استضافت كنيسة القديسين مساء اليوم "الإثنين" احتفالية لإحياء ذكري التفجيرات التي شهدتها الكنيسة بالإسكندرية عشية رأس السنة الميلادية 2011 بحضور محافظ الإسكندرية وعدد من الشخصيات العامة والرسمية بهدف تدشين حملة للدفاع عن حقوق الشهداء والمصابين ومواصلة الإجراءات للوصول إلى الجناة والمحرضين في الحادثة. وقال محافظ الإسكندرية اللواء طارق المهدي أن جرائم القتل لا تسقط بالتقادم، مبينا بأن الموجات الثورية ألزمت المواطنين بعدد من المعايير، مشيرا إلى احتضان المحافظة لمقر دائم لبيت العائلة - الذي دشنته مؤسسة الأزهر. ولفت المهدي إلى أن مصر من أوائل الدول في التاريخ وأول حكومة، مشددا بأنه لا يمكن أن يتم تحويل تلك القدرة والقدر من أجل العودة إلى الوراء. وأشار المهدي إلى أن الكل يتكاتف دفاعا عن قضية كنيسة القديسين، وعلى المسئولين السعي الدائم والدؤوب من أجل الكشف عن حيثيات القضية، مشيرا إلى أن كل من يتستر على القضية متواطئ، ملمحا إلى كم العمل الذي يجري من أجل النيل من الوطن. ووعد المهدي بكشف حساب خلال أشهر عن التحركات الإيجابية لصالح الوطن، مشيرا إلى أن كل المصريين مستهدفين - مسلمين ومسيحيين - بما فيهم أجهزة الدولة المختلفة، والرموز الوطنية، مضيفا أن مصر بها قمم وطنية مستهدفة ولا يجب الانحدار إلى معارك فرعية. وحث كمال عباس - عضو المجلس الأعلى لحقوق الإنسان - بضرورة المشاركة في الاستفتاء على الدستور المقبل - المقرر له أواسط شهر يناير القادم - للحفاظ على الهوية المصرية ويمثل ضربة لمكافحة الإرهاب، مبينا أن المجتمع المصري يجب أن يتكتف في مواجهة الشدائد التي تواجهها ومنها التفجيرات التي وقعت لكنيسة القديسين. ووصف وكيل وزارة الأوقاف عبد الناصر نسيم قتلى كنيسة القديسين بشهداء مصر، وأن النصر قادم في معركة مصر ضد الإرهاب. وقال الناشط السياسي جورج إسحاق أن تفجيرات كنيسة القديسين كانت فتيل الشعلة لثورة الخامس والعشرين من يناير؛ مشيرا إلى أن الاحتجاجات التي أعقبت تلك الحادثة كانت سبيل لتجميع القوى السياسية من أجل إطلاق شرارة الثورة. وشدد أن مصر ملك كل المصريين، وأن الجميع عليه دور بالمشاركة في الاستفتاء على الدستور من أجل الاستمرار في الحصول على القصاص العادل لشهداء الثورة المصرية، مؤكدا على ضرورة نبذ الطائفية والفاشية الدينية واحترام المؤسسات الدينية. واعتبر أبو العز الحريري – المرشح الرئاسي السابق - أن مصر تمر حاليا بفترة تتخلص فيه من مشاكل تفوق مشاكل الاحتلال من خلال تحرير المجتمع بثورية ضد موجة الاستعمار الناعم وتحريرهم من عمليات الإجرام والاغتيالات ومحاولة بعض القوى مهاجمة مصر من الداخل. واستعرض جوزيف ملاك – أحد محامي ضحايا كنيسة القديسين – الملف القضائي للقضية من خلال الدعاوى وعدد من البلاغات التي تم تحريكها من الكنيسة حول ملابسات الحادث، معلنا استمرار تحرير المزيد من الدعاوى التي سيتم تحريكها لمحاولة طلب الكشف عن التحقيقات والكشف عن الجناة والمتورطين والمحرضين، مشيرا إلى أنه لا يزال عدد من المصابين يتلقوا العلاج جراء الحادث. وقال هاني رمسيس - ممثل اتحاد شباب ماسبيرو - بأن تفجيرات كنيسة القديسين قضية أمن قومي؛ ولا يجب الاستهانة بها، خاصة وأنها تعكس فشل نظام سابق في التعامل مع القضية التي هزت ربوع الوطن. ودعا رمسيس إلى التصويت بنعم في الاستفتاء علي الدستور الجديد كموقف لإئتلاف شباب ماسبيرو، معلنا بأن ذلك الموقف يأتي في سياق التزام وطني في ضوء الظروف التي تمر بها الدولة. حضر اللقاء محافظ الإسكندرية اللواء طارق المهدي، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان كمال عباس، والمرشح الرئاسي السابق أبو العز الحريري والمنسق السابق لحركة كفاية جورج إسحق، وممثل عن قيادة المنطقة الشمالية العسكرية، ووفد من الأزهر الشريف. وأختتم الفعالية بتوزيع عدد من دروع التكريم والشهادات علي عدد من اسر شهداء كنيسة القديسين والمصابين. ولا تزال الإجراءات الأمنية مشددة بمحيط كنيسة القديسين؛ حيث نشرت القوات المسلحة مجنزرات وسواتر ترابية، فيما تولت قوات أمنية مشتركة من الشرطة والجيش لتأمين مداخل الكنيسة تضم أفراد من القوات الخاصة والشرطة ومكافحة الشغب. وتم تحويل سير السيارات من الشارع المؤدي إلي الكنيسة إلي عدد من الشوارع الجانبية.