ألغى الدكتور أحمد زكى بدر وزير التربية والتعليم أمس قرارًا نقل العاملين بقطاع الكتب، وقرر إلغاء إلغاء ندب رئيس قطاع الكتب وفاء عبدالفتاح، التى قامت باستبعاد 32 موظفا خارج مكاتبهم. يأتي ذلك بعد أن تظاهر صباح الأحد المئات من الموظفين بديوان وزارة التربية والتعليم حيث طالبوا الوزير بالتراجع عن قرار نقل العشرات منهم إلى المديريات بالمحافظات دون تحقيق أو إبداء أسباب. وعلمت "المصريون" أن الوزير تلقى اتصالات رفيعة المستوى طالبته بإصدار بيانات لتهدئة الموظفين الثائرين والتراجع عن قرارات النقل والجزاءات التي أوقعها مؤخرا، ومنها قراره المفاجئ بنقل 36 من موظفي قطاع الكتب إلى محافظات نائية، والذي كان السبب الرئيسي وراء إشعال ثورة الموظفين أمس. وكان ما يقرب من 200 موظف فاجئوا أمن الوزارة فى العاشرة صباحا باقتحام ديوان الوزارة فى وسط القاهرة ومحاصرة قصر الأميرة فايقة الذي يقع به مكتب الوزير، مطالبين رئيس الجمهورية بإقالته، مرددين هتافات منها "مش عايزينه .. مش عايزينه "، "يا وزير ارحل عنا كله إلا قوت عيالنا"، و"زكي يا خاربها اطلع بره وسيبها"، و"يا مبارك قول الحق زكى ظالم ولا لأ". وإثر ذلك انضم العشرات من العاملين بمقر ديوان الوزارة إلى المتظاهرين، وفشلت كافة محاولات اللواء أحمد عبد المنعم مدير مكتب الوزير لتهدئة المتظاهرين، كما فشلت محاولات مستشار الوزير للتطوير الإداري فى إقناع الموظفين بدراسة مطالبهم، وإلغاء قرار نقل موظفي قطاع الكتب. ومع انتهاء يوم العمل الرسمي انضم مئات الموظفين الذين توافدوا من قطاعات الوزارة المختلفة إلى زملائهم المعتصمين، الأمر الذي دفع مديرية أمن القاهرة إلى طلب تعزيزات إضافية من قوات الأمن المركزي والمباحث. ووصل اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة وعدد من القيادات الأمنية إلى مقر الاعتصام، وسط محاولات لإقناع الموظفين بفض اعتصامهم. وعلى الرغم من قيام الدكتور رضا أبوسريع مساعد الوزير بالنزول إلى الموظفين المعتصمين ونقل رسالة شفهية لهم من الوزير مفادها أنه قرر إعفاء مديرة قطاع الكتب من منصبها وإلغاء قرارات نقل موظفى القطاع الصادرة فى الثلاثة أيام الماضية وبحث أوضاعهم المادية ودراسة إعادة الحوفز التى تم وقفها، لكن الموظفين رفضوا فض اعتصامهم وأصروا على مطلبهم الخاص بإقالة الوزير. ومع إعلان دقات الساعة الثامنة مساء أشاع مساعدوا الوزير ورجاله أن الوزير يرغب في عقد اجتماع عاجل بالموظفين داخل قاعة مؤتمرات الوزارة، لكن الموظفين رفضوا ترك ساحة الوزارة وطالبوا الوزير بالنزول إلي الساحة ليقول ماعنده.