جدد الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورئيس رابطة القدس الدولية فتواه بتحريم زيارة القدس عبر الحصول على تأشيرة إسرائيلية، مناقضًا بذلك رأي الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف، الذي كشف عن عزمه زيارة المدينةالمحتلة، غير عابئ بحصوله على تأشيرة إسرائيلية. وأضاف في كلمته الافتتاحية للدورة المقدسية الثانية صباح الثلاثاء بدار الحكمة، "لابد أن يشعر المسلم أنه محروم من زيارة الأقصى، وحتى لا يكون زيارته ترويجًا للصهيونية وللسياحة الإسرائيلية"، مشددًا على أن القدس لن تتحرر إلا إذا خرجت جموع الجيوش العربية لتحريرها، لأن المقاومة الفلسطينية وحدها لا تستطيع ذلك، في ظل إمداد الولاياتالمتحدة لجيش الاحتلال بترسانة ضخمة من الأسلحة. ودعا القرضاوي إلى إحياء دور الدين في إطار السعي إلى تحرير الأراضي الفلسطينيةالمحتلة من قبضة الاحتلال الإسرائيلي، مبديًا أسفه "لأننا في هذه الأيام استبعدنا الدين من الصراع وهم أي اليهود وظفوا الدين في حشد أنفسهم". وأشار إلى أن ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل، وجولدا مائير رئيس الوزراء الأسبق وعلى الرغم من كونهما علمانيين، إلا أنهما وظفا الدين فجمعا الناس من كل مكان إلى أرض فلسطين بزعم أنها أرض الميعاد وكما عندهم في التوراة المحرفة"، مشيرًا إلى أنهم جاءوا بالاسم إسرائيل من هذه الزاوية كما سموا الشوارع والبلاد بأسمائها كما هي في التوراة. وأوضح أن "اليهود دخلوا فلسطين يهودا ولم ندخلها مسلمين، دخلوها بالتوراة ولم ندخلها بالقرآن، دخلوها بالتلمود ولم ندخلها بالسنة والبخاري، دخلوها بالهيكل ولم ندخلها بالمسجد الأقصى"، وتابع قائلاً: أمتنا أمة دينية لا يحركها شيء سوى دينها، مشيرًا إلى أن المصريين جربوا الاشتراكية والماركسية، فهزموا في حرب يونيو عام 1967، رغم أنهم كانت لديهم أسلحة تسد عين الشمس، بينما برز دور الدين في حرب أكتوبر 1973 فانتصروا بقوة الله أكبر. وطالب بحشد الجيوش العربية من أجل شن الحرب على إسرائيل وتحرير الأرض الفلسطينيةالمحتلة، وتساءل: لماذا نشتري إذن الأسلحة بالمليارات ولا نكاد نستعملها إلا في قمع المظاهرات؟ خاصة أن قضية القدس هي قضية الأمة الإسلامية ولا نجد لها في التوراة وأسفارها عند اليهود اعتبارًا ولا قيمة دينية. واستنكر على العرب تخليهم عن الدفاع عن الأرض المحتلة وإلقائهم السلاح، مذكرا بأنه وبعد نشأة الجامعة العربية بثلاث سنوات كان الاحتلال الإسرائيلي الفلسطيني، ورأت الجامعة ضرورة إرسال الجيوش العربية للحرب وخرجت جيوش من سبع دول، والآن الجامعة العربية عمرها يزيد عن ستين عاما لكن الدول العربية وضعت سلاحها. وأضاف: كان الجميع يؤمن بأن المقاومة هي السلاح الوحيد، لكن بعد أن بدأت مسيرة السلام والحل السلمي كفخ استدرج الغرب العرب إليه، فخرجت مدريد وأسلو، وانفرط العقد وانشق الصف العربي، ولم يتم حل شيء فيما سمي بالحل السلمي، لأن هذه الاتفاقيات جعلت كل القضايا معلقة ومؤجلة من حق عودة اللاجئين والحدود والقدس والاستيطان. وقال القرضاوي "ألقى العرب السلاح وإذا ألقى الإنسان السلاح فمن الصعب أن يحمله مرة أخرى بل ويقف في مواجهة أخيه الذي يحمله"، مشددًا على أن الدفاع عن القدس ليس مسئولية الفلسطينيين وحدهم وليس من أجلهم وحدهم، لكننا ندافع عن أنفسنا ولا يجب تجزئة القضية لأن ذلك يكون ناشئا عن سوء وعي. وأشار إلى الدور التركي في نصرة القضية الفلسطينية، مضيفًا أن من بدأ تحرير القدس من أيدي الصليبيين هم الأتراك، مستشهدا بكل من عماد الدين زنكي ونور الدين محمود الذي قال ردا على أحد شيوخه: "كيف ابتسم وثغر من ثغور المسلمين محاصر" يعني بذلك دمياط بمصر والتي كان يحاصرها الصليبيون. كما استشهد بدور صلاح الدين الأيوبي وهو من أصل كردي والذي استطاع أن يوحد مصر والشام تحت قيادته، ما أتاح له تحرير القدس وكان يمر على حكام المحاربين ليلا، فإذا وجد أهلها يقومون الليل قال: من هنا يأتي النصر، وإذا وجد أهلها نائمون قال: أخشى أن تأتي الهزيمة من ها هنا.