في المرات السابقة التي اقيم فيها الدوري العام بنظام المجموعتين حصل الأهلي والزمالك بالفعل على البطولة، والذين يقترحون حاليا هذا النظام لم يقولوا إن القطبين سيبتعدان، لكنهم يريدون منافسة قوية تستمر حتى النفس الأخير من الدوري حتى يتمتع الجميع باثارة وقوة المباريات.وصول الفريقين الأولين من كل مجموعة إلى المربع الذهبي ثم لعب دوري بينهم ذهابا وايابا سيجعلنا نتابع طوال الموسم دوريا من بطولتين، كفاح يبدأ من أول مباراة للوصول إلى المركزين الأول والثاني من كل مجموعة، ثم صراع محموم بين النجوم الأربعة للحصول على الدرع. ونتمنى أن يكون ذلك مقرونا بتحديد قائمة كل فريق بخمسة وعشرين لاعبا فقط حتى نوفر نوعا من التوازن بين جميع الأندية، ولا نجد لاعبين نجوما لا يلعبون بسبب ان المدربين يميلون دائما الى تثبيت التشكيل، وعدم المغامرة بلاعب جديد مهما كان اسمه ما دام الاساسيون يؤدون جيدا. زحمة القائمة تجعلنا نخسر اسماء كبيرة ونجوما متلألئة ترضى رغما عنها ان تتشمس وتقبض راتبها وقيمة عقودها راضية مضحية بمجد صنعته عندما كانت تلعب مع فرق أخرى. وجود 25 لاعبا فقط سيحد من التهام الأندية الكبيرة للأندية الأقل في الامكانيات بوصفها اسماكا صغيرة، وسيوقف المساسرة مثل تامر النحاس عند حدود معينة من الاغراءات التي يقدمها للاعبي الاندية للعب في الأهلي والزمالك وانبي! اصلاح الدوري ومكافحة الفساد يتطلب من الدولة أن تراقب بعض رجال البزنس الذين يصرفون ببذخ على كرة القدم ويتكفلون بالصفقات لحساب بعض الأندية.. يجب تفعيل السؤال التاريخي "من أين لك هذا؟".. فلا يعقل ان يتبرع رجل بنزنس بملايين الجنيهات لشراء لاعب وهو لا يستطيع أن يسدد ديونه للبنوك أو تعجز شركاته عن الوفاء بمرتبات موظفيه! إن شبهات كثيرة يجب التحقيق فيها التصقت بالرياضة للأسف الشديد، فهناك اتهامات بغسيل أموال في هذا الميدان الشريف لا تجد متابعة من أية جهة سيادية ولو حتى من باب اثبات براءة من تنالهم ودرء الشبهات عنهم ووقف الشائعات! إن كرة الثلج تكبر وكلنا صامتون عنها.. البعض خائف من أصحاب النفوذ .. والبعض يتستر بالعبارة المصرية الشهيرة "وانا مالي ووجع الدماغ" والبعض الآخر لا يريد أن يضحي بمصالحه وامتيازاته! بدون جرأة وشجاعة ومغامرة لن نصلح انفسنا ولن نشفي علاتنا، ستزداد الجراح تقيحا والعلات ألما وقد تتحول إلى أورام تتسرطن في أجساد هذا البلد الجميل الذي نحمل هويته! انها شجاعة المواجهة لمشاكلنا وعثراتنا وعيوبنا.. فهل نستطيع ان نتحمل تبعاتها من أجل الأجيال القادمة؟! [email protected]