دعا حقوقي فلسطيني إلى محاسبة تل أبيب على استجلابها مئات المرتزقة من دول مختلفة في أوروبا للقتال ضد الشعب الفلسطيني، وهو ما كشفته معطيات نشرتها وكالة "قدس برس" استنادًا إلى تقرير قيد الإعداد للمرصد الأورومتوسطي. وأعاد مدير مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش، وجود مئات المرتزقة الأوروبيين الذين "يتطوعون" للخدمة العسكرية في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، ضمن قوات خاصة، شاركت في قتل المدنيين الفلسطينيين، لما يفعله "اللوبي اليهودي" من تحرك في كل مكان بالعالم. وبيّن الخفش في تصريحات خاصة ل"قدس برس"، الأحد (24|11)، أن ما يشيعه اللوبي في دول العالم، لا سيما الأوروبية، بأن فلسطين هي "أرض الميعاد لليهود" إلى جانب تضليل الشعوب والدعاية أحد الأسباب الرئيسية في وجود المرتزقة المتطوعين في جيش الاحتلال. وشدد الخفش على أن تلك الأساليب، تضليل الشعوب والدعاية، أمر مخالف للعرف والقوانين الدولية، مستغرباً: "ماذا يعني أن تُجَيِّشَ الناس لقتل أشخاص والمشاركة في الحرب داخل بلدان أخرى عبر دعايات دينية؟!". وأشار إلى أن الذين أدانوا "تنظيم القاعدة" وانتقدوها من باب أنها قامت بعمليات وشنت حروباً في داخل دول أخرى عليهم أن يتحركوا ضد دولة الاحتلال لأنها تمارش نفس "الجرم". وتابع الخفش: "دولة الاحتلال تحضر وتستجلب أشخاصاً من خارج البلاد للقتال والقتل داخل فلسطين"، مطالباً بمحاسبتها وأي دولة يأتي منها أي شخص لقتل الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة كافة بما فيها قطاع غزة، على حد تعبيره. وكان تقرير حقوقي أوروبي قد كشف النقاب عن وجود مئات المرتزقة الأوروبيين الذين "يتطوعون" للخدمة العسكرية في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، ضمن قوات خاصة، شاركت في قتل المدنيين الفلسطينيين، لا سيما في قطاع غزة. وبحسب معلومات حصلت "قدس برس" على أجزاء منها من تقرير شامل يعمل "المرصد الأورومتوسطي"، على إعداده؛ فإن منظمات، ترتبط بشكل مباشر بجماعات يهودية ومسيحية يمينية داخل الساحة الأوروبية، تقوم بتنظيم مشاريع وحملات في أوروبا لدعوة الأوروبيين للالتحاق بجيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وكذلك للانضمام إلى حملات دعم عمليات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. وتفيد المعلومات أن إحدى هذه المنظمات الفاعلة في "تجنيد" الشبان الأوروبيين للقتال في صفوف الجيش الإسرائيلي تدعى "ماحال" وتمتلك مكتبا لها في العاصمة البريطانية لندن، والتي تعمل على إرشاد الأجانب للالتحاق بالجيش الإسرائيلي من خلال تنظيم حملات إعلامية وتوعوية في الدول الأوروبية، حيث انضم الآلاف من المتطوعين من نحو أربعين دولة أجنبية، معظمهم من أوروبا.