فارق " أسامة " الطفل البالغ من العمر 14 عامًا الحياة أمام ستاد جامعة المنصورة ليلحق بركاب ثورة يناير فى ذكراها الثالثة ويترك أبويه وسط نيران فراقه وملامح الطفولة لم تفارق وجهه بعد. يقول "السيد على عبد العاطي" والد الشهيد الذى التقت به "المصريون", إن نجله بالرغم من صغر سنه إلا أنه كان دائمًا المشاركة فى التظاهرات والفعاليات الرافضة للانقلاب العسكري, فمنذ عزل محمد مرسى وهو يخرج للتظاهرات كما أنه كان موفقًا دراسيًا فكان طالب ثانوى متفوقًا بشهادة أساتذته وزملائه فضلا عن طيب خلقه ودماسة أخلاقه . وأضاف والد الشهيد, أنه لم يكن يتوقع أن تتحول التظاهرة السلمية التى خرج بها المنتمون للتحالف الوطنى لدعم الشرعية فى ذكرى الثورة إلى معركة تقابل بها قوات الأمن معارضيها بالرصاص الحى متسائلاً: هل تقابل الهتافات والاختلاف بالرأى بالرصاص الحى حتى يسقط نجله ؟ وتابع أن أسامة ترتيبه الثالث بين أخوته فله من الأشقاء ثلاثة أولاد كان أقربهم له محمد الذى يكبره بعامين فكانا شديدا الارتباط ببعضهما البعض لتقارب سنهما وكانا دائمين المشاركة بالتظاهرات. وأكد محمد 16 سنة طالب بالصف الثالث الثانوى الشقيق الأكبر, أنه حضر اعتصام رابعة هو ووالده وشقيقه أسامة وشقيقه الأصغر عبد الرحمن البالغ من العمر 10 سنوات وحضروا فض الاعتصام من قبل قوات الأمن فوالدهم كان يزرع بداخلهم المطالبة بالحق وعدم الخوف. وأوضح أن شقيقه قام بوضع صورة على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعى " الفيس بوك " قبل استشهاده بيوم مدون بها "احتمال بكرة أكون شهيد فسامحونى "فأعطاه الله ما تمنى ونوله الشهادة". أما والدة الشهيد فلم تستطع التحدث وقلبها يتمزق على نجلها الذى كانت تتمنى رؤيته "عريسًا"، مشيرة إلى أنها لن تمنع أولادها يوما من المشاركة فى التظاهرات بل كانت تدفعهم للمطالبة بحق الشهداء. لم يقتصر الحزن على أهل الفقيد بل حزنت قرية "أويش الحجر" مسقط رأسه واتشحت بالسواد وخرج أهالى القرية فى مشهد جنائزى مهيب من مسجد "الكفر البحري" بالقرية وتحولت الجنازة إلى تظاهرة ردد خلالها المشيعون الهتافات المناهضة للسلطة . ووضع المشيعون جثمان الفقيد فى مثواه الأخير وسط دموع أقاربه وأصدقائه الذين شهدوا له بحسن الخلق. كانت اشتباكات قد اندلعت بمحيط ستاد جامعة المنصورة فى الذكرى الثالثة لثورة يناير، وقاموا برفع إشارات رابعة وترديد هتافات معادية لقوات الجيش والشرطة فنشبت بينهم وبين معارضيهم اشتباكات تراشق خلالها الطرفان بالطوب والحجارة وتدخلت قوات الأمن لتفريق المحتجين وسادت حالة من الكر والفر بالشوارع الجانبية. وأكد شهود عيان سماع دوى طلقات رصاص مما أسفر عن سقوط الفقيد وأعلنت جماعة الإخوان أن قوات الأمن المكلفة بحماية منزل المستشار "حسين قنديل" عضو هيئة اليمين بمحاكمة محمد مرسى الرئيس المعزول هى التى أطلقت الرصاص . وأفاد التقرير الطبى الصادر من مستشفى المنصورة الدولى أن المستشفى استقبل المتوفى جثة هامدة بعد إصابته بطلق نارى بمنتصف الرقبة من الأمام قطره 4 سم متهتك فضلا عن إصابته بنزف من الأنف ولا يوجد نبض أو ضغط.