " الأمريكية تلك المخاوف التي جاءت علي خلفية اعتقال قوات الأمن المصرية أحمد عليبة الموظف بالسفارة الأمريكية بتهمة التوسط ما بين واشنطن والإخوان . ونقلت " النيويورك تايمز" عن مسئول حكومي - لم يكشف عن هُويته ؛لكونه غير مخول بالحديث أمام وسائل الاعلام - قوله بإنَّ:"وزارة الخارجية لم تتلق أي شكاوي من الدبلوماسيين الغربيين بشأن القيود المفروضة علي أنشطتهم " وأوضحتْ " الصحيفة " أنَّ تلك التصريحات تتناقض مع ما صرح به العديد من الدبلوماسيين الغربيين بصورة شخصية فيما يتعلق بمخاوفهم تجاه تلك المؤشرات التي تُنبىء بأنَّ السلطات المصرية تُقلص من مساحة تسامحها بشأن الاتصال بالإسلاميين. "مفيد ليزلي ديك" المتحدث باسم السفارة الأمريكية بأنه قد تواصل مع الحكومة المصرية بشأن موقف عليبة . وقال وأوضحت الصحيفة " الأمريكية " أنَّه علي الرغم من كون "عليبة " مواطنًا مصريًا لا يتمتع بأية " حصانة دبلوماسية " ؛ إلاَّ أنَّ الدبلوماسيين الغربيين قد اعتبروا التسريبات الصحفية المتعلقة باعتقاله رسالة تسعي السلطات المصرية لتوجيهها لهم . ورأتْ " النيوريورك تايمز " أنَّ القاء القبض علي عليبة ، قد أثار المخاوف بشأن الضغوط التي تمارس علي الدبلوماسيين الغربيين ممن يقومون بالاتصال مع المعارضة الإسلامية ." ونقلتْ تصريح "ماري حرف " - المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية " ، ردًا علي سؤال بشأن اعتقال عليبة خلال مؤتمر صحفي " الأربعاء " بأنَّ الولاياتالمتحدة لا تعترف بادراج تنظيم "الإخوان المسلمين" علي قائمة الإرهاب ، وأكدت علي ضرورة مشاركتها في العملية السياسية المصرية . وأشارتْ " الصحيفة " إلي أنَّه تم اعتقال عليبة دون توجيه أي اتهامات خلال الاحتفال بالذكري الثالثة لاندلاع ثورة 25 من يناير وفقًا لما صرح به مسئول بالسفارة الأمريكية . بينما أوردتْ وسائل الاعلام المصرية تصريحات لمسئولين أمنيين مجهولين تفيد بأنَّه شارك في " أعمال الشغب " خلال التظاهرات المناهضة لإطاحة الجيش بالرئيس الإخواني محمد مرسي التي خرجت يوم اعتقاله. وأضافتْ بأنَّ علبية يخضع للتحقيقات علي خلفية المشاركة في تظاهرات غير قانونية ، والاتصال بجماعة محظورة ،وفقًا لما صرح به مسئول حكومي مطلع علي القضية .ولفتتْ إلي أنَّه طالما ما تتهم وسائل الاعلام الموالية للنظام الولاياتالمتحدة بالتآمر مع الإخوان . وذكرتْ أنَّ الدبلوماسيين الغربيين كانوا يلتقون بانتظام بتنظيم "الإخوان" علي مدي عقود . بداية منذ أنْ كانوا أقلية في البرلمان خلال عهد مبارك ، إلي أنْ فازوا في الانتخابات البرلمانية "النزيهة" - علي حد وصف الصحيفة - بأغلبية ساحقة خلال دورتي عامي 2011 ، و2012 واستدركتْ القول بإنَّه منذ أنْ تم اعتبار "الإخوان" تنظيمًا إرهابيًا ، قامت السلطات المصرية بتوجيه مجموعة من الرسائل المختلطة إلي الدبلوماسيين ، والصحفيين ، والمنظمات الغير حكومية الغربية مفادها أن الاتصال بالإخوان بات "جريمة" يعاقب عليها القانون. وأوضحتْ أنَّه نظرًا للضغوط الاعلامية لتوضيح أمر الاعتقال ، صرحت الحكومة مؤخرًا بأنَّه ليس هناك قانونًا يحظر الاتصال ب" المجرمين المتهمين " ؛ إلاَّ أنَّ نفس التصريحات تضمنت استثناءات صيغة بأسلوب غامض ، حينما قالتْ بإنَّ القانون يعاقب فقط علي تلك الاتصالات المتعلقة بمتهمين " بجرائم تهدد الأمن القومي " ، أو " المساعدة أو التحريض " علي القيام بأنشطة غير قانونية . وأشارتْ إلي أنَّه فور تولي الحكومة المدعومة من الجيش الحكم ألقت القبض علي معظم قيادات جماعة " الإخوان المسلمين " ؛ وعلي الرغم من ذلك ، ففي الآونة الأخيرة ، رفعت الحكومة قضايا جنائية تتهم فيها 20 صحفياً بالتآمر مع الإخوان لنشر تقارير كاذبة عن وجود "حرب أهلية" في مصر ، وقال معظم الصحفيين بأنهم يعتقدون أنه تم اعتقالهم لمجرد اتصالهم بأعضاء من الإخوان لنقل آرائهم . وتناقلتْ وسائل الاعلام المصرية اسم "عليبة" الصيف الماضي لادراج اسمه في رسائل البريد الإلكتروني المسربه والتي كانت مُرسله إلي القيادي الإخواني خيرت الشاطر .