انتظام الدراسة بالمعاهد الأزهرية في القليوبية مع أول أيام العام الجديد - صور    رئيس جامعة القاهرة يوجه 6 رسائل لأعضاء هيئة التدريس والطلاب    ضبط أدوية منتهية الصلاحية في صيدلية غير مرخصة بأسيوط صور    80 جنيها لكيلو البلطي.. أسعار الأسماك والمأكولات البحرية في سوق العبور    ارتفاع الأسمنت.. أسعار مواد البناء اليوم بالأسواق (موقع رسمي)    هجوم إلكتروني على مطارات أوروبية يصيب مطار العاصمة الألمانية    الخارجية الفلسطينية ترحب بقرار البرتغال الاعتراف بدولة فلسطين    الخارجية الفلسطينية ترحب بانضمام البرازيل لدعوى محكمة العدل الدولية    "قصص متفوتكش".. رسالة من زوجة إبراهيم شيكا.. وهجوم جماهير الأهلي على تريزيجيه    لمدة ساعتين.. أول تعليق من سيد عبد الحفيظ بعد اجتماعه مع الخطيب    سؤال برلماني بشأن فوضى المراكز غير المرخصة والمنتجات المجهولة    اليوم .. استئناف دمنهور تواصل محاكمة المتهم بالتعدي على الطفل "ياسين"    قرار عاجل من النيابة بشأن المتهم بذبح شاب في الكوم الأخضر    هجوم إلكتروني يتسبب في تأخيرات بمطارات أوروبية كبرى بينها هيثرو وبرلين وبروكسل    ضمن "سائق واعٍ.. لطريق آمن" النقل تعلن انطلاق المرحلة الثانية من البرنامج تأهيل سائقي الحافلات والنقل الثقيل    وزيرا التنمية المحلية والزراعة ومحافظ الوادي الجديد يشهدون توقيع بروتوكول لإنشاء أول مركز متكامل لانتاج الحرير الطبيعي بمدينة الخارجة    ديربي الميرسيسايد.. ليفربول يتسلح بتفوقه التاريخي أمام إيفرتون.. صلاح كلمة السر.. وصدارة الريدز تحت الاختبار    محمد صلاح يقود تشكيل ليفربول المتوقع أمام إيفرتون في البريميرليج    بإجمالي 10300 طالب وطالبة .. إنطلاق الدراسة بإدارات وسط سيناء ورفح ووكيل التعليم يتفقد أول يوم دراسي    رئيس الوزراء يفتتح مشروعات صناعية وتنموية جديدة بالقنطرة غرب ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس    رفع عينات مياه الشرب من المدارس بسوهاج للتأكد من مطابقتها للمواصفات    "الأرصاد" السعودية: استمرار أمطار غزيرة وسيول على مكة والمدينة ومناطق عدة    قرار عاجل من محكمة المعارضات بحق المتهمين بسرقة الإسوارة الملكية    مهرجان الغردقة ينظم يومًا للسينما الروسية 25 سبتمبر    مهرجان الغردقة لسينما الشباب ينظم يوما للسينما الروسية    آسر ياسين على بعد يوم واحد من إنهاء تصوير "إن غاب القط"    سؤال برلماني عن استعداد الحكومة لاستقبال الضيوف في افتتاح المتحف المصري الكبير    إنقاذ ساق شاب من البتر بعد معاناة 14 عاما في مستشفى التحرير العام بالجيزة    وزير الرياضة يهنئ هانيا الحمامي ومصطفى عسل على التتويج ببطولة مصر المفتوحة للإسكواش    جمال عبد الحميد: الزمالك يتصدر الدوري رغم الأزمات.. ولاعبوه «جعانين كورة»    نشرة مرور "الفجر".. انتظام مروري بمحاور وميادين القاهرة والجيزة    أحمد حسن يكشف موعد ومكان إقامة بطولة السوبر المصري    ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية في المنيا لعام 2025 (تعرف علي الأسعار)    البرلمان العربي يرحب بتقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن الإبادة الجماعية في قطاع غزة    تعرف على تطور العلاقات المصرية السنغافورية تزامنا مع مباحثات القاهرة    كيف يقضي المسلم ما فاته من الصلاة؟.. أمين الفتوى يوضح خطوات التوبة وأداء الصلوات الفائتة    جرس الحصة ضرب.. انتظام الطلاب في فصولهم بأول أيام العام الدراسي    «دست الأشراف» دون صرف صحى.. ورئيس الشركة بالبحيرة: «ضمن خطة القرى المحرومة»    دعاء كسوف الشمس اليوم مكتوب كامل    كارول سماحة تتصدر الترند وتكشف أسرار أيامها الصعبة بعد رحيل زوجها وليد مصطفى    ترامب: القوات الأمريكية استهدفت سفينة تهريب مخدرات بالمياه الدولية    «تريزيجيه تخلى عن الأنانية».. محمود الدهب يعلق على فوز الأهلي ضد سيراميكا    ترامب: الرئيس الصيني وافق على صفقة «تيك توك».. ولقاء مرتقب في كوريا    حبس المتهم بسرقة الدراجات النارية بالتجمع الأول    عوامل شائعة تضعف صحة الرجال في موسم الشتاء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 20-9-2025 في محافظة قنا    كارول سماحة عن انتقادات إحيائها حفلات بعد وفاة زوجها: كل شخص يعيش حزنه بطريقته    ترامب يعلق على انتهاك مزعوم لمجال إستونيا الجوى من قبل مقاتلات روسية    استشارية اجتماعية: الرجل بفطرته الفسيولوجية يميل إلى التعدد    ليلة كاملة العدد في حب منير مراد ب دار الأوبرا المصرية (صور وتفاصيل)    مدارس دمياط في أبهى صورها.. استعدادات شاملة لاستقبال العام الدراسي الجديد    القرنفل مضاد طبيعي للالتهابات ومسكن للآلام    محمود محيي الدين: الذهب يتفوق على الدولار فى احتياطات البنوك المركزية لأول مرة    طارق فهمي: المجتمع الإسرائيلي يراقب التطورات المصرية بقلق (فيديو)    لماذا عاقبت الجنح "مروة بنت مبارك" المزعومة في قضية سب وفاء عامر؟ |حيثيات    موعد صلاة الفجر ليوم السبت.. ومن صالح الدعاء بعد ختم الصلاة    مدينة تعلن الاستنفار ضد «الأميبا آكلة الدماغ».. أعراض وأسباب مرض مميت يصيب ضحاياه من المياه العذبة    «أقوى من كورونا».. استشاري مناعة يوجه تحذيرا عاجلا للمواطنين مع بداية العام الدراسي (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عقد عمل في البرازيل
نشر في المصريون يوم 29 - 12 - 2010

مضى ذلك الزمن الذي كانت فيه البرازيل لا تعرف سوى كرة القدم، وجاء الوقت الذي يمكنك فيه أن تبحث عن عقد عمل هناك!! ولم لا؟.. وقد أقرت الحكومة رفع الحد الأدنى لأجور العمال، ليصبح 316 دولارًا أمريكيًا، على أن يصل أجر أصغر عامل بنهاية العام إلى 353 دولارًا (حوالي 2000 جنيه شهريًا).
إن كنا نودعك اليوم يا "لولا داسيلفا" وأنت تترك منصبك كرئيس للبلاد، فيكفيك أن ترفع رأسك فخورًا بما قدمته لوطنك، يكفيك حب الشعب لك، وحزنهم على رحيلك، وذكراك التي ستبقى في وجدانهم إلى الأبد، من حقك أن تستعد الآن لترشح نفسك لمنصب أمين عام الأمم المتحدة عام 2012، فشرعية الإنجاز هي التي حملتك كاشتراكي، لأن تتصدر المنصة الدولية، في زمن تراجع اليسار، وهي التي تكتب السيرة العطرة لسياسي قرر أن يخدم شعبه، فحوله من بلد فقير، جائع، تغرقه الديون، إلى واحد من أقوى اقتصاديات العالم، بالإضافة إلى الكثير مما قدمه لعاملنا العربي، وصنع به أفضل الذكريات، وآخرها أنه أعلن بشجاعة اعترافه بالدولة الفلسطينية المستقلة.
إذا أمعنت النظر إلى اليد اليسرى للرئيس "لولا" فسوف تكتشف أن أصبعه الصغير مقطوع، وهو يفخر بأنه فقد ذلك الأصبع في حادث ماكينة، أثناء عمله بمصنع لقطع غيار السيارات، غير أن ذلك لم يكن العمل الأول في حياته، فقد عمل "لولا" في العديد من المهن البسيطة، ليتمكن من توفير لقمة العيش لأسرته، كانت طفولته قاسية، فقد تولت أمه بمفردها تربيته، مع سبعة أولاد وبنات، حيث اضطرت العائلة أن تسكن في غرفة واحدة، في أفقر مناطق مدينة "ساو باولو"، بدأ دراسته في سن مبكرة، غير أنه توقف عن التحصيل الدراسي في الصف الخامس من التعليم الأساسي، بسبب ضيق ذات اليد، الأمر الذي اضطره إلى العمل كماسح للأحذية لفترة ليست بالقصيرة، وبعدها كصبي بمحطة بنزين، ثم عمل كخراط، وميكانيكي سيارات، وبائع خضار، لينتهي به الحال كمتخصص في التعدين، وحتى حياته الزوجية لا تختلف كثيرًا عن معاناته السابقة، فقد توفيت زوجته بسبب التهاب الكبد الوبائي عام 1970، بعد زواجهما بعام واحد، واكتملت المأساة عندما خسر إصبعه في المصنع، الأمر الذي دفعه للمشاركة في اتحاد نقابات العمال، ليدافع عن حقوقه وحقوق زملائه، وقد تحقق ذلك في أوائل العشرينات من عمره عندما استطاع أن يشغل منصب نائب رئيس نقابة عمال الحديد بولاية "ساو باولو" وبدأت حياته السياسية حينما قام بتأسيس أول حزب عمالي عام 1980، لكنه اعتقل في العام نفسه لمدة شهر بسبب الإضرابات التي قامت بها النقابة العمالية، حصل "لولا" على مقعد في البرلمان في انتخابات عام 1986، ومنه دخل المنافسة على منصب رئيس الجمهورية في انتخابات عام 1989، غير أنه انهزم أمام منافسه «كولور»، ولكنه نافس مجددًا، وفشل أيضًا في الوصول لهذا المنصب الرفيع أعوام 1994 و1998، إلا أن عدم نجاحه في الانتخابات الرئاسية ثلاث مرات متتالية، لم يثنه عن التقدم للترشح مرة رابعة، حتى انتُخب رئيسًا للجمهورية في العام 2002، وعندها اعتقد كثيرون أن البرازيل قد جنت على نفسها، فهبطت أسواق المال بشدة، لمجرد فكرة قيادة رئيس يساري للبلاد، وقرر "لولا" الرد على الجميع بأسلوبه البسيط الذي يميزه، بأن ليس كل من له شعر أشعث في وجهه "شيوعي".
قرر "داسيلفا" أن يبدأ برنامجًا جادًا للإصلاح والتنمية أسماه " الفقر صفر"، فمزج ببراعة بين سياسة اقتصادية تتفهم متطلبات السوق من جهة، وسياسة اجتماعية وضعها الرئيس بنفسه، حيث بدأ في استثمار أكثر من 285 مليار دولار في قطاعات النقل والطاقة ومشاريع الإسكان، بالإضافة إلى عشرة مليارات أخرى لتحسين الصحة والتعليم، وكان في غاية الذكاء عندما عين "هنريكي ميريللي" الذي كان يرأس بنك «بوسطن» علي رأس البنك المركزي البرازيلي، في إشارة واضحة إلى أنه لن يبدأ رئاسته بعداء مع البنك الدولي، وبعد أن كانت ديون البرازيل الخارجية لصندوق النقد تزيد عن 220 مليار دولار، انقلبت الآية تمامًا بعد وصوله للحكم بثلاثة أعوام، حين تمكن من سداد جميع ديونها، واحتفل البرازيليون العام الماضي بإعلان البنك المركزي البرازيلي أن الدولة أصبحت للمرة الأولى في تاريخها دولة «دائنة»، وذلك بعد أن زادت أصولها في الخارج عن ديونها الخارجية، وأصبحت اليوم تملك أكثر من 200 مليار دولار من النقد الاحتياطي.
ولكن اللافت للنظر أن البرازيل تمكنت من تحقيق المعادلة الصعبة، فحققت معدل نمو اقتصادي مرتفع وصل إلى 7% هذا العام، وناتج محلي إجمالي يقارب 2 تريليون دولار، مكنها من أن تنافس على المركز الخامس كأقوى اقتصاد في العالم- حسب تقدير البنك الدولي- ولكنها في نفس الوقت تمكنت من تحقيق الرفاهية والعيش الكريم للمواطن البرازيلي، فبدءاً من العام 2003 خرج من تحت خط الفقر أكثر من 20 مليون برازيلي، وارتقى إلى مصاف الطبقة الوسطى 29 مليون مواطن، وارتفع دخل الفرد أكثر من 30%، مع ارتفاع واضح لقيمة العملة، مما يجعل زيادة الدخل حقيقية وليست وهمية، والأهم من ذلك.. أن فرص العمل قد توفرت للشباب بشكل واضح، وهو ما أدى إلى انخفاض معدل البطالة إلى أقل من 7%.
كثيرة هي الدروس المستفادة من التجربة البرازيلية.. إن كان "لولا داسيلفا" قد ضرب لنا المثل في تحقيق النجاح في فترة قياسية وبإمكانيات بسيطة، فإنه في نفس الوقت قدم الدليل على أنه متى توفرت الإرادة السياسية، والرغبة الجادة في تحقيق الانجاز، وتوحدت الرؤية لدى القيادة والشعب، فلا يوجد هناك مستحيل، من شأن هذه التجربة أن تمنحنا المزيد من الأمل.. يجب ألا تجعلنا الظروف الحالية نستسلم للإحباط، وننسى أن لدينا من الإمكانيات البشرية والمادية ما يؤهلنا لنحقق نفس الإنجاز، بل ونتفوق على البرازيل.
ولكن ما هي الأعمدة الأربعة التي مكنت البرازيل من تحقيق هذه الطفرة المتميزة، في ذلك الوقت القياسي؟ وكيف تمكن "لولا" من تحقيق مكانة دولية متميزة لبلاده، بالرغم من قراراته الجريئة، وعدم تبعيته للولايات المتحدة؟ هذا ما سوف نتناوله بالتفصيل في الأسبوع القادم إن شاء الله.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.