قال مسؤول كبير في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر اليوم الثلاثاء إنه ليس معروفا بعد ما اذا كان الرئيس المصري حسني مبارك سيرشح نفسه لولاية جديدة نافيا أن يكون هناك اجماع او اتفاق على شخصية بعينها تخلف مبارك. وقال علي الدين هلال أمين عضو مكتب الامانة العامة وأمين الاعلام بالحزب في مقابلة مع "رويترز" "تصور ان الموضوع حسم وتصور ان الرئيس لن يرشح نفسه غير معروف"، مشددا على أنه لا يوجد "اتفاق وإجماع او إستراتيجية" معدة سلفا بشأن منصب الرئاسة في الوقت الحالي. وانتقد هلال ما تتناقله وسائل اعلام حول إمكانية ان يكون جمال مبارك نجل الرئيس مبارك وأمين لجنة السياسات بالحزب الوطني الاقرب لخلافة والده قائلا "هذا كمين نصبته بعض اجهزة الاعلام وبعض الاحزاب لفرض اجندة من الاهتمامات على الحزب الوطني". وبينما أكد هلال على ان مبارك هو المرشح الوحيد للحزب الحاكم "في هذه اللحظة" إلا انه اشار أن هناك عددا لا محدود من المرشحين يمكن أن يتولى المنصب اذا لم يقرر الرئيس الترشح. وقال "المرشح سيكون أحد رجال الدولة.. أحد الاشخاص المعروفين لدى الرأي العام والذي لديه سجل سياسي في التعامل مع القضايا العامة". ولم يؤكد هلال أو ينف امكانية أن يكون جمال مبارك أحدهم. وعن استعدادات الحزب للانتخابات البرلمانية المقبلة قال هلال إن الحزب يسعى لحصد الاغلبية مشيرا الى ضرورة أن تكون هناك احزاب قوية بالبرلمان. واضاف "اتمنى ان تكون هناك معارضة قوية في البرلمان... بحيث تشعر الاغلبية دائما انها تعمل في ظل رقابة وفي ظل متابعة من جانب الأحزاب". وعن حظوظ جماعة الاخوان المسلمين، التي احتفظت بعشرين في المئة من مقاعد مجلس الشعب المنتهية ولايته، في المجلس المقبل قال هلال إن الناخبين يمنحون اصواتهم لمن يقدم لهم الخدمات. واضاف "هناك روافد سياسية مختلفة ترى أن اداء هؤلاء النواب (اعضاء جماعة الاخوان) في البرلمان لم يكن على المستوى المطلوب". وحول دعوات من قوى سياسية وشعبية مصرية معارضة منها حزب الجبهة الوطنية والجمعية الوطنية للتغيير لمقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة، قال هلال "لا احد سيقاطع، كل الاحزاب نازلة الانتخابات". وهون هلال من تهديد الجمعية الوطنية للتغيير التي يتزعمها محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي يشجعه انصاره على خوض سباق الرئاسة في مصر باللجوء الى "العصيان المدني السلمي" في حال عدم تحقيق مطالب الجمعية بإجراء انتخابات حرة ونزيهة. وقال هلال "هذا الكلام يعبر عن رأي شريحة من المثقفين... الغلطة التي يقعون فيها هي تصور ان الذي يؤمنون به هو ما يريده الشعب" مشيرا الى أن "احدا من الناس لن يستمع لهم" لانشغال الناس بهمومهم الحياتية على حد قوله. كما هون هلال من جمع توقيعات شعبية لصالح الجمعية لدعم مطالبها قائلا: "لو اراد الحزب الوطني ان يجمع خمسة ملايين توقيع في اسبوع لفعل" في اشارة الى تصريحات بإقتراب جملة التوقيعات لصالح الجمعية الوطنية للتغيير من حاجز المليون توقيع. ومن المتوقع ان تجرى الانتخابات البرلمانية في مصر نهاية العام الجاري والرئاسية العام المقبل. وشهدت الانتخابات البرلمانية السابقة أحداث عنف لاسيما في جولتيها الثانية والاخيرة واسفرت عن فوز جماعة الاخوان وهم أكبر تكتل معارض في البلاد بما يزيد على ثمانين مقعدا في سابقة لا مثيل لها في الحياة البرلمانية المصرية. ويخوض أعضاء جماعة الاخوان المحظورة الانتخابات كمستقلين. واجريت تعديلات دستورية عامي 2005 و2007 يقول معارضون ومحللون إنها فرضت قيودا تجعل من الصعب ترشح مستقلين مثل البرادعي وأعضاء جماعة الاخوان المسلمين للمنصب الذي يشغله مبارك منذ عام 1981.