قال موقع "المونيتور" الأمريكي المختصة بشئون الشرق الأوسط، إن المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع الذي فوضه المجلس الأعلى للقوات المسلحة للترشح للرئاسة يرى نفسه مختلفًا بشكل كلي عن سلفه المشير محمد حسين طنطاوي، مشيرًا إلى أن مسألة اختياره لها عواقب بعيدة المدى على مصر، خاصة بعد ترشحه لمنصب الرئاسة المرجح أن يفوز به. وأضاف أنه "من المشكوك فيه أن يتمتع برلمان هذا العام بقوة الكافية التي تسمح له برقابة سلطة الرئيس، فعملية الاستقطاب السياسي لازالت مستمرة والتداعيات قد تكون وخيمة. وطرح تساؤلاً مفاده: "هل السيسي هو ناصر الجديد؟، وقالت": بعد مرور فترة وجيزة من 3 يوليه تجاوزت شعبية السيسي حيز التأييد العام لتصل إلى درجة يمكن وصفها ب "هوس السيسي". وأضاف أن هناك تقارير أشارت إلى أن المكالمات الهاتفية التي أجريت بين وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل والسيسي لا تبدو مشجعة، حيث تضمنت اقتراحًا بضرورة وجود ضابط جيش لديه قناعة بضرورة لعب دور تاريخي، لافتاً إلى أن دعوة السيسي للحصول على تفويض بمحاربة الإرهاب أعاد صورة "ناصر القرن 21" الجديد بدلاً من طنطاوي جديد. وتابع: "منذ ذلك الحين وعدد قليل جدًا من المصريين حائرًا ومتفاجئًا من منطق وزير الدفاع، فهو يعتقد على ما يبدو أنه في مهمة تتجاوز حدود المتوقع من أن يكون فريقًا في الجيش المصري على عكس طنطاوي". وتابع: "يوم 27 يناير والقيادة العسكرية قامت بترقية السيسي من فريق إلى المشير مما يعطى دلالة واضحة على رضاء جنرالات المجلس ليس فقط على أدائه، ولكن أيضًا على الدعم الكامل لما ينوي الشروع فيه". وقال إن هناك القليل ممن يعتقد في هزيمة أى منافس للسيسي خلال الانتخابات الرئاسية، موضحًا أن هناك تحليلات سابقة تشير إلى أن تأييده سيكون ضروريًا لنجاح حملته الرئاسية خاصة أن مبدأ الترشح يدل على فوزه. واستطرد أن "الأمر لا يستلزم أن يكون هناك تزوير في الانتخابات لشغل المنصب فالسيسي لديه دعم شعبي كافي يعتمد عليه، كما أنه يحظى بدعم من شبكة أصحاب المصالح والذي يرون أنه سيفوز في الجولة الأولى من الانتخابات دون الحاجة للإعادة". ورأى أن نزاهة الانتخابات من المرجح أن تكون موضع شك كبير، ومستبعد أن تتعرض وسائل الإعلام العامة أو الخاصة للمرشحين المنافسين، كما أن هناك توقعات بطمس الأصوات المعارضة البديلة. ولفت إلى أن الخطوة التالية لخارطة الطريق كان مفترض أن تكون الانتخابات البرلمانية، وكان يجب أن تنقسم السلطة التشريعية بين رئيس مجلس النواب المنتخب والرئيس المؤقت للبلاد عدلي منصور، لكن مع التغير الذي حدث فسوف يتمتع الرئيس المنتخب بالسلطة تنفيذية وتشريعية معًا. وأشار إلى أن المواطن كان يأمل أن يكون البرلمان رقيبًا ومحافظًا على توازن السلطة، لكن لو فرض هذا فكان من المرجح تمامًا أن يقوم المرشحون لعضوية البرلمان بتشكيل تحالف انتخابي جديد لدعم لرئاسة السيسي، وفي هذا المناخ السياسي لن يتصور أحد أن يكتسح هذا التحالف. وأعرب التقرير عن تشاؤمه من تحسن الأوضاع المستقبلية، وقال:" لقد ظل المجتمع الدولي يأمل في انكسار حالة الانهيار السياسي الذي بات على حافة الهاوية وكانت محصلته النهائية "صفر" لأكثر من تسعة أشهر، لذا فلا يوجد تحقق للأمل حال ترشح السيسي للرئاسة فعلى العكس محتمل أن تتميز الفترة المقبلة بالصعوبة".