منذ زمن بعيد في الصين.. فتاة تزوجت وذهبت لتعيش مع زوجها وحماتها (أم زوجها)، وفي وقت قصير وجدت نفسها غير قادرة على التوافق مع حماتها نهائيًا، وكانت تغضب حماتها كثيرًا، بالإضافة إلى أن حماتها كانت تنتقدها باستمرار.. مرت الأيام، والزوجة وحماتها لم تتوقفا عن الجدال والشجار.. لكن ما جعل الوضع يصبح أكثر سوءًا هو- حسب العادات والتقاليد الصينية القديمة – أن الزوجة تنحني لحماتها وأن تطيع كل طلباتها، كل الغضب والتعاسة في البيت كان يسبب للزوج حزنًا عظيمًا.. أخيرًا، لم تستطع الزوجة أن تحتمل دكتاتورية حماتها أكثر من ذلك، وقررت أن تفعل شيئًا . فذهبت لرؤية صديق طيب لأبيها، الذي يبيع الأعشاب.. أخبرته بالوضع وسألته إن كان يستطيع أن يعطيها بعض السم حتى تحل المشكلة نهائيًا.. فكر الطبيب لفترة قليلة وقال: "سوف أساعدك في حل مشكلتك، لكن يجب أن تستمعي إلىّ وتنفذي ما أقوله لك".. وافقت الزوجة.. ذهب الطبيب ثم عاد بحزمة من الأعشاب، وقال لها: "أنت لا تستطيعي أن تستخدمي سم سريع المفعول للتخلص من حماتك، حتى لا يشك الناس بكِ، لذلك سأعطيكِ عددًا من الأعشاب التي سوف تسمم حماتك ببطء، كل يوم حضرى وجبة شهية وضعي قليلًا من هذه الأعشاب في طبقها مع الطعام.. وحتى لا يشك بك أحد عندما تموت، يجب أن تكوني حذرة في التعامل معها، فتعامليها بشكل لطيف، لا تجادلي معها، أطيعي كل طلباتها، وعامليها مثل ملكة" الزوجة كانت بغاية الفرح، وشكرت الطبيب وأسرعت إلى البيت لتبدأ مؤامرة قتل حماتها.. أسابيع, بل أشهر مرت، وفي كل يوم، كانت تقدم الوجبة المعدة خصيصى إلى حماتها، وكانت تتذكر وصية الطبيب لها، لذلك سيطرت على مزاجها، وأطاعت حماتها، وعاملتها كما تعامل أمها.. بعد ستة أشهر الأسرة بأكملها تغيرت، فتمرنت الزوجة على السيطرة على مزاجها لدرجة أنها وجدت نفسها تقريبًا لا تغضب أو تستاء... لم تحصل أي مجادلة بين الزوجة وحماتها لأنها الآن تبدو أكثر لطفًا وأسهل فى التعامل معها.. فسلوك حماتها تغير، بتغير سلوك زوجة الابن، وبدأت تحبها كابنتها.. كانت دائمًا تخبر أصدقاءها وأقاربها عنها أنها أفضل زوجة ابن يمكن للمرأة أن تجدها، فأصبحتا وحماتها الآن كأم وابنتها.. الزوج أيضًا أصبح بغاية السرور لرؤيته ما يحدث.. وفي يوم ما ذهبت الزوجة لرؤية الطبيب وسألته المساعدة مجددًا كى يمنع السم من قتل حماتها، فلقد تغيرت إلى امرأة لطيفة، وأنها أحبتها كأمها، ولا تريدها أن تموت بسبب السم الذى أعطاها إيا." ابتسم الطبيب وأومأ برأسه وقال: "لا يوجد شيء تقلقي عليه، أنا لم أعطك سمًا، الأعشاب التي أعطيتك إياها كانت فيتامينات لتحسن صحة حماتك، السم الوحيد كان في عقلك وموقفك باتجاهها، لكن هذا كله اختفى بالحب الذي أعطيتيه لها" العبرة : هل أدركت أن طريقة معاملتك للناس هي تمامًا طريقة معاملة الناس لك؟ هل سمعت قول الحق عز وجل: "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"..