سلطت صحيفة (هافينجتون بوست) الأمريكية الضوء على تزايد أعمال الاستهداف والإبادة العرقية ضد المسلمين فى جمهورية إفريقيا الوسطى، مما يلقى بظلال قاتمة حول مستقبل المسلمين فى البلاد. وأشارت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني اليوم /لأحد/ - إلى أن المسلمين اثناء محاولتهم الفرار من البلد تقوم الأغلبية المسيحية بملاحقتهم وتضرم النيران فى المساجد التي يحاولون الاختباء بها، وفي القوافل التي تنقلهم إلى القرى الحدودية، مما يشير إلى تصاعد أعمال العنف بحق المسلمين هناك وحملات الإبادة الجماعية المنظمة. ونقلت الصحيفة عن بيتر بوكارت بمنظمة هيومان رايتس وواتش قوله "نحن في حاجة ماسة إلى اتخاذ إجراءات دولية فورية حاسمة لوقف عمليات القتل الممنهج ضد مسلمي إفريقيا الوسطي، محذرا من مغبة "زوال الجالية المسلمة في البلاد". ولفتت الصحيفة إلى أن المناطق المسلمة في الكثير من المدن في جمهورية إفريقيا الوسطى تتعرض لهجمات انتقامية على المدنيين، ما أدى إلى ذبح وتشريد الآلاف من المسلمين، داعية الى ضرورة تحرك المجتمع الدولي للحيلولة دون استمرار أعمال العنف هناك. وخلال الأيام القليلة الماضية اضطر آلاف المسلمين إلى الفرار بكل الوسائل المتاحة لديهم نحو دول مجاورة بينها الكاميرون وتشاد بعد تزايد أعمال القتل التي تنفذها ضدهم ميليشيا "أنتى بالاكا" المسيحية. ونوهت الصحيفة الامريكية إلى أن الأسر المسلمة النازحة تتجمع في العاصمة بانجي في مخيم منفصل بالمطار والمسجد الكبير وبالاضافة إلى عدد آخر من المواقع في انتظار المغادرة أو آملين في بعض الحماية. ويشكل المسلمون نحو 15 بالمئة من إجمالي سكان إفريقيا الوسطى الذى يبلغ نحو 4.6 مليون شخص، فر منهم حتى الآن آلاف الأشخاص من منازلهم، وذلك وفقا لتقديرات الأممالمتحدة. وسقطت جمهورية إفريقيا الوسطى، وهى واحدة من أفقر الدول فى إفريقيا، فى هوة العنف الطائفي عندما استولى متمردون مسلمون على السلطة فى مارس الماضي.