فوجئت وفُجعت بنبأ وفاة تلميذي العزيز الأستاذ الدكتور سليمان الخطيب الذي كان لي شرف مناقشته في مشروع رسالة الدكتوراه بجامعة عين شمس بإشراف الأستاذة الدكتورة فوقية حسين تلك العالمة الرائعة التي كانت خصما لدودا للدكتور عاطف العراقي ولغيره من الرافضين للفكر الإسلامي ولا سيما الفكر الحضاري الذي يؤصِّله المهندس الكهربائي الجزائري مالك بن نبي. وقد كانت الرسالة معبِّرة عن انغماس سليمان الخطيب في فكر مالك بن نبي وإدراكه لأعماقه وتحليلاته، وقد كنت كمناقش خارجي أكثر الناس محاورة له ومناقشة لأكتشفه وأكتشف ملكاته وأرضيته الثقافية والفكرية. وقد تبين لي أنني لست أمام طالب دكتوراه وإنما بإزاء إنسان استطاع أن يكوِّن لنفسه فكرا ورسائل وغايات ، وأن يحدد في المجال الأكاديمي مجاله الذي يبدع فيه ويقود فيه غيره .. ومن هنا بدأ أسلوب الحوار يرتفع، وأدركت أنني أمام مالك بن نبي صغير في طريقه إلى الصعود. وتوطدت بيننا العلاقة عائلية بعد الدكتوراه التي حصل عليها بجدارة واستحقاق وليس عن مجاملات يعرفها الوسط الأكاديمي الآن للأسف الشديد. ولم يخيب سليمان الخطيب ظنِّي فيه، فعلى مدى امتداد عمره القصير دخل معركة الإيدولوجيات بقوة ونشر الفكرة الحضارية الإسلامية في المجالات العلمية والإعلامية. وكان له حضوره الذي لا ينكر، كما أنه -من خلال موقعه كرئيس لقسم الفلسفة بكلية دار العلوم بالمنيا- كوَّن مدرسة فكرية، وهي تلك المدرسة الحضارية الإسلامية النابعة أصلا من فكر مالك بن نبي مهندس الحضارة الكبير -رحمه الله.. ورحم تلميذه وتلميذنا العظيم.. سليمان الخطيب.