تجرؤ مفزع ومخزي ومقلق على الدين الإسلامي،ليس من أعداء الله فحسب بل ومن الذين ينطقون باسم الدين،إنك لتصاب بالعجب عندما ترى دكتورا بشريا يفتى للفلاح ويوجهه كيف يزرع أرضه وكيف يحافظ على زرعه و...و... وهو لم يمارس الفلاحة يوما واحدا في حياته،والكل سيضحك على موقف الدكتور ،بل وسيعارضه بل سيفضح في جميع وسائل الإعلام ليصبح (اللبانة) التي يلوكها الإعلاميون،هذا إنكار له مسوغ وهو أمر طبيعي لأن الدكتور المحترم باشر وتدخل فيما لا يعنيه دون أن يباشر الفلاحة بنفسه،وقل ذلك الكلام فيمن يتدخل فيما لا يحسنه ويجيده.. لكن لا يحدث ذلك عندما نرى الجميع يتكلم في دين الله بغير علم ،حتى إنك ترى الذين يخالفون الدين بأفعالهم قبل أقوالهم يتكلمون ويفتون ويحكمون على المتدينين بطريقة صارخة وفاضحة ولا يستحون من عور كلامهم ولا من عور منظرهم فعورتهم مكشوفة حسيا ومعنويا وبعد ذلك يتكلمون في الدين هذه لقطة أولى. أما اللقطة الأشد خطورة أن يستباح الدين وتستباح الأعراض بل والدماء باسم الدين وكأننا نوقع على قول العامة خذها من عالم واطلع سالم .ما سلمت أنت ولا سلم من أخذت منه إن كان يريد كل واحد منهم أن يأكل بدينه أو يتاجر بدينه أو يحارب الدين باسم الدين ...وكله بالدين!!!. إننا في زمن الرويبضة،حيث يتكلم التافه في أمر العامة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ ، يُصَدَّقُ فِيهِنَّ الكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهِنَّ الصَّادِقُ ، وَيَخُونُ فِيهِنَّ الأَمِينُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الخَائِنُ ، وَيَنْطِقُ فِيهِنَّ الرُّوَيْبِضَةُ"(رواه الحاكم في المستدرك (4/465) ، وقال : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، ووافقه الذهبيّ .
قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : المَرْؤُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ العَامَّةِ . إنهم أئمة الضلال ، ومن والاهم ، الذين ابتليت بهم هذه الأمة ، وأتباع الأهواء والشهوات ، وقادة الضياع الفكري ، والانحراف السلوكي ، والفساد والإفساد الأخلاقي في الأرض ، يؤازرهم المنافقون المتشدّقون ، والجهلة بدين الله ، الذين قد يلبسون لباس العلم والهدى ،ولكنهم يبيعون دينهم بعرض من الدنيا ، يستخدمون علمهم لتبرير الفساد ، والتماس الأعذار للسقوط والانحراف ، وخلط الحق بالباطل ، حتى تضيع معالم الحلال والحرام ، والمعروف والمنكر في نظر العامة..
ويتصدر هؤلاء ميادين العمل الاجتماعي ، والمسئوليات الكبرى ، في الوقت الذي ينزوي الأخيار عن الساحة ، أو يفرض عليهم الإقصاء ، ويصبح أهل الحق قابضين على الجمر ، يحاربون من أقرب الناس إليهم ، ولا يجدون على الحق أعواناً .. وتنقطع الجسور بين أولي العلم والبصيرة بدين الله ، والغيرة على حرماته ، وبين هؤلاء من أولي الظلم والقهر ، الذين يمسكون بزمام الأمور ، فلا يبقى بينهم إلا التنازع والصراع ، الذي ربما يخفت تارة ، ويتأجج تارة أخرى ، وتكثر الخروق في سفينة المجتمع وتتسع، لينطق الجميع علموا أو جهلوا باسم الدين،وكله بالدين!!.