والله إن أي مطلع على ما يجرى على ارض المحروسة وبرغم ما يشعر به للوهلة الأولى من سواد الصورة المقترنة بما رأيناه من قهر واعتداء على بعض المتظاهرين الشباب وصفعهم وإهانتهم بأقذر سباب لا لشئ إلا لاعتراضهم على قانون مشبوه أطلقوا عليه قانون تنظيم التظاهر و لكن يبدو انه قانون لمنع التظاهر وتغافل هؤلاء بجهلهم أن قانونا شبيها حاول المجلس العسكري وبعده الإخوان وكلاهما فشل فإذا بمن يحكمون يصور لهم الغرور و ربما الجهل أنهم سيستطيعون أن يمرروا هذا القانون مستغلين ما يجرى من تصدى دموي لاى تظاهر للإسلاميين ورافضي الانقلاب على اعتبار أن باقي القوى الثورية ستتفهم ذلك وتوافق على تمرير هكذا قانون هذا بالضبط ما اعترف به احد إعلاميي الفتن صراحة فى عتابه على شباب الثوار لتظاهرهم ضد القانون فلم يستنكف الإمعة أن يصب غضبه على فصيل 6 ابريل لتظاهرهم موضحا أن القانون مفصل خصيصا للإخوان وهو يصرح بذلك دون حياء أو خجل فهل من عاقل يتصور أن دولة راشدة تصك قانونا لفئة من شعبها لقد تخيل هؤلاء أن الشعب ونخبه الثورية لازالت فى طور الضحك عليها وإثارة رفضها للإخوان لتنتصر الرغبة فى إقصاء الإخوان على الرغبة فى مستقبل أفضل لمصر قوامه عيش حرية عدالة اجتماعية. إن المراقب للحدث وما سبقه من أحداث فى طريقة تعامل الشرطة مع المصريين يجد أن الشرطة عادت بعد انكسار 28 يناير 2011 لا لتصحح علاقتها مع المصريين على أرضية العدالة و رفض القهر وإنما عادت وللأسف تحت عباءة الجيش للانتقام فلازلنا نرى للان أحاديث على الفضائيات تأتى بأشخاص لا يصلح إلا التشكك فى قواهم العقلية كما رأينا احدهم على فضائية ال سى بى سى يذكر نصا " خلاص طلع قانون التظاهر وبعد كدة بالجزمة" فبالله عليكم بماذا يمكن تقييم مثل هذا الحوار الذى اشهد ان المذيعة عارضته بشدة وهنا نتأكد ان الشرطة قادمة لتكون جزء اساسى من ثورة مضادة اقسى واعنف من نظام مبارك نفسه زهذا مانراه على الارض بعد فشل كل المبررات و الاكاذيب التى تحاول بها قوى الامن ترويجها لتحسين صورتها. عندما نرى اى بيان للداخلية ياتى من يناقضه ثم تثبت الايام ان البيان كاذب فالامس كان بيان الداخلية يتحدث عن 28 معتقل من المتظاهرين امام الشورى بينما ذكرت المواقع بالاسم بضع وسبعون شخصا بل ان احد النشطاء وكان متواجدا اما قسم اول القاهرة الجديدة ذكر ان بالقسم 33 معتقل خلاف من هم فى قسم ثالث فلماذا هذا الكذب و التخبط هل هو نتيجة ان جهاز الشرطة لا يعرف كيف يحصى معتقليه وفى هذه الحالة هل يؤتمن هكذا جهاز على امن مصر وان كان الجهاز يتعمد الكذب فهل يتصور ان مصر احدى جمهوريات الموز اليس من عاقل يثبت لهؤلاء ان المواطن صار يعرف الصدق من الكذب وانهم بافعالهم تلك يشعلون نيران الغضب فى قلوب كل المصريين لانهم يثبتوا انهم راس حربة الثورة المضادة وليسوا امن وحماية البلد. ان تلك الاعتراضات على مثل هذا القانون من قبل فصائل مختلفة من شباب الثورة هى نبض هذا البلد الذى يثبت ان مصر وشعبها لن يقهر ابدا وهى فرصة لتتلائم الجروح و الخصام وتتجمع كل قوى الثورة من اسلاميين واخوان و ليبراليين واقباط و غيرهم لبلورة الوضع على الارض حفاظا على مكتسبات ثورة يناير يجب ان يتسامى الجميع على خلافاته سواء ايديولوجية او دينية او غيرها ليتجمع شباب الثورة ويفشلوا مخطط مرسوم يجرى تنفيذه رافعا راية احنا شعب وانتوا شعب ليثبت هذا الشباب للعالم كله ان مصر شعبا واحدا ورفضه للقهر لم ينته وحلمه بمصر افضل لن يموت. استغرب من تصريحات البعض المثيرة للاستغراب فرغم ان هذا القانون سبق تعهد الحكومة باجراء حوار مجتمعى قبل اصداره فاذا به يصدر و يعتمد اصداره للاسف قاضى كان رئيسا لاعلى كيان قضائى وهو المحكمة الدستورية ورغم هذا الافتئات على الشعب يخرج عن البعض مثل السيد المستشار السياسى للرئيس المؤقت وكذا السيد رئيس الوزراء بل وانضمت اليهم السيدة وزيرة الاعلام ليوضحوا لنا بمنطق الفرمانات العثمانية ان هذا القانون يمثل هيبة الدولة فى استعداء سافر لدولة الامن لكل مخالف لمثل هذا القانون بالرغم من ان نفس هؤلاء هم من صدعوا رؤوسنا بحقوق الانسان والعدالة الانتقالية و .... و..... و الكثير من الشعارات الجوفاء ولم نرى من مثل هؤلاء من انتفض غضبا مثلما فعل البعض من اعضاء ما يطلق عليه لجنة الخمسين وهو ما ادى الى الافراج عن النساء و الفتيات المعتقلات مؤخرا دون الذكور فهل هذا احد بنود قانون التظاهر ام هو استرضاء واستجابة لاتصالات السيدة سكينة فؤاد وان كان الامر كذلك فاين تلك الغضبة عندما تعتقل فتيات حرائر ونساء فضليات نرى كيف يتم التعامل معهم سواء من قبل الاجهزة الامنية او من قبل المواطنون الشرفاء ليس الا لانهم من الاسلاميىن و الاخوان ومن يتحدث عن هؤلاء ويجرى الاتصالات للافراج عنهم مثلما حدث لغيرهم ولديكم حكم الامس بايداع متظاهرا قاصرات لدور الرعاية الاجتماعية والحكم بحد عشر عاما سجنا لفتيات فى عمر الزهورفالى الله المشتكى. لو اراد انسان او مجموعة ما افشال مخطط هذا الانقلاب لا يمكن ان ياتى بمثل ما ياتى به هؤلاء المنتسبين اليه سواء من تصرفات امنية على ارض الواقع تثبت عدم عصمة دماء المصريين او حياتهم او من تصرفات اعلامية مبالغ فيها تخصصت فى شيطنة الاسلاميين دون سواهم فى طائفية فكرية اصبح يدركها الكثير ممن كانوا فى السابق مشاركين فى حراك 30 يونيو وامتدادا الى ما نراه من تخبط وعجز حكومى وتجاهل التواصل مع الشعب كل تلك الاسباب ياتى بها من ينتسبون الى النظام فلماذا؟ اقول لكم ان شعب مصر مبارك مهما بدى للبعض غير ذلك ولان الله لايقبل الظلم و استباحة الدماء ولادراكه بطيبة اناس من هذا الشعب فنحن نرى مانراه من تخبط وصراع خفى فى صفوف السلطة فهذا فعل الله وليس فعل البشر فلا تستغربوا وتذكروا قول البارى " ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون" فعندما يتعامى النظام عن الشعب ومطالبه ويستبيح دماؤه ويقابل اعتراضات سلمية بهذه الطريقة الهمجية فلابد ان نرجو رحمة الله بمصر و شعبها وخصوصا فى ضوء هذا التخبط فبعد اعتقال معتقلى الشورى تعهد رئيس الوزراء بالافراج عنهم ثم تم الافراج عن الفتيات فقط دون الشباب خلافا لتصريح رئيس الوزراء فمن يملك القرار هل الداخلية ام رئيس الوزراء وفى نفس الوقت الذى نجد ايقونات ثورة يناير يتم تشويهها مثلما يحدث من اتهامات للقاضى الجليل المستشار الخضيرى ومثل التهم والاشاعات المثارة لغيره من شباب الثورة بما لايدع مجالا للشك ان هؤلاء يتصورون انهم سيقضون على ثورة يناير بتشويه ايقوناتها. اللهم اجمع قلوب المصريين على قلب رجل واحد والهمهم سبل الرشاد واللهم عليك بمن اراد بمصر واهلها سوءا فاللهم انتقم منه وارنا فيه عجائب قدرتك واللهم من حكم بظلم فاذقه ذل ظلمه فى الدنيا و الاخرة تحيا مصر حرة ابية بالمصريين و اليهم تحياتى درويش عز الدين