وصلتني رسالة من المهندس محمد حافظ، وهو نجل شقيق الكاتب الصحفي الكبير الراحل صلاح الدين حافظ، كتبها رثاء إلى عمه بمناسبة ذكرى رحيله التي كانت يوم 16 نوفمبر.. وسألنا ما إذا كان يمكنه نشرها في "المصريون".. وأنا تقديرا واجلال لمنزلة الراحل الكبير رحمه الله المهنية والإنسانية فإنني رأيت أن تكون هي افتتاحية عدد اليوم من الجريدة.. تقول الرسالة: "مر عامان على رحيلك ولا نزال نفتقد الى رأيك السديد وحكمتك الغالية فى تناول الواقع المريرولم يستطع احد ان يملأ الفراغ الذى تركته فى عالم الصحافة والإعلام فكم من المقالات قد قرأتها فى هذه الفترة وكم من الأحداث قد حصلت وكم من الأخبار قد قيلت وما يمر على كل ما سبق وإلا ويداهمنى دائما سؤال عن رأيك فى هذا الخبر أو الحدث وماذا كنت ستقول (كما عودتنا انا وأبى فى زياراتنا الإسبوعية) ويلح على خاطرى عن كيفية تناولك هذا الخبر فى مقالك الإسبوعى فى جريدة الأهرام بل واسرح بخيالى فأسأل نفسى هل سيُسمح يا ترى بنشر هذا المقال ام انه يحتوى على قدر من الصراحة والمكاشفة والنقد اكبر واعمق مما تتسع له صدور الرقباء وصفحات الأهرام وبالتالى سيمنع من النشروهذا مما يجعلنا متحفزين أنا وإخوتى وأبى فى البحث عنه والتساؤل فى اى جريدة نشر وعلى اى موقع يمكن ان نجده وهكذا دواليك كل اربعاء من الاسبوع، فقد كان قلمك قلم حق وصدق يقول كلمته غير عابء بتبعاته طالما كان فى خدمة الوطن الذى احببته حبا جما ودافعت عن حريته وحرية صحافته حتى أخر نفس تنفسته (رحمه الله عليك). نحن نفتقد رأيك فى ما يحدث للأهرام من انهياروتهافت للصحافة الحكومية والخاصة وتحكم الأمن فى القيادات الصحفية وكتاب الرأى وحتى عمال المطابع نحن نفتقد رأيك فى ما يحدث من جحيم فتنة طائفية وقودها البابا وكنيسته والضحية هى الوطن العليل الذى عاش ردحاً من الزمن لا فرق فيه بين مسلم ومسيحى وحارب الأحتلال تحت راية الهلال والصليب نحن نفتقد رأيك فى ما يحدث من استسلام كامل وخنوع مذل للإدارة الأمريكية و الإسرائيلية فى مفاوضات السلام التى هى اقرب ما تكون الى شروط اذعان واستسلام نحن نفتقد رأيك فى ما يحدث وسيحدث من تزوير إرادة الشعب والمعروفة بالإنتخابات والإستمرار على نهج سياسى بالٍ لم يعد له وجود فى العالم اجمع الإ فى منطقتنا الموبؤة بكل انواع الفساد السياسى والإقتصادى والإجتماعى نحن نفتقد رأيك فى ما يحدث من شطب كامل لتاريخ مصر الحديث فى مقاومة التسلط والإستبداد والنكوص على اعقاب الخبرة المصرية بمشروع التوريث الذى ابكر ببيع البلد الى حثالة رجال الأعمال ثم اصبح ببيع سيناء الى اليهود بعد ان حررتها دماء الشهداء الذكية واضحى بالتآمر على قضية فلسطين من اجل انفاذ هذا التوريث السقيم نحن نفتقد رأيك فى ما يحدث من التشويه الإعلامى الفضائى وسيطرة الأمن على الحوار والضيوف وكل عناصر المنظومة حتى اصبحت هذه البرامج مثالاً حيا على التغرير والتزوير نحن نفتقد رأيك فى ما يحدث من فشل حكومى ورئاسى فى حل ابسط مشكلات الشعب كالخبز والقمح واللحوم فأصبحنا نتسول لقمة العيش نحن نفتقد رأيك فى ما يحدث من نهب لثروات البلد العزيز من استيلاء على اراضى الدولة الى تصدير الغاز الثمين الى الكيان العدو نحن نفتقد رأيك فى ما يحدث من محاصرة الأشقاء فى غزة الحبيبة ومنع الزاد والزواد حتى ماتوا من القهر قبل الجوع والعطش نحن نفتقد رأيك فى ما يحدث من قتل للصحفيين فى العراق خاصة وباقى دول العالم عامة والتضييق على عملهم فى العالم اجمع حتى اصبحت مهنة الصحافة والرأى مهنة القتل والترويع نحن حقاً نفتقد الى صلابتك فى قول الحق ونفتقد كلماتك المضيئة على درب المصاعب التى كانت تهون علينا ظلمة الليل وطول الطريق فقد كنت ملهما لى شخصياً كما كنت ملهما لأجيال من الصحفيين الشرفاء الذين تيتموا على مائدة اللئام المفسدين فرحمة الله عليك ونور الله قبرك كما أضاءت كلماتك الحق فى وجه الظلم والفساد. مهندس/ محمد حافظ" انتهت الرسالة. تنويه: أولا اعتذر للسادة القراء الذين راسلوني الفترة الأخيرة على إيميلي الجديد المكتوب آخر المقال إذ اعتراه عطل تم تصليحه خلال أجازة العيد وهو الآن يستقبل الرسائل بشكل جيد ثانيا وصلني هذا التصحيح من الزميل المختص ب"سجينات الفقر" في برنامج واحد من الناس الذي يقدمه الزميل العزيز الأستاذ عمرو الليثي .. وكان على النحو التالي "بخصوص المقال المنشور باسم الكاتب محمود سلطان عن موضوع سجينات الفقر تم وضع رقم تليفون مغلق وهو 0119707522 والرقم الصحيح هو 0100000319 وذلك حرصاً على المصداقية مع القراء ورقم الحساب الخاص بمؤسسة واحد من الناس الخيرية 555666 البنك الأهلي فرع المقطم أحمد زكريا المنسق العام لبرنامج واحد من الناس" انتهى [email protected]