دخلت الاحتجاجات المطالبة بإسقاط حكم الرئيس حسني مبارك أمس الاثنين يومها الرابع عشر، وسط استمرار اعتصام آلاف المحتجين بالقاهرةوالإسكندرية، فيما يتمسك هؤلاء برحيل الرئيس رافضين الدخول معه في أي حوار قبل الاستجابة لمطلبهم، ومن المقرر أن يشهد اليوم مظاهرة مليونية في إطار ما يسمى ب "أسبوع الصمود" الذي أعلنه المحتجون. وأصر المعتصمون بميدان التحرير على مطالبهم بتنحي الرئيس مبارك، وقد بات المئات ليليهم تحت بطاطين وداخل خيام بلاستيكية، وخلد البعض للنوم في حين ظل آخرون معسكرين فوق البطاطين، ونام البعض أمام دبابات الجيش للحيلولة دون استخدامها في إبعاد المتظاهرين إلى مساحة أصغر بغرض تسيير حركة المرور. واحتشد المئات أمام مقر محافظة القاهرة أمس للمطالبة بتوفير مساكن لهم، وأضرموا خلف مبنى المحافظة، بعد أن رفضت المحافظة الاستجابة لمطالبهم، وسط تهديدات من جانبهم بالانضمام للمعتصمين بميدان التحرير. وفي الإسكندرية تواصلت المظاهرات الحاشدة أمس على الرغم من برودة الطقس وهطول الأمطار. وشهد الاثنين مظاهرات حاشدة أمام مسجد القائد إبراهيم، وفي ميدان سيدي جابر بمشاركة نحو 20 ألف متظاهر، مطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك، ونائبه عمر سليمان، فضلا عن محاكمة الرئيس واللواء حبيب العادلي وزير الداخلية المقال، وكافة رموز النظام الحاكم. وطالب المتظاهرون بفتح ملفات الفساد للرئيس مبارك وجميع أفراد عائلته وأصهاره، وكذا ملفات الفساد لرجال الأعمال، وكافة الوزراء السابقين المتورطين فى قضايا فساد. ورددوا هتافات ضد الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب، والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية، مطالبين بمحاكمة الأخير عن قضايا فساد اتهموه بالتورط فيها، خاصة قضية العبارة السلام التي كان يملكها صديقة ممدوح إسماعيل، والتي غرقت بالبحر الأحمر وتسببت في غرق نحو 1100 مصري. ورفع المتظاهرون صور المحتجين الذين استشهدوا جراء إطلاق قوات الأمن المركزي النار عليهم، مطالبين بمحاكمات فورية لوزير الداخلية السابق، وكبار الضباط الذين أعطوا أوامر بضرب المتظاهرين بالرصاص الحي يوم 28 يناير الماضي "جمعة الغضب". وأعلن المتظاهرون عزمهم مواصلة التظاهر حتى يرحل الرئيس مبارك، وإحالته إلى المحاكمة وإعدامه كما رددوا. على جانب آخر، طلب الفريق احمد شفيق رئيس الوزراء من جميع رؤساء الشركات الحكومية بالإسكندرية عدم السماح بإجازات نصف اليوم لمنع خروج العمال والموظفين في المظاهرات التي تنطلق كل يوم من أمام مسجد القائد إبراهيم بعد صلاة الظهر لتطوف شوارع الإسكندرية. وعلمت "المصريون" من مصادر بقطاع البترول أن الوزير سامح فهمي طلب من رؤساء الشركات التابعة له بمنع الإجازات خلال الأسبوعين القادمين، لمنع مشاركة الموظفين والعمال بالمظاهرات بالقاهرةوالإسكندرية. وطلب بإنذار من يقوم بإجازات خلال الأيام القادمة بحرمانه من الحوافز والمكافآت الشهرية. إلى ذلك، شهدت شركة أسمنت بورتلاند غرب الإسكندرية تظاهرة عمالية كبيرة بمشاركة نحو ألفى من عمال الشركة مطالبين بحقوقهم المالية، وطالبوا إدارة الشركة الأجنبية بتثبيتهم حيث يعملون بعقود مؤقتة. وكانت شوارع الإسكندرية شهدت عودة الحالة الطبيعية بالأسواق، لكن هناك تأكيدات من جانب كثيرين بأنهم سيعودون للتظاهر خلال الأسبوع القادم إذا لم يستجب للرئيس مبارك للمطالب بالرحيل عن الحكم. ويأتي ذلك في الوقت الذي اختفت فيه جميع كوادر الحزب "الوطني" بالإسكندرية خوفا من ثورة المواطنين، ةأعلن المئات من أعضاء الحزب استقالتهم من الحزب والانضمام إلى صفوف المطالبين برحيل الرئيس مبارك. وأكدت مصادر حزبية ل "المصريون" أن قيادات الحزب تخشى الذهاب إلى مقر الحزب "الوطني" خوفا من الاعتداء عليهم، بعد أن رفضت مديرية الأمن تأمين المقر خوفا من الاعتداء على الشرطة.