جرت أمس جنازة رمزية لأحمد محمود الصحفي ب "الأهرام" الذي قتل برصاص الشرطة خلال الاحتجاجات الشعبية، وذلك من أمام مقر نقابة الصحفيين بشارع عبد الخالق ثروت مخترقة شارع طلعت حرب إلى ميدان التحرير حيث يعتصم الثوار المطالبون بإسقاط حكم الرئيس حسني مبارك. حمل المشاركون في الجنازة نعشا رمزيا ملفوفا بعلم مصر، كما حملوا صور الصحفي الشهيد، ورددوا الهتافات المطالبة بمحاكمة المسئولين عن مقتله، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، ومن بينها "الشعب يريد محاكمة السفاح"، "وحياة دمك يا شهيد مش هيحكم يوم جديد"، "يا مبارك يا طيار جبت منين 70 مليار". وانضم المئات من المارة في الشارع إلى جموع الصحفيين في المسيرة حتى وصلوا إلى ميدان التحرير وهناك استقبلهم المعتصمون وأدوا صلاة الغائب على أرواح الشهداء. شارك في المسيرة ثلاثة فقط من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين وهم: جمال فهمى ويحيى قلاش وعبير سعدي، وكان في انتظارهم بميدان التحرير عضوان آخران هما: صلاح عبد المقصود ومحمد عبد القدوس، فيما غاب باقي أعضاء مجلس النقابة عن المشهد وسط سخط الصحفيين الذين منعوا مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين من الحديث عند وصوله النقابة، حيث واجهوه بسخط عارم وحاولوا طرده من النقابة منتقدين موقفه من الثورة الشعبية. وانطلقت الهتافات فور ظهور النقيب أمام مدخل النقابة لإجراء مقابلات مع بعض وسائل الإعلام المحتشدة، حيث حاصره الصحفيون بهتافات عنيفة تهاجم موقفه من ثورة 25 يناير، وتأييده لنظام الرئيس حسني مبارك. ورددوا هتافات ضد النقيب، من بينها "مكرم باطل باطل"، و"مش عايزينو مش عايزينو.. دم الشهدا بينا وبينو"، لكن مكرم قابل الهتافات بعدم الاكتراث، وأشار بيده بحركات خادشة للحياء، ما أشعل غضب الصحفيين الذين هتفوا "مكرك بيه يا مكرم بيه دم الشهدا بكام جنيه"، وحاصروه لدقائق داخل مصعد النقابة أثناء صعوده لمكتبه هربا من هجومهم عليه. ولم ينقذه من بين أيديهم سوى تدخل بعض كبار الصحفيين، ومنهم النقيب السابق جلال عارف لتهدئة الأوضاع، وتخليص مكرم من الموقف المحرج الذي تعرض له والذي وضعته فيه مواقفه وتصريحاته التي هاجم فيها الشباب المعتصمين في ميدان التحرير بشدة، مبديا الدعم للرئيس مبارك الذي يطالب الثور برحيله. وهتف الصحفيون مع المعتصمين ضد رؤساء تحرير الصحف القومية وطالبوا بمنع سفر رؤساء مجالس إدارة وتحرير المؤسسات والصحف القومية، والكشف عن ثروات القيادات الصحفية السابقة والحالية والكشف عن مصدرها. وجمع الصحفيون توقيعات من الصحفين العاملين بالمؤسسات القومية على هذه المطالب، تمهيدا لتقديمها إلى النائب العام. واتهمت عبير سعدي عضو مجلس نقابة الصحفيين في تصريح ل "المصريون" التلفزيون المصري بأنه يخوض حملة تحريضية ضد الصحافة والصحفيين، وقالت: "نحن أمام نزيف من الدم". وأوضحت أن النقابة تتلقى اتصالات يوميا من عشرات من الصحفيين الذين يتعرضون لاعتداءات من البلطجية ورجال الأمن، وتستهدف خاصة الصحفيين الأجانب، ويصل الأمر إلى سرقة معدات الصحفيين. وأضافت أن مجلس النقابة سيعقد اجتماعا طارئا لمواجهة هذه الاعتداءات. من جهته، أكد جمال فهمي عضو مجلس النقابة، أن النقابة أصبح من يمثلها الآن جمعيتها العمومية وليس النقيب ولا مجلس النقابة. وشن هجوما شديدا على نقيب الصحفيين، ووصفه بأنه "نقيب الشرطة"، كما هاجم أعضاء مجلس النقابة الذين لم يشاركوا معهم، وقال "هؤلاء زى النظام إللي شغالين عنده"، مضيفا أن شرعيتهم سقطت، وطالبهم بأن يتركوا النقابة. من جانب آخر، سادت أوساط الصحفيين حالة من الاستياء الشديد نتيجة قرار النقيب بتخصيص ثلاث غرف في مبنى النقابة للمجلس الأعلى للصحافة لتسيير الأمور الوظيفية والإدارية بعد احتراق مبني المجلس بالكامل يوم 28 يناير أثناء مظاهرات "جمعة الغضب". ويرى الصحفيون أن قرار النقيب سيؤدي لدخول صفوت الشريف رئيس المجلس الأعلى للصحافة مبني النقابة على الرغم من أنه أحد رموز ما وصفوه ب "النظام الفاسد في مصر" الذي يطالبون بإسقاطه ومحاسبته علي الاوضاع التي تسبب فيها على مدار العقود الثلاثة الماضية.