يعتبر التعليم بشقيه الأساسي والعالي وسيلة الأمم والشعوب نحو التقدم وبناء الحضارة، وفي نفس الوقت مقياسا لنهضة الشعوب، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال جودة عالية في النظام التعليمي السائد. ويعبر تفاوت درجة الإقبال عليه عن درجة الاهتمام به.. فالتعليم هو الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها الشعوب في بناء وإدارة مقدراتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتعليم حق أساسي للإنسان وواجب الدولة أن توفره لكل مواطنيها وهو ما أدركه المشرع الفلسطيني حيث تنص المادة (24) من القانون الأساسي المعدل لسنة 2003 على أن التعليم حق لكل مواطن وإلزامي حتى نهاية المرحلة الأساسية على الأقل ومجاني في المدارس والمعاهد والمؤسسات العامة، كما يكفل القانون استقلالية الجامعات والمعاهد العليا ومراكز البحث العلمي ويضمن حرية البحث العلمي والإبداع الأدبي والثقافي والفني. وتعتبر نسبة التعليم الفلسطينية في قطاعي الضفة الغربيةوغزة من النسب المرتفعة عالميا وإقليميا، كما تعتبر من أعلى النسب في العالم العربي حيث تحتل المرتبة الثانية حسب التصنيف العالمي. وقد صرح رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمد الله بأن الحكومة تضع اهتماما كبيرا لضمان وصول الخدمات التربوية والتعليمية إلى كافة أبناء الشعب الفلسطيني خاصة في الأغوار وفي القدس ومحيطها وسائر المناطق المسماه (ج) انسجاما مع أولويات الحكومة في ضمان تلبية احتياجات شعبنا في كافة أماكن تواجده. وأشار الحمد الله إلي أن قصص الإنجاز والنجاح والتميز التي سطرها تبعث الأمل في نفوسنا من جديد وتحفزنا للعمل بأقصى طاقاتنا وهي تضعنا جميعاً أمام مسئوليات إضافية لمواصلة العمل للارتقاء بالتعليم بكافه مراحله وتطوير أدواته وواقعه وضمان النهوض بجودته ونوعيته ومخرجاته.. فاستثمارنا الحقيقي هو في قطاع التعليم وهو أحد أهم وسائل دعم صمود وبقاء شعبنا على أرضه. وأظهر تقرير أصدرته وزارة التربية والتعليم العالي الفسطينية حول الواقع التربوي للعام الدراسي الماضي 2012\2013 أن عدد المدارس في الأراضي الفلسطينية بلغ 2753 مدرسة بواقع 2059 مدرسة في المحافظات الشمالية (الضفة الغربية) و694 في المحافظات الجنوبية (قطاع غزة) حيث بلغ عدد المدارس التي تشرف عليها الحكومة 2038 مدرسة و344 تشرف عليها وكالة الغوث الدولية و371 يشرف عليها القطاع الأهلي والخاص. كما أشارت النتائج إلى أن هناك 8 مدارس فقط في الضفة الغربية تعمل في الفترة الصباحية مقارنة ب 264 مدرسة في قطاع غزة تعمل في الفترة المسائية بما نسبته 39% في مديريات المحافظات الشمالية و38 % في مديريات المحافظات الجنوبية. وكذلك بينت النتائج الإحصائية أن هناك مليونا و136 ألفا و739 طالبا ملتحقون في المدارس في كافة المدارس بواقع 673 ألفا و172 طالبا وطالبة في الضفة الغربية و463 ألفا و567 طالبا وطالبة في قطاع غزة. وبالنظر إلى توزيع الطلبة حسب جهات الإشراف، أظهرت النتائج أن 762 ألفا و499 من الطلبة ملتحقون بالمدارس الحكومية، و273 ألفا و616 ملتحقون بمدارس وكالة الغوث الدولية، ونحو مائه ألف في المدارس الخاصة، علما بأن النتائج أظهرت كذلك أن مدارس الحكومة بغزة بها 224 ألفا و976 طالبا وطالبة، ونحو 222 ألفا أي حوالي 48% من طلبة قطاع غزة ملتحقون في مدارس وكالة الغوث الدولية. وأفادت النتائج الإحصائية أن هناك 9 آلاف و507 طلاب وطالبات من ذوي الإعاقة مدمجون في المدارس الحكومية في فلسطين بواقع 60% في الضفة الغربية و 40% في قطاع غزة. كما أشارت النتائج إلى أن نسبة الطالبات الإناث تشكل 4ر50 % من مجموع الطلبة في كافة المراحل لترتفع هذه النسبة إلى 9ر54% في المرحلة الثانوية من مجموع طلاب المرحلة الثانوية. كذلك أشارت النتائج إلى وجود 62 ألفا و110 معلمين في الأراضي الفلسطينية بواقع 40 ألفا و532 معلما في الضفة و21 ألفا و578 في قطاع غزة، وكانت نسبة المعلمات الإناث تشكل حوالي 7ر85% من المجموع العام.. بينما بلغت نسبة التسرب الكلية من كافة المدارس 9ر0% والتي ترتفع عند الذكور في صفوف (الثامن والتاسع والعاشر) إذ تبلغ عملية التسرب ذروتها في الصف العاشر "الأول الثانوي" عند الذكور بنسبة 3ر2%. وبينت النتائج الإحصائية أن معدل عدد الطلبة لكل معلم في فلسطين بلغ 6ر21 طالب لكل معلم بواقع 7ر20 طالب/معلم في المدارس الحكومية و28 طالبا/معلم في مدارس الوكالة و3ر16 طالب/معلم في المدارس الخاصة. بينما بلغت نسبة المدارس المتصلة بشبكة الانترنت 7ر34 %، والتي كانت نسبتها في المدارس الحكومية بواقع 7ر34%، بينما تميزت نسبتها في مدارس الوكالة التي تقدم خدماتها للمرحلة الأساسية فقط بنسبة 8ر98% وتبعتها المدارس الخاصة بنسبة 2ر75%.. كما تميزت مدارس قطاع غزة بالاتصال بالانترنت حيث بلغت نسبة المدارس الحكومية المتصلة بالانترنت في قطاع غزة 100%، بينما انخفضت تلك النسبة لتصل إلى 7ر30% فقط في الضفة الغربية. وتتعرض المنظومة التعليمية في فلسطين لحزمة من المعوقات منها ضعف كفاءة المعلم القائم علي العملية التعليمية وذلك نظرا لقلة البرامج التدريبية التي يحصل عليها وضعف الموارد المالية للمدرسة والإمكانات المادية خاصة بما يتعلق منها بالمبنى المدرسي وتغيب المعلمين وإستهانة بعضهم بالعمل مع ضعف العلاقة بين إدارة المدرسة وأولياء الأمور. كما تتعرض منظومة التعليم الفلسطينية لمعوقات في المناهج الدراسية مثل عدم مشاركة المعلم في وضع تلك المناهج مع قصر المدة المخصصة لها للتدريس داخل المدارس. من جانبه، رفض مدير التربية والتعليم في القدس سمير جبريل قيام خمس مدارس فلسطينية حكومية بمدينة القدس بتدريس المناهج الإسرائيلية، مؤكدا خضوع تلك المدارس لسيطرة بلدية الأحتلال في القدس ووزارة معارفه. وشدد جبريل على خطورة هذه الخطوة والتي اعتبرها بالسابقة الخطيرة فسيتم إبعاد الطالب والطالبة المقدسية عن بيئته وعن مجتمعه وعن نشيده الوطني وعلمه الفلسطيني وشهدائه وأسراه وكافة رموز قضيته وبالتالي احتلال الجيل الناشئ فكريا وتجهيله. وحذر من أن 48% من طلبة القدس يدرسون في المدارس التي تشرف عليها وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال وبالتالي الخوف يتضاعف من تعميم التجربة، منوها بأن الطلبة يتوجهون إلى هذه المدارس بسبب أزمة المدارس في القدس ونقص الغرف الصفية الذي يصل إلى ألف غرفة، لافتا إلى أن مديرية التربية والتعليم في القدس التابعة لوزارة الأوقاف الفلسطينية قد افتتحت 41 مدرسة في محافظة القدس هذا العام الدراسي.