علمت "المصريون"، أن الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيعود إلى القاهرة قادمًا من فيينا خلال الأسبوع الثالث من شهر رمضان الحالي، لاستئناف نشاطه السياسي ودعم حملة التوقيعات علي المطالب السبعة الخاص بالتغيير والإصلاح في مصر. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه البرادعي، الذي يتبنى حملة شعبية للتغيير في مصر لشبكة CNN الأمريكية، أنه يرغب في تحويل الحكم في مصر من نظام قائم على "الفرعون الواحد" إلى "دولة مؤسسات"، وقال إنه يرفض أن يكون "فرعونًا جديدًا" في سلالة الحكام المصريين، رافضًا المشاركة في انتخابات الرئاسة دون توافر الفرص المتكافئة أمام مرشح الحزب "الوطني". وأعلنت مصادر مقربة من البرادعي، أنه سيلتقي عقب عودته مع أنصاره وكوادر حملته للترشح لانتخابات الرئاسة على مائدة إفطار، وإن كانت لم تحدد بعد مكان وموعد الاجتماع الذي سيخصص لدراسة الحملة الجديدة التي سيطلقها أنصار البرادعي لدعم مطالبه التغيير، تحت شعار: "نتغير ونغير". وكشفت المصادر، أن البرادعي يعتزم استئناف جولاته الميدانية بالمحافظات عقب عودته، بعد زيارتين سابقتين إلى الدقهلية والفيوم، والمشاركة في وقفة احتجاجية بالإسكندرية احتجاجا على مقتل الشاب خالد سعيد، وستكون وجهته هذه المرة إحدى محافظات الصعيد- التي لم يسمها- وسيكون ذلك بعد انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك، لدعم الحملة المطالب السبعة للتغيير وجمع التوقيعات الشعبية على بيان التغيير. ويسعى البرادعي عبر الحملة الجديدة: "نتغير ونغير" إلى حشد الإجماع الوطني حول مطالب التغيير التي يطرحها، وعلى رأسها إلغاء القيود المفروضة على ترشح المستقلين إلى انتخابات الرئاسة، وسيكون ذلك عبر العديد من الفعاليات، من بينها تنظيم وقفات احتجاجية، فيما يهدف من ذلك إلى إيجاد دعم لفكرة التغيير في مصر، وإبلاغ رسالة للنظام بأن مطالب التغيير هي في الأساس مطالب شعبي وليست نخبوية. وسيقوم أنصار البرادعي بجولات ميدانية في جميع أنحاء مصر، في إطار ما يعرف بحملة "طرق الأبواب" للالتقاء بالمواطنين في المنازل، وشرح أهداف حملة التغيير، بغية حشد التأييد الشعبي لمطالب التغيير، وجمع مزيد من التوقيعات عليها، إضافة إلى تنظيم أمسيات ثقافية وفنية بالمحافظات، بحضور عدد من الفنانين والمثقفين الداعمين لعملية التغيير، بهدف إكساب الحملة بعدًا جماهيريًا. من جانبه، أكد الدكتور مصطفى النجار، القيادي بالحملة المستقلة لدعم البرادعي، أن الهدف الأهم من الحملة نشر ثقافة التغيير في مصر، وإنهاء حالة السلبية التي عانت منها مصر طوال العقود الماضية، وحث المواطنين علي أن يكونوا إيجابيين عبر المشاركة في التغيير الذي يسعى إلى إنهاء عقود من الحكم الدكتاتوري. وأوضح في تصريح ل "المصريون" أن الحملة ستتضمن مشاركة أطفال وصبية فيها للمرة الأولى، للتأكيد على أن التغيير هو مطلب أساسي لجميع المصريين وليس لشخصيات بعينها، مرجحا أن تنجح هذه الحملة في دعم ثقافة التغيير وإحداث طفرة في حملة التوقيعات على المطالب السبعة. إلى ذلك، قال البرادعي في تصريحات لشبكة CNN- نشرت على موقعها باللغة العربية- في رده على سؤال عما إذا كانت مصر في حاجة إلى زعيم مستعد ليكون جبارًا، "هذا هو بالضبط ما أرغب في تغييره.. من نظام قائم على الفرعون الواحد إلى نظام يقوم على المؤسسات،" وتابع" الناس لم يتاحوا لتلك اللهجة.. يريدون أن ينظروا إلي على أني فرعون جديد، ولكن هذا ليس ما أنا عليه". واعتبرت CNN، أن وصول البرادعي إلى مصر، بث حالة من الارتباك في المشهد السياسي، في بلد الاستبداد فيه قديم قدم الأهرامات الفرعونية نفسها، ووصفت الرجل الحائز على جائزة نوبل للسلام، بأنه يعد واحدًا من أبرز الشخصيات في مصر، وعلى المسرح العالمي، وقد برز كمنافس محتمل للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في خريف عام 2011. وقالت إن كثيرًا من المصريين يتطلعون إلى البرادعي، باعتباره الرجل الذي سيحول أكبر أمة في العالم العربي، إلى عهد جديد من الديمقراطية، بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من حكم حسني مبارك الاستبدادي، لكنها تقول إن توقعات الناس المتزايدة يمكن أن تكون عائقًا كبيرًا أمام البرادعي في إطار محاولاته لإصلاح النظام السياسي في مصر، والذي أرسيت دعائمه قبل نحو 30 عامًا. وأعاد البرادعي في تصريحاته التأكيد على تطلعه لدعم المصريين الراغبين في أن يكون قائدًا لمسيرة التغيير في البلاد: "لم أقل لهم (المصريون) إنني قادم كي أقود.. لقد جئت لتقديم يد المساعدة.. لكن اتضح أنهم يريدون مني أن أقود.. قلت لهم إنني على استعداد للقيادة ولن أخذلهم، بشرط أن أحظى بدعم الناس وعونهم". وفي إشارة إلى التوقعات التي يتطلع إليها المصريون لتحقيقها، يقول: "لقد خلق مستوى الإحباط والخوف واليأس عندا الناس وهما بأن شخصًا واحدًا يمكن أن يحقق كل ذلك،" التغيير، ويضيف "هذه هو حقا المشكلة الرئيسية التي تواجهني هنا، هي في أن أجعلهم يفهمون أن علينا أن ننظم أنفسنا بشكل جذري". ويقول إنه على استعداد للذهاب إلى أبعد مدى يمكن الوصول له، في حال تأكد أن الانتخابات الرئاسية في مصر ستكون حرة ونزيهة، غير أنه قال "لن أعطي النظام الشيء الوحيد الذي يفتقر له، وهو الشرعية، وأضاف: النظام "سيرغب في أن أرشح نفسي وأحصل على 30 أو 40 في المائة من الأصوات، ثم يصافحونني ويقول لي: حظا أوفر في المرة المقبلة، لا هذا ليس ما أنوي القيام به.. سأرشح نفسي فقط عندما يكون هناك فرص متكافئة".