صدق أو لا تصدق: الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مدعو للتحقيق في "المخالفات" التي شهدتها الدورة الأولى من الانتخابات التي جرت الماضي، وتحديدًا في الدائرة الأولى ببورسعيد التي فاز بمقعدها المهندس هاني أبو ريدة، مرشح الحزب "الوطني" الحاكم، على خلفية "تجاوزات" منسوبة لعضو اللجنة التنفيذية ب (الفيفا)، والمكتب التنفيذي بالاتحاد الافريقي للعبة (الكاف). فقد توجه الناشط محمد السيد، مؤسس موقع "حماسنا" على الإنترنت، بصفته أحد الناخبين بدائرة بور فؤاد برسالة إلى جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم يشكو فيها مما اعتبره إساءة لسمعة (الفيفا) من جانب عضو اللجنة التنفيذية، ودعّم اتهاماته بالوثائق ومن بينها مقاطع مصورة كدليل على انتهاكات أبو ريدة، ومن بينها تحريض الأمن على اعتقال أنصار المرشحين المنافسين له، واستخدام "البلطجية" في ترويع الناخبين. ويصف موجه الشكوى نفسه في الرسالة بأنه "متمرس في كشف الحقائق ولم يكلفه أحد بذلك"، ويقول إن ما دفعه إلى كتابة تلك الرسالة والتوجه بها لرئيس (الفيفا) هو أنه "يكره الظلم، ويتمنى أن ينتهي الفساد في العالم"، وتابع في إشارة إلى ما قال إنها "تجاوزات" ارتكبها أبو ريدة من أجل الحصول على مقعد بالبرلمان، "لقد شاهدت فظائع خلال يوم الأحد في دائرة بور فؤاد". وجاء في نص الرسالة التي حصلت "المصريون" على نسخة منها: "السيد جوزيف بلاتر.. نتقدم بسيادتكم بشكوى رسمية ضد السيد هاني أبو ريدة مرشح الحزب الوطني الحاكم، في دائرة بورفؤاد، حيث قام باستئجار عدد من البلطجية ومسجلي الخطر في مديتنا الهادئة وقام بتحريض قوات الأمن لاعتقال جميع المناصرين لجماعة "الإخوان المسلمين" وحزب الوفد الليبرالي والمساندين لهما، وقد أرفقت لسيادتكم صورًا وملفات مرئية تبرز ما قام به السيد (هاني أبو ريدة) الذي أنفق ما يقارب مائتي ألف دولار من أجل تزوير إرادة الناخبين"، بحسب الرسالة. وحملت الرسالة اتهامات إلى عضو (الفيفا) بقمع إرادة الناخبين المؤيدين للمرشحين الآخرين عبر منعهم التصويت، واستخدام القوة ضدهم لمنعهم من دخول مراكز الاقتراع، واستغلال الأموال التي يتقاضاها أبو ريدة نظير عضويته ب (الفيفا) في الإنفاق على عدد من الشباب صغار السن، وتطويع عدد 16 "ميكروباص" لإرغام الموظفين على التصويت لصالحه، مشيرة إلى أنه "أنفقت مبالغ طائلة في هذا الجانب". واعتبرت الرسالة، أن هذا الأمر يسيء بشدة لصورة الاتحاد الدولي أمام المصريين، حينما يقوم أحد أعضائه بمنع الناخبين من أنصار منافسيه من دخول مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، واستغلال سيارات جمع "القمامة" المملوكة للدولة في حمل "البلطجية" من أتباعه، واستخدامها في الدعاية له بشوارع بورسعيد، فيما أُرفقت الرسالة بصور تظهر فيها صور الدعاية لأبو ريدة على عربات القمامة. وفي الختام قال موجه الرسالة لبلاتر: "هل توافقون على ظهور يافطات ومعلقات ضد "الفيفا" في محافظتي، أتوقع أن تشوه صورة هذا الكيان الكبير أمام الجمهور المصري والأفريقي إن لم تتقدموا بخطوات ثابتة لاتخاذ إجراء ضد هؤلاء الذين يدفعون المال لتزوير إرادة الجماهير"، على حد اتهامه. يشار إلى أن أبو ريدة غادر القاهرة أمس متوجهًا إلى سويسرًا للمشاركة في اجتماعات المكتب التنفيذي ل (لفيفا) لاختيار الدولتين المنظمتين لكأس العالم في دورتي 2018 و2022 المقررة اليوم الخميس، فيما قال إنها "مهمة وطنية" من أجل التصويت لتنظيم قطر النسخة المونديال في عام 2022, مؤكدًا أن قيامه بهذه المهمة نجاحه في إنجاز ما وعد به جماهير بورسعيد خلال الفترة المقبلة هو أفضل احتفال بالنسبة له، كما نقلت عنه صحيفة "الأهرام" أمس.