علمت "المصريون" أن الولاياتالمتحدة عرضت على مصر والسعودية مقترحًا يقضي باستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في ظل صعوبة العودة للمفاوضات المباشرة التي توقفت بعد أقل من شهر على انطلاقها في الثاني من سبتمبر الماضي، مع رفض حكومة بنيامين نتنياهو الاستجابة لضغوط واشنطن بوقف البناء الاستيطاني بالضفة الغربية. وتسعى واشنطن لتمرير مساعيها لإعادة الطرفين للمفاوضات غير المباشرة، عبر استغلال رغبة القاهرة والرياض في انخراط الفلسطينيين مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي حتى لا تمنح حالة الجمود الراهنة الفرصة لإسرائيل لفرض واقع جديد على الأرض، لاسيما في القدسالشرقية وأطراف من الضفة الغربية. وكشفت مصادر دبلوماسية ل "المصريون"، أن هذا المقترح قد يطرح على اجتماع طارئ للجنة المبادرة العربية المرجح انعقادها على هامش الاجتماع القادم لمجلس وزراء الخارجية العرب بالقاهرة الذي دعت إليه قطر بشكل طارئ. غير أن المصادر استبعدت تبني العرب موقفا من المقترح قبل انتهاء المهلة التي منحتها القمة العربية بمدينة سرت الليبية في التاسع من أكتوبر للإدارة الأمريكية للضغط على إسرائيل لانتزاع قرار بتجميد الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدس، وهو أمر لا يتوقع استجابة الجانب الإسرائيلي له على المدى القريب. ومن المقرر أن تعقد لجنة المتابعة العربية اجتماعا خلال شهر من تاريخه للنظر في البدائل التي طرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) للتحرك، إذا فشلت الجهود الرامية لإنقاذ المفاوضات. وبحسب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، فإن عباس أبلغ القادة العرب في حال فشل المفاوضات المباشرة المتعثرة بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان، بأنه سيتم "التوجه للولايات المتحدة كي تعترف بدولة فلسطينية على حدود الأراضي الفلسطينية بما فيها القدسالشرقية". وأشار إلى أن هذه البدائل تتضمن كذلك "أن تقدم فلسطين بصفتها عضوا مراقبا في الأممالمتحدة، طلبا إلى الجمعية العامة ومجلس الأمن للاعتراف بها كدولة وعضو في الأممالمتحدة". من جانبه، رجح الدكتور طارق فهمي الخبير بالمركز القومي للدراسات الشرق الأوسط أن تكون المفاوضات غير المباشرة هي القناة الوحيدة المتاحة أمام الجانب الفلسطيني في ظل إصرار الحكومة الإسرائيلية على تمديد قرار تجميد البناء الاستيطاني، وهو أمر قد يجعل عودة عباس إلى المفاوضات المباشرة أمرًا شديد الصعوبة.