زفت جماعة "الإخوان المسلمين"، البشرى لأنصارها وحلفائها بأن "النصر قريب"، إلا أنها شددت على ضرورة توحد القوى والحركات الثورية من مختلف الأطياف في مواجهة "الانقلاب"، قبل يومين من حلول الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير. وقالت الجماعة في بيان خاطبت فيها من أسمتهم ب "الثوار الأبطال الأحرار الصامدين في ميادين البطولة": "إننا على ميعاد صادق مع نصر قريب، بعد أن استنفد الانقلاب الدموي رصيده تمامًا من السيطرة على الأرض أمام صمودكم الرائع المتجدد والمتصاعد، ولم يعد يملك غير التهديدات الفارغة الجوفاء، والتصرفات المتوترة الحمقاء". ودعت إلى الاعتصام بحبل الله، وإخلاص النيِ له، واليقين باقتراب نصرِ اللهِ تعالى للحق، والاهتمام مع الحشد والحراك الثوري على الأرض بالدعاء، وبخاصة في جوف الليل، وهو سلاح ماضٍ يستعمله الجميع، بمن فيهم ذوو الأعذار من ﴿الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَايَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَايَهْتَدُونَ سَبِيلًا﴾(النساء 98). وشددت الجماعة على ضرورة "التوحد بين كل الفصائل الوطنية الثورية، ونبذ كل أسباب الفرقة، وتوحيد الشعارات المرفوعة في الميادين، وعدم التنازع بين رفقاء الميدانِ ﴿وَلَاتَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾(الأنفال 46). وحثت على "التعاون الصادق والثقة المتبادَلة وإنكار الذات بين رفقَاء الثورة، والوعي الحقيقي لتفادي كل محاولات الانقلابيين التي لن تتوقف لخديعة الثورة والثوار وتفتيت صفوفهم". ودعت الثوار في بيانها أيضًا إلى "التواصل المستمر والتنسيق الجيد في المواقف والتحركات بين كل شركاء الثورة، وتحديد الأهداف بدقة، والتفاهم في إجراءات تحقيقِها على أرض الواقع، والتعامل مع أي حقائق أو مشكلات في حينِه، بما يحافظ على وهج الثورة ووحدة الهدف". وأكدت الجماعة كذلك على "الحوار الجاد والعميق بين رفقاء الثورة، لبحث مستقبل الوطن بعد كسر الانقلاب المؤكد، وبلورة رؤية واضحة ومحددة ومتَفق عليها، لتحقيق الشراكة الحقيقية في إدارة الوطنِ دون إقصاءٍ أو استثناءٍ، ودون احتكارٍ أو استحواذ، بما يحقق أهداف الثورة جميعًا، وبما يجنب الجميع الوقوع في الأخطاء السابقة التي استغلتها الثورة المضادة في الانقضاض على الثورة وعلى الوطن كله، ف «لَا يُلْدَغُ المؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْن».