من العار على كل مصري أن يُستغفل بهذا الشكل المهين وتُبتز عواطفه تحت حجة توفير خروج آمن وكريم لمبارك والجميع يعلم جيداً أنه خروج آمن وشامل لعصابته وعصابة نجله أعضاء لجنة السرقات وليست لجنة السياسات كما سماها سيادة الوريث الذي كانوا يعدونه ليرثنا باعتبار أننا تركة سيتركها له فخامة الوالد تحت تخطيط من حزب فاسد إجرامي هو في رأيي أفسد كيان وتنظيم سياسي عرفه العالم منذ اختراع الحياة السياسية فمبارك حكمنا 30 عاما من القهر والظلم الشامل وسياسة ممنهجة لإفساد كل شيء في مصر ففي الوقت الذي حكم فيه الدكتور مهاتير محمد ماليزيا وهو للعلم تسلم زمام الحكم في ماليزيا بعد مبارك بشهر تقريبا في عام 81 وفى خلال أقل من 15عام جعل ماليزيا دوله عظمى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى في نفس الوقت كان كل ما فعله مبارك في 30 عام هو بناء بنية أساسية تعتبر عملاقة من حيث الكم ولكن المشكلة أن حجم الديون التي اقترضتها مصر لبناء هذه هذه البنية العملاقة يساوى على الأقل ثلاثة أضعاف الأموال التي أنفقت على هذه البنية أي أن حجم السرقة مرعب وغير مسبوق ناهيك عن بيع أملاك وثروات الشعب المصري بطريقة بشعة تصل لمرتبة الخيانة العظمى في حق هذا الشعب وأجياله التي ستتسلم خرابه كاملة على هيئة وطن وللعلم هذه الديون الثقيلة جداً سندفعها نحن والأجيال التي تلينا ولكن المشكلة أو إن شئت أن تصف بدقة الجريمة التي لن نغفرها لمبارك هو تخريب الدور المصري وتخريب الشخصية المصرية من خلال تعليم متخلف وإعلام متعفن وبناء جهاز أمن هائل الحجم لا يعرف شيء عن دور الأمن غير القمع والتنكيل بكل من يفكر في معارضة سيادته وإذلال الشعب بطريقة منهجية جعلت الشعب يكن كم من الكراهية لهذا الجهاز ورموزه لا أظن أن لها مثيل في العالم كله هذا الجهاز الذي أعتبره هو الأسوأ في تاريخ مصر أطلقه بكل غطرسة على شعبه وكأنه ذئاب جائعة أطلقت على قطيع من الأغنام الضعيفة وسبحان الله كان هذا الجهاز الفاشي المتجبر والحزب الفاسد المخرب هما سبب الثورة التي لم تشهدها مصر طوال تاريخها المديد على أي حاكم في تاريخها فلابد أن يحاكم هذا الرجل حتى وإن مات الآن لنعرف كيف لرجل حارب إسرائيل ومُنح وسام البطولة يصبح مواليا لها لدرجة الخنوع وكيف لرجل خرج من بيئة وأسرة فقيرة ينقلب على الفقراء وينكل بهم بهذا الشكل وكيف لرجل محدود أو على الأكثر متوسط القدرات العلمية تعلم على حساب الوطن تعليماً محترماً وراقياً وأتيحت له الفرصة ليتبوأ أعلى المراكز في زمن أطلقنا عليه زمن الإقطاع والفساد والتفاوت الطبقي ثم يعادى نظامه المتفوقين والنابغين من الفقراء على نحو مذل وحجة مهينة بأنهم غير لائقين اجتماعياً مما دفع بعضهم للانتحار ناسياً أو متجاهلاً أنه هو ومن سبقوه عبد الناصر والسادات خرجوا من بيئات متواضعة وأسر فقيرة ( ولكن وللحق كانت الفرص متاحة في عهدهما لأولاد الفقراء) والمضحك أننا ظللنا سنوات طويلة نطلق على الزمن الذي أتاح هذه الفرص لهم أنه زمن الظلم والفساد والإقطاع والتفاوت الطبقي ورغم ذلك لم يقل لهم هذا المجتمع الظالم الإقطاعي أنكم غير لائقين اجتماعياً بل وفر لهم الفرص ليتبوأ كل منهم أعلى المراكز دون النظر لبيئتهم الفقيرة أو قدراتهم العلمية المحدودة أو على الأقل الغير متميزة في الغالب أما في عهد مبارك فغابت العدالة وشعر معظم الشباب بالظلم والقهر وانعدام تكافؤ الفرص في الوقت الذي يحتل الفشلة والأغبياء وأحباء النظام عديمي العلم والموهبة كل مناصب ومراكز الدولة العليا فكان لابد وأن يثور الشباب حتى وإن فقدوا حياتهم لأن الموت بكرامة أفضل بمراحل من حياة ذليلة ينعدم فيها العدل و يشعر فيها الشباب أنه ينتمي لوطن جاحد لا يُشعرهم أنه وطنهم بل وطن حفنة المنتفعين حول الحاكم وأسرته فقط ومع احترامي لدور الرئيس مبارك في حرب أكتوبر وفى كل موقع خدم فيه في جيشنا إلا أن دوره كرئيس لمصر خذلنا جميعاً وأفقد مصر الكثير جداً من رونقها بل والكثير من قيمها الأصيلة فهل يستحق بعد ذلك أن نحاكمه أو نكرمه ذلك هو السؤال الذي لابد أن يطرح الآن !!!!!!!!!!!؟