تمر هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لإنسحاب الجيش السوري من لبنان إنسحاباً لا يليق بما قدمه جنود هذا الجيش من تضحيات في سبيل حماية وطنهم وشعبهم. وقد جاء هذا الإنسحاب كنتيجة منطقية لتراكم هائل من الأخطاء ارتكبتها القيادات السياسية والأمنية لم يجد بداً من أن يعترف بها الرئيس السوري بشار من مجلس الشعب السوري كمسوغ للإنسحاب. وحتى هذه اللحظة لم يرشح أي خبر أو توجه لمحاسبة المسؤولين عن تلك الأخطاء والتي ما يزال الشعب السوري يدفع ثمناً غالياً بسببها. ماذا يعني أن تعترف الدولة بأخطاء جسيمة في الاستراتيجية والتنفيذ ثم لا تقوم بمحاسبة المسؤولين عن ذلك؟ وأي إشارة سوف يبعث للداخل السوري وخارجه ذلك التردد والإحجام عن كف يد المسؤولين عن أكبر فشل يواجه السياسة السورية منذ أكثر من عقد من الزمن. والعجيب أن المسؤولين السياسيين والأمنيين الذين نشطوا في لبنان خلال العقد الماضي وجدوا لأنفسهم مستقراً آمناً في بيرقراطية الدولة وتنقل بعضهم إلى مناصب أكثر حساسية وأهمية. كان الله في عون الجندي السوري قبل الإنسحاب وبعد الإنسحاب. وكان الله في عون شعبنا المصابر والمكافح وهو يحتمل كل يوم مالاتطيقه الجبال. إن تزايد الضغوط على النظام السوري تبرز الحاجة الملحة أكثروأكثرلإدارة سورية شفافة وصادقة مع نفسها وشعبها. فلا معنى على الإطلاق أن نعترف بالأخطاء إذا كنا غير مستعدين لمحاسبة ومراقبة من ارتكبوها.