بدأت الحركة الطلابية في الجامعات المصرية على مختلف أيديولوجياتها السياسية واختلافاتها الفكرية ترتيب صفوفها، وعقد اجتماعات تنظيمية وتواصل مع الحركات الأخرى وذلك استعدادًا لاستقبال العام الدراسي، وأكدوا أن سمته الأساسية "النضال" من أجل الحفاظ على مكتسبات الحركة الطلابية التي اكتسبوها على مدار الثلاث السنوات الأخيرة عقب ثورة 25 يناير. وأكدت الحركات الطلابية أن معركتها ستبدأ بقضية منح الضبطية القضائية لأمن الجامعة، وذلك بعد أن تسربت معلومات عن مطالبة الدكتور حسام عيسى وزير التعليم العالي لوزارة العدل بمنح أفراد أمن الجامعة حق الضبطية القضائية والتي تتيح لهم تحرير المحاضر والقبض على الطلاب، وذلك كبديل عن عودة الحرس التابع لوزارة الداخلية والذي أكد الطلاب رفضهم له ومواجهته بكل السبل. وأكد طلاب الحركات السياسية المختلفة بدءًا من طلاب الإخوان المسلمين مرورًا بالطلاب الاشتراكيين والليبراليين، مواجهة ذلك القرار حال صدوره بكل السبل السلمية، بداية من التظاهر وتنظيم حملات توعية وانتهاءً بإعلان الإضراب العام داخل الجامعات. وقال أحمد غنيم، المتحدث باسم طلاب الإخوان بجامعة القاهرة إن تلك الخطوة لم تمثل مفاجأة بالنسبة لهم في ظل ما يواجهونه من حملات اعتقال ومحاكمات عسكرية وعودة أمن الدولة مرة أخرى، مشيرًا إلى أن 200 طالب منذ بداية "الانقلاب" حتى الآن اعتقلوا، وبعضهم قدم بالفعل إلى محاكمات عسكرية، فضلاً عن استشهاد بعضهم في الأحداث الأخيرة. وشدد "غنيم" على أن استهداف الحركة الطلابية على أعتاب العام الدراسي الجديد بصدور مثل تلك القرارات غير مقبول، متوقعًا أن يمثل ذلك القرار بداية لتوسيع ظاهرة الاعتماد على البلطجية داخل الجامعة لمواجهة الطلاب بمساعدة أمن الجامعة الذي سيصبح لديه سلطة الضبطية القضائية، مؤكدًا استمرارهم في التصعيد ضد تلك الإجراءات مستخدمين كل السبل المتاحة لذلك، مشيرًا في الوقت ذاته إلى بداية التنسيق مع طلاب حزب الوسط وغيرهم لتوحيد الجهود. واعتبر محمد الشافعي، مسئول حركة "الاشتراكين الثوريين" داخل جامعة القاهرة، تلك الخطوة حال تنفيذها رسميًا عودة للحرس الجامعي على الطريقة القديمة ولكن باستبدال الملابس الرسمية بملابس مدنية، واستعادة القدرة على تلفيق التهم للطلاب من جديد كما كانوا سابقًا، مشيرًا إلى أن خروج الحرس التابع للداخلية، نبع من نضال للحركة الطلابية لمدة أربع سنوات وأنهم لن يتنازلوا عنه مهما كانت الأسباب أو المبررات. وأبدى "الشافعي" أسفه على صدور مثل ذلك الطلب من الدكتور حسام عيسى الذي ناضل مع الطلاب لسنوات خلال مشاركته في حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات للتخلص من الحرس الجامعي، قائلاً إن كل وجوه الحكومة الآن ليسا سوى أداة في يد الجيش الذي يسعى إلى السيطرة على كل مفاصل الدولة على حد قوله.