انتقد سياسيون ونشطاء حقوق الانسان الاحزاب السياسية واتهموها بعدم تبنى برامج اصلاحية حقيقية وانشغالها بالصراعات الداخلية مما افقدها شعبيتها وجعلها عاجزة عن القيام بدورها فى مواجهة الحزب الوطنى الحاكم. فيما وصفها البعض الاخر بانها مجرد " ديكور" للديمقراطية و" سند" لاستمرار الحزب الحاكم فى الحياه السياسية. واكدت ندوة " ازمة الممارسة الديمقراطية داخل الاحزاب المصرية" والتى عقدتها مؤخرا الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطى ان الاحزاب رغم كثرتها وتباين اتجاهاتها لم تستطع التخلص من عيوب النشأة وفشلت فى احداث حراك سياسى طوال فترة التجربة الحزبية التى تجاوزت ربع قرن من الزمان. ولفت المشاركون فى الندوة الى الدور الذى تلعبه جماعة الاخوان المسلمين فى الحياه السياسية وقالوا انها استطاعت فى فترة وجيزة ان تحدث حراكا سياسيا وتحقق جماهيرية شعبية وزيادة فى التمثيل البرلمانى فى حين عجزت الاحزاب عن ذلك وطالبوا بانشاء حزب سياسى لجماعة الاخوان المسلمين وصنف الباحث بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكى الاحزاب الى نوعين الاول " احزاب الدكاكين" وهى احزاب – فى رأى الشوبكى – تنشأ لرغبة السلطة فى تمرير احزاب ليست لديها القدرة على احداث اى حراك سياسى والثانى "احزاب رئيسية" وهى تمثل تيار سياسى وضرب لذلك مثلا باحزاب الوفد والتجمع والناصرى الا انها تفتقد للنظام المؤسسى ولفت الى المشاكل التى تعانيها الاحزاب السياسية خاصة بعد رحيل زعمائها ومايحدث بها من صراعات على الرئاسة مؤكدا ان تلك الصراعات عملت على افراغ الاحزاب من دورها الحقيقى وهو معارضة موضوعية فى مواجهة الحزب الحاكم. فيما لفت نائب مدير مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور وحيد عبد المجيد الى صعوبة تقييم اداء الاحزاب فى مصر خاصة وانه لاتوجد قاعدة بيانات داخل الاحزاب معتبرا ان بعض الاحزاب تلعب دورها فى تجميل الحزب الحاكم الذى اتخذها كديكور للديمقراطية فى حين انه توجد مصالح تربط بين بعض قيادات الاحزاب وبين قيادات النظام السياسى. وانتقد الاحزاب واتهمها بعدم نشر الثقافة الديمقراطية فى البلاد وهى المهمة الرئيسية التى يجب على الاحزاب القيام بها وذلك حسبما يرى الدكتور عبد المجيد الذى لفت الى دور جماعة الاخوان المسلمين فى الحراك السياسى الذى شهدته الساحة السياسية فى الآونة الاخيرة مؤكدا على ضرورة الزام الجماعة بانشاء حزب سياسى معتبرا ذلك نوعا من التحدى للجماعة التى لن تقبل – حسب عبد المجيد – بحزب سياسى نظرا لحرصها على التنظيم السرى. فيما شن المفكر السياسى والقيادى بحزب التجمع عبد الغفار شكر هجوما حادا على الاحزاب البالغ عددها 23 حزبا وقال ان اغلبها لاتعبر عن اى اتجاه او قضية او مبدأ نافيا ان تكون تجربة التعددية الحزبية فى مصر قد اثبتت نجاحا معتبرا اياها مناورة من الحزب الحاكم لتجميل صورته. وحمل شكر الذى تحدث الى ندوة " الاحزاب المصرية فى مهب الريح" والتى عقدها مؤخرا مركز رامتان بمتحف طه حسين قيادات احزاب المعارضة مسئولية عدم ممارستها لهامش الديمقراطية المتاح لها فضلا عن ماسماه بحالة الجمود فى نخبة القيادات الحزبية التى اتسمت بالديكتاتورية واحتكار السلطة مما انعكس سلبا على اداء الاحزاب وتدهورها. وشدد شكر على ضرورة اعادة الاحزاب لترتيب اوراقها الداخلية بالشكل الذى يجعلها قادرة على اجبار النظام على التغيير والاستجابة للمطالب الشعبية فى اسقاط مااعتبره ترسانة القوانين المقيدة للحريات