أعرب محمود صادقي، الممثل الاقتصادي بمكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة عن توقعاته بأن يؤدي إعادة تشغيل الخط الجوي بين مصر وإيران إلى انتعاش حجم التبادل التجاري بين البلدين، والتي وصلت قبل التوقيع على اتفاقية إعادة التشغيل إلى 100 مليون دولار. وتتركز صادرات إيران من مصر على المنتجات الزراعية، خاصة البرتقال الذي يمثل أهمية كبيرة لدى الإيرانيين، وكذلك الرمان والتبغ وبعض المواد الصناعية في الوقت التي كانت إيران تصدر فيه المواد البتروكيميائيات لمصر، وسيارات البيجو التي كانت تركب قطعها بمصر والمكسرات. ونفي صادقي وجود أي استثمارات مصرية في إيران أو العكس، على الرغم من فتح باب الاستثمار في إيران منذ سنوات في مجالات الزراعة والبتروكيميائيات والصناعة والسياحة، ودعا رجال الأعمال المصريين إلى الاستثمار في إيران، مشيرًا إلى أنه سيتم منح تسهيلات لهم دون أي قيود أمنية. في المقابل، أشار إلى أن رجال الأعمال الإيرانيين يجدون العديد من الصعوبات في الحصول علي التأشيرات بمصر، على الرغم من تقديم العديد من الطلبات بشأن الاستثمار في مصر، موضحًا أن إيران تتمتع بمستو عال في المراكز الطبية وبأسعار رخيصة ودعا المصريين لرحلات السياحة العلاجية. وأشار إلى أن العديد من السائحين الإيرانيين يستعدون لزيارة مصر خلال الفترة المقبلة، فيما كان الإيرانيون كانوا يدخلون مصر عن طريق دول أوربية قبل استئناف الرحلات المباشرة بين الجانبين. وأكدت صادقي أن إيران لا يمكنها استقبال أي نوع من العمالة المصرية، لأن السوق الإيرانية مكتفية بذاتها، حيث يبلغ عدد الشعب الإيراني 70 مليون نسمة. من جانبه، أعرب السفير محمد جمال الدين بيومي الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب عن تفاؤله الشديد من قرار استئناف الرحلات الجوية بين مصر وإيران، لأن ذلك سيجلب العديد من الاستثمارات لمصر في هذا الوقت، خاصة وأنه مهيأة لجذب لاستثمارات إليها، في ظل تمتعها بالاستقرار وتوافر عوامل الجذب. وأضاف: على الرغم من سوء الأوضاع السياسية مع إيران ودول عربية، نتيجة احتلال إيران لجزر الإمارات وعدم اتسام إيران بالشفافية في برنامجها النووي، لأنها في حالة مشاغبة دبلوماسية، وهذا ليس ملائما لتلك المرحلة من العمل السياسي في مصر إلا أن مصر "عاقلة" وعندما توجد مصلحة مشتركة أنشأت خط الطيران على الرغم من وجود اعتراضات من دول أخرى. وقال إن هذه الخطوة تمهد لفتح لتبادل فتح سفارتين في كلا البلدين، معتبرا أن اعتراض الولايات المتحد على الخطوة غير منطقي، خاصة أنها تربطها علاقات مع مصر وليست من الجنون أن تدخل في توتر معها من أجل إعادة تشغيل خط الطيران بين القاهرو وواشنطن، موضحا أن العديد من الدول لديها سفارات لإيران بها مثل السعودية. وعن صعوبة دخول رجال الأعمال الإيرانيين إلي مصر، قال إن إيران لديها بنك إيراني بمصر، وهناك إيرانيون كثيرون موجودون بها ومصر لا تمانع في استثمارات إيرانية، لكنه عزا وجود صعوبات إلى المخاوف المتبادلة بين الجانبين، قائلا "إحنا لو رحنا (إلى إيران) مش هيدلعونا". وأشار إلى أن أسواق مصر مفتوحة في العالم، كأوربا والعالم العربي وإفريقيا، لأنها أصبحت جذابة للاستثمار ووضعها مغر لأي مستثمر، فهي تتصدر قطاع الغزل والنسيج والسياحة والخدمات. وأضاف إن هناك علاقات ودية تربط مصر بإيران فكثير من رجال الدين الإيرانيين يأتون لمصر والرئيس حسني مبارك استقبل الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، بما يوحي بمودة شخصية، لكن موقف إيران في الوضع الراهن عامل توتر في العلاقات بيتن الجانبين . وانتقد موقف طهران من قاتل الرئيس الراحل أنور السادات، من خلال تسمية أحد شوارع العصمة الإيرانية لديها باسم قاتله خالد الأسلامبولي، وقال إنه كمصري يرفض ذلك وأن يجب على إيران "ترضية" مصر عبر إزالة اسمه من على الشارع. من جهته، قال محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية إن تشغيل الخط الجوي بين مصر وإيران علامة علي التقدم في العلاقات وأن المؤشرات تشير إلى التحسن في العلاقات بين البلدين.