اعتبر الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، أن الوضع التعليمي في الأزهر لا ترضي عنه قيادات الأزهر ونسعى بكل جهد إلى تطويره ليكون مناسبا للعصر الذي نعيشه، مشيرًا إلى تشكيل لجنة من كبار الخبراء في المناهج والتربية وفي كل التخصصات المتعلقة بالعملية التعليمية من علماء الأزهر وخارجه من أجل وضع مناهج تعليمية جديدة تواكب مرحلة التطور. وأوضح شومان أن هؤلاء العلماء لديهم تعليمات محددة بضرورة حذف الحشو من المناهج وتقليل عدد المواد التي يدرسها الطلاب ودمج البعض لتخفيف المناهج فهناك مواد مثل الحديث والسيرة والتفسير يمكن دمجها، مؤكدا أن العام المقبل سيشهد مواد جديدة للصف الأول الإعدادي والثانوي وسيتم طرح المواد الجديدة سنويا. جاء ذلك خلال افتتاح وكيل الأزهر بحضور اللواء محمود عتيق محافظ سوهاج والشيخ جعفر عبدالله رئيس قطاع المعاهد معهد الشيخ محمود عنبر النموذجي بطهطا وسط حضور شعبي ورسمي من أهالي سوهاج. وتابع شومان قائلاً: "إننا في الأزهر نسعى لتطوير المعاهد الأزهرية من حيث تحسين الحالة التعليمية والتركيز على التدريب بكافة أنواعه الإدارية والعلمية والمالية والفنية فقد اكتشفنا وجود خلل في الفكر الإداري لدى القائمين على المناطق والمعاهد وأن لديهم صلاحيات كثيرة لا يستخدمونها". وأضاف: "أننا بدأنا مرحل إدارية جديدة للقضاء علي المركزية من خلال إصدار حزمة من القرارات كان أولها القرار الخاص بالإجازات من أجل التخفيف على أبناء الأزهر وسيظل التيسير هدفنا بما لا يخالف القانون وفي إطاره". وأشار إلى "أننا درسنا ظاهرة التحويل من الأزهر إلى التعليم العام ووجدنا أن أولياء الأمور يشتكون من كثرة المناهج ووضعنا تصورا لحل هذه المشكلة"، مبشرا الجميع بأن أولياء الأمور سيعودون وبكثافة إلى إلحاق أبنائهم بالتعليم الأزهري ولفت وكيل الأزهر إلى أن الأزهر وضع اشتراطات جديدة لإنشاء المعاهد تحقق الاستفادة الكاملة ورعاية مصالح المجتمع ككل ولن يتم النظر إلى إنشاء أي معهد يخالف تلك الضوابط لأن هدفنا الأساسي هو مصلحة الأزهر. وخلال الافتتاح قال وكيل الأزهر، إنه أحد خريجي هذا المعهد العريق الذي تتلمذ فيه علي أيدي مجموعة من العلماء الأجلاء الذين وهبوا حياتهم من اجل خدمة العلم ونهضة الأزهر. وبشر شومان الحضور بأن المرحلة المقبلة من تاريخ الأزهر ستشهد انطلاقة علمية غير مسبوقة تعيد للأزهر مكانته، لافتًا إلي الزيارات الميدانية التي يقوم بها قطاع المعاهد ستساهم كثيرا في تحقيق تلك الأهداف. ووجه وكيل الأزهر الدعوة لرجال الأعمال وأهل البر والإحسان في مصر إلى التوجه إلى الأعمال الخيرية التي تخدم المجتمع ليس فقط بإنشاء المعاهد الأزهرية أو المساجد بل في كافة المجالات، فإصلاح الطريق لا يقل خيرية عن إنشاء مدرسة أو معهد فمصر الآن تمر بمرحلة تحتاج منا جميعا أن نتكاتف ونعطي في كافة المجالات وننظر إلى احتياجات المجتمع الفعلية ونسعى لتلبيتها. وقال اللواء محمود عتيق محافظ سوهاج إن سعادته لا توصف بمشاركته في افتتاح المعاهد الأزهرية الجديدة والتي تعد مصابيح النور لمصر بعلمائها وخريجيها الذين يعدون المثل والقدوة لأبناء مصر. وقال الأنبا أشعيا أسقف طهطا وجهينة إن افتتاح المعاهد الأزهرية في ربوع مصر أصبح أمرًا هامًا وضروريًا في تلك الظروف التي يمر بها الوطن، لأن معاهد الأزهر تحارب ثلاثة أمور الأول الجهل الذي يعد ألد أعداء البشرية، فما تقدمه معاهد الأزهر من استنارة علمية تقضي على الجهل بالدين أو الجهل بأمور الحياة، والأمر الثاني محاربة الثقافات الهابطة التي ترد إلى مجتمعاتنا من الخارج وهي لا تليق بما تربينا عليه. وأوضح أن الأمر الثالث يتمثل في محاربة الفكر الغريب فمصر شهدت مؤخرا تخبطا في الأمور الدينية وكان الأزهر حصن مصر وله اليد العليا في مواجهة هذا الأفكار بميزان الحق والعلم، موجها التهنئة للأمة للشعب المصري بمناسبة العام الهجري الجديد.